|
ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 20:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد): الأخ البغدادي: تعليقنا في الحقيقة، رغم أن لنا تحفظات على بعض الكلمات والعبارات التي وردت في مطلع تعليقاتكم، على موضوعنا، ولكننا لن نقف عندها، لأن أي حوار بين طرفين لا بد وأن يتضمن وجهات نظر مختلفة قد تكون متناقضة ومتباينة، بل وحساسة للغاية لإحتواءها على تعابير فيها شيء من الهجوم الشخصي والإساءة المباشرة ،،، الخ، ولكن هذا قدرنا في الحياة وهي أن نتقبل الآخرين كما هم ونتعامل معهم ما دام التعامل معهم ممكناً ومتاحاً. فالذي يضيق صدره ولا يتقبل الآخر هو كالأرض البور التي وصفها الله تعالى في سورة البقرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ-;- كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا» - لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ-;- شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا - وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ 264)، "بصفوان عليه تراب "، لن يفيد ولن يستفيد أبداً، فإذا كان الإنسان حريصاً على كامل حريته، فكيف يرتضي للآخرين أن يفرطوا فيها بسهولة دون إقتناع منهم وتمحيص وتحاور؟ فالذي يريده الله من العقلاء المجاهدين في سبيله أن يكونوا كما وصفهم ووصف حالهم قال (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ» - وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ - وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 261). ومعلوم أن الوقت هو أصل المال ومحركه. على أية حال، بالرغم من أن الموضوع كان فيه سوء فهم لبعض مقاصدنا ومرامينا، إلا أننا قد عثرنا في ملاحظاتكم وتسؤلاتكم على تعيقات نحسب أنها كانت متوقعة وقد يقف عندها كثير من العلماء والعامة، ولكن الرد عليها أصبح مسئولية لا يستطيع الشخص الذي شهدها أن يتجاوزها، بغض النظر عن الجدوى أو النتائج. وأنا بدوري أشكرك عليها. وسنحاول معاً الوصول إلى أجوبة على هذه الأسئلة واحدةً فواحدة.
فمن تعليقاتك على ما جاء بمقالنا بعنوان (براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني)، لاحظنا أن هناك بعض الإيضاحات يلزم تقديمها حتى تستقيم الفكرة التي قصدناها وأشكلت عليكم: أولاً: الجزء من الفقرة المعنية والتي جئتم بها مبتورة، مِمَّا جعل المعنى "ناقصاً" وعليه فإنه بهذا التشويه لن يستقيم ذلك المعنى الذي قصدناه، لذا سأعرض عليك الفقرة التي أوردت عجزها وتركت صدرها، حتى تكون مكتملة ليستقيم الفهم ويصح النقاش حولها وهي كما يلي: عنوان الفقرة التي أشكلت عليك هي: (لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة)؟ وهي كانت كما يلي: ((... بالنظر إلى سور القرآن الكريم كلها نجد أن المتحدث هو الله تعالى دون سواه أو معه غيره، فمثلاً عندما يقول تعالى: (قل هو الله أحد ...), لا يستطيع أحد أن يغير قوله تعالى، مع أنه يأمره كعبد بأن يقول عنه ( إنَّه هو الله أحد) ولكنه لا يستطيع أن يطيع الأمر بدون ذكر فعل الأمر الوارد في القول صراحةً، تماماً كما قاله الله تعالى، وبالتالي فإن نسبة القول إلى الله تعالى تقتضي ذكر البسملة قبله كما هو الحال مع 113 سورة بالقرآن...)).
تعليقنا على ملاحظاتكم: في حقيقة الأمر: كانت غايتنا من هذه الفكرة "تحديداً" هي محاولة الجواب على سؤال متداول بين الناس، العلماء منهم والباحثين من الذين يحاولون إيجاد جواب مقنع لهم على تساؤلاتهم التي تقول: (لماذا لم تبدأ سورة «براءة» بالبسملة – كما هو الحال مع باقي سور القرآن الأخرى؟)، فكان ترجيحنا لذلك هو لربما يكمن في قوله تعالى في فاتحة هذه السورة: (براءة من «الله» «و» «رسوله») ، فرأينا إن السبب هو ورود حرف العطف (و) (ما بين لفظ الجلالة «الله» وبين «رسوله»)، فعبرنا عن تصورنا بإختصار شديد فقلنا: لو لم يكن حرف العطف هذا، والإسم الذي بعده (المعطوف)، لجاز أن تُفْتَتَحَ السورة بالبسملة، بمعنى أنه،، لو جاءت الآية الكريمة هكذا: (براءة من الله) فقط بدون العطف والمعطوف، لجاز ورود البسملة هكذا: (بسم الله الرحمن الرحيم – براءة من الله إلى ...)، ولكن بما أن الآية تقول («براءة من الله» - «و» - «رسوله»)، لا يجوز ورود البسملة لأن هناك عطف على إسم الجلالة «الله» وهو عبارة ... «ورسوله»،، مما يمنع "في تقديرنا وإجتهادنا" ورود البسملة ... والله أعلم بمراده. وأعتقد أن هذا أوثق وأقرب من الإدعاء بأن هذه السورة هي جزء من السورة التي قبلها، كما يدعي البعض، أو الأقوال الأخرى التي فيها شطحات وإفتراءات قال أصحابها في بعض ما قالوا إنها (سورة ملغية)، إفتراءاً من عند أنفسهم، لا سلطان لهم ولا برهان ولا دليل.
ثانياً: إعتراضكم عن الآية الكريمة: (قل هو الله أحد ...) التي وردت في الفقرة التي أشرت أنت إليها في تعليقك، هي في الواقع ليست من أصل الموضوع الذي ناقشناه في سورة براءة، ولكننا أتينا بها كمثال لمناقشة فكرة أردنا أن نوضح من خلاله مفهوم حتمية الإلتزام بالنص القرآني "كما هو" وعدم تغييره بأي زيادة أو نقصان، وضربنا لذلك مثلاً قلنا فيه: لو أمرك أحدهم فقال لك: (قل هو الله أحد) كجملة عربية عادية فيها أمر أو طلب أو رجاء، فأنت بالطبع عند الإستجابة له، لن تكرر فعل الأمر بل ستجاوبه بقولك (هو الله أحد) إستجابةً للأمر بالفعل «قل»، بدون إستخدام فعل الأمر في جوابك، ولكن في القرآن الكريم «بصفة خاصة»، إذا كان الله هو الذي قال لك (قل هو الله أحد) فأنت لن تستطيع الرد بقولك (هو الله أحد) لأن هذا يعتبر تحريف للآية، لذا يجب عليك أن تنقل قول الله تماماً كما قاله وبالتالي يجب عليك أن ترد بقولك (قل هو الله أحد). أيضاً،، لو تلاحظ - في أسماء السور- مثل: ( المنافقون، والمؤمنون، الكافرون، المطففين)، هذه الأسماء لا تتغير بتغير موقعها من الإعراب، فمثلا تقول بالرفع («المُؤمِنُونَ» سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ), وبالنصب تقول: (قَرَأتُ «المُؤمِنُونَ» كُلَّهَا في ركعةٍ واحدةٍ – وليس "المؤمنين"، رغم أنها تقع في الجملة مفعول به منصوب)، وبالجر تقول: (تَعَلَّمْتُ مَنْ سُوْرةِ « المُؤمِنُونَ» – وليس "المؤمنين"، رغم أنها تقع في محل جر "بالباء")، كما تقول أيضاً: («المُطَفِّفِيْنَ» سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ – وليس "المطففون"، رغم أنها واقعة في محل رفع "مبتدا"), لأنه لا توجد في القرآن الكريم سور إسمها ("المؤمنين" أو "المنافقين" أو "الكافرين" أو "المطففون").
أنت تقول في تعليقك أيضاً: أولاً، ((-- نحن لسنا عبيد لمحمد أوإله محمد، فقط من يقبل بمحمد نبي، يقبل على نفسه هذه الصفة--)). وفي ردنا على ذلك نقول لكم ما يلي: أولاً: وقبل كل شيء، فيما يتعلق بموضوع سورة "التوبة"، أنا لم أوجه ما جاء بهذا الموضوع إلى أي شخص بذاته أو فئة بعينها، ولم أُدْخِلْ رأيي في الرد على المدعين بقولهم عنها "سورة السيف"، فقط أردت أن ألفت الأنظار إلى أن الله تعالى هو بذاته الذي قد رَدَّ سلفاً على كل هؤلاء المتطفلين عليها إما من الجاهلين وإما من المغرضين المضللين لغيرهم، إذ أنَّ الرد من القرآن الكريم هو رد مباشر من الله تعالى، فما دام الأمر كذلك، فهذا يعني أنه ما من سؤال يدور في خلد مخلوق إلا ويكون له جواب قاطع من القرآن الكريم. لذا أرجوك أن ترجع إلى الموضوع وتقرأه جيداً قبل أن تعلق عليه. أما إن كان هذا الذي أوردته في تعليقك هو المحصلة النهائية التي وصلت إليها من الموضع، وكان هذا هو رأيك، فأنا أحترم كل الآراء وإن إختلفت معها، ولا أتدخل مطلقاً في خصوصيات الآخرين لأن الله تعالى لا يقبل أن يتدخل أحد بينه وبين عبده، فهو الذي يقيم الأعمال ويصدر الأحكام على خلقة، وهو الذي سيجزيهم عليه الجزاء الأوفى، ثانياً: أنا لم أقل أن فلاناً أو زيداً من الناس هو عبد لعمر منهم، ولا أدري من أين جئت بهذه الفكرة؟ ولكن هناك حقيقة لا تتغير مهما حاول البعض أن يلتف حولها أو ينكرها أو يتمرد عليها وينكرها، وهي أن (كل من في الكون عبد لله تعالى)، فهو يقول في ذلك في سورة مريم: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰ-;-نِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92)، (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ «إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰ-;-نِ عَبْدًا» 93). هذه حقيقة ليس فيها خيار ولا يستقيم معها هوى أو إدعاء. ولكن مسألة الموقف منها والإعتراف بها، أو التمرد عليها،،، فقط تركها الله تعالى للإنس والجن "إختياراً" لا قهر فيه، لأن هذا هو مراده إعطاء الخيار، والغاية التي خلق من أجلها الثقلين، فللشخص أن يعترف له بها فيكون مؤمناً أو أن يرفضها ويتمرد عليها ويجحدها فيكون كافراً، وفي كلتا الحالتين هو صاحب "القرار" ولا أحد لديه أي حق أو سلطان عليه "ليجبره أو يقهره" على تغيير معتقده. فالوحيد الذي له هذا الحق هو "الله" دون سواه، فإما أن يحاسبه في الدنيا والآخرة معا، أو أن يؤخره إلى أجل مسمى... إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كانوا يعلمون. ثالثاً: أما قولك بأنكم لستم عبيداً لمحمد. فهذه حقيقة لا جدال فيها،،، بل ونحن أيضاً نثني على هذه الجزئية من قولك هذا، بل فنقولها مدويةً بأننا نحن أمة الإسلام كلنا "لَسْنَاْ عَبِيْدَاً لِمُحَمَّدٍ" ولا لغيره من الخلق،، بل ونزيد على ذلك بأننا نحن المؤمنون لسنا عبيداً لأي مخلوق مهما علا قدره، وسما شأنه ولا حتى الملائكة وجميع الرسل ولا حتى آدم أبو البشر عليه السلام، لذلك فنحن نتمتع بكامل الحرية بفضل وشرف (عبوديتنا الكاملة لله وحده دون سواه) والتي تميزنا عن غيرنا، وترفع من قدرنا. رابعاً: محمد رسول الله الخاتم، هو نفسه "عبد لله تعالى"، ورسوله الأمين، ولا ينبغي للعبد أن تكون له عبيد، فالنبي محمد ليس لديه عبيد مطلقاً،، نحن نحبه حباً لا يدانيه حبٌ، "بعد حُبِّ الله تعالى الذي له الحب كله"، ونحبه في حبنا لله وحب الله له، ونطيعه طاعةً كاملة لأن من عصاه فقط عصى الله تعالى، ونفديه بكل غال ونفيس ولكــــننا لا نعـــــبده،،، ولا نُعْطِــــيهُ أي صفــــة من صــــفات اللــــه، فهو لدينا أغلى من أنفسنا وأهلينا وأولادنا والدنيا بكاملها لا تسوى عندنا قلامة أظافره الشريفة، ولكن حبنا هذا لا يرقى إلى العبودية لأن صاحبها واحد أحد، هو الله وحده الذي خلقنا وخلقه وخلق كل شيء. بل النبي محمد يتبرأ من الذي يصفه بصفاة لا تليق إلأ بالله وحده. رابعاً: أما الجزئية الثانية التي تقول فيها بأنك لست عبداً لإله محمد، فهذا شأنك وإختيارك لنفسك ولا شأن لنا به، بل ولا يحق لنا أن نناقشك فيه "أكثر من مجرد التذكرة والنصح"، رغم أنه لا يوجد خلق تحت قبة السماء ولا فوقها ولا دونها إلَّا وهو عبد لإله محمد "قهراً"، لا خيار له فيه، وإن إدعى أي مخلوق غير ذلك، ولكن جعل الله تعالى إلإعتراف والإيما به والشكر له "إختياراً"، إذناً منه،، أما بالنسبة للمؤمنين عموماً ولي أنا بصفة خاصة فأقول لربي ورب محمد متضرعاً راجياً أن يستجيب لرجائي وقولي: (الَّهُمَّ إنِّيْ أُشْهِدُكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلَاْئِكَتَكَ، وجَمِيْعَ خَلقِكَ، أنَّكَ أنْتَ اللهُ، لَاْ إلَهَ إلَّاْ أنْتَ وَحْدَكَ لَاْ شَرِيْكَ لَكَ وأنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَكَ وَرَسُوْلَكَ)، بل (و أسْأَلُكَ أنْ تُحْيِيْنِيْ عَبْدَاً لَكَ، وَتُمِيْتَنِيْ عَبْدَاً لَكَ وَتَبْعَثَنِيْ عَبْدَاً لَكَ ،، ويَحْشُرَنِيْ مَعَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ اَلْخَاْتَمِ الْأَمِيْنِ). والنبي الخاتم، صلى الله عليه وسلم أنكر على أصحابه بعضاً مما وقعوا فيه بدافع جهل بعضهم، فلما مُدِحَ صلى الله عليه وسلم بشيء لا يَصِحُّ أن يُمْدَحَ به قال: (لا تَطْرُوْنِيْ كَمَاْ أطْرَتْ النَّصَاْرَىْ المَسِيْحَ ابْنَ مَرْيَمَ، إنَّمَاْ أنَاْ عَبْدٌ، فَقُوْلَوْا: عَبْدَ اللهِ وَرَسُوْلِهِ). أيضاً،، أنت قلت "في تعليقاتك" عدة ملاحظات فيما يتعلق بالآية (قل هو الله أحد)، سنقوم بإذن الله بالرد على كل ملاحظة بشيء من التفصيل فيما يلي: الملاحظة الأولى: قلت فيها إنَّ هذه الآية (خطأ) أو (ناقصة) . وكان تبريرك لذلك أن الله تعالى يقول فيها: (قل هو الله أحد). ثم يسكت ولا يكمل، على حد تعبيرك، وفي ردنا على هذه الملاحظة، لا بد لنا قبل كل شيء حل الإشكالية اللغوية لأنها هي السبب في هذا اللبس وتلك الملاحظة. إذن ليس أمامنا إلَّا إعراب السورة بكاملها، وبذلك نحسم مسألة الظن بأنها (ناقصة)، أو أنها (خطأ)، لأن السورة لو كان فيها أحد هذين العيبين لن نستطيع إعرابها إطلاقاً، كما إن أسباب نزول هذه السورة مهم جداً لأنه متى عرف السبب بطل العجب كما يقولون. إذاً،، فإلى الإعراب بعد معرفة أسباب النزول فيما يلي:
أسباب نزولها وإعرابها: نزلت سورة الإخلاص رداً على أسئلة ثلاث فئات من البشر يمثلون مجتمعاً معتقداته متمحورة في الغالب الاعم على الشرك بالله الواحد الأحد ومعارضة للتوحيد: - فبعضهم كان يعبد المادة والأجسام من الحجارة وما شابهها، - وبعضهم كان يعبد بشراً أمثالهم، من أحبار ورهبان وأنبياء وأوهام، وثالوث ولاهوت وناسوت وبُنُوَّة، - وبعضهم كان قد بقي على حنفية إبراهيم إلى حد ما، يتحنث بالتفكر في خلق الله وبديع صنعه من سماء بنجومها وشمسها وقمرها وكواكبها، وطيرها، وأرض بجبالها ووديانها وزرعها وضرعها وحيواناتها وهوامها وماءها وهواءها ،،، - وبعضه، قد ألْحَدَ، منكرا وجود الله إبتداءاً، وقد بين الله تعالى هذا الحال في سورة البينة بالتفصيل. فالقصة تبدأ بأن جاء وفد من كل فئة من هذه الفئات الضالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه "تحديداً" عن "ذات الله تعالى"، كل فئة منها سألته حسب معتقدها فيه، فتولى الله الرد عليهم مجتمعين بسورة الإخلاص "الحاسمة". ولكي يفهم المحرفون والمغالون هذا الرد جيداً علينا أولاً أن نعرب السورة كلها كمدخل هام وضروري لنعرف دقتها وإحكامها جملاً ومفردات ثم نناقشها غايةً. قال الله تعالى فيها لنبيه الخاتم، رداً عليهم جميعاً بعد "بسم الله الرحمن الرحيم،، («قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1» - «اللَّهُ الصَّمَدُ 2» - «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3» - «وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4»)،
الإعراب: أولاً: (قل هو الله أحد 1): - قُلْ: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، - هُوَ: ... ضمير "شأنٍ" مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول، - ولفظ الجلالة «الله»: ... مبتدأ ثاني مرفوع بالضمة الظاهرة، - أحَدُ: ... خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ الثاني بالضمة الظاهرة. والجملة الإسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر اللمبتدأ الأول "أو بدل منه"، (وهذه الجملة الإسمية يمكن أن تعرب "فى محل نصب مفعول به" لفعل القول). ثانيا: (الله الصَّمَدُ 2): - ولفظ الجلالة «الله»: ... مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، - الصَّمَدُ: ... خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهذه الجملة الأسمية في محل رفع خبر ثاني للمبتدأ الأول "هو"، أيضاً ..."أو بدل منه". ثالثاً: (لم يلد ولم يولد 3): - لَمْ: ... حرف نفي وجزم وقلب، - يَلِدْ: ... فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، والفاعل الضمير "هو" في صدر الآية. - الواو: ... حرف إستئناف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، - لَمْ: ... حرف نفي وجزم وقلب، - يولد: ... فعل مضارع مجزوم بالحرف "لم" وعلامة جزمه السكون،، والفاعل الضمير "هو" المتقدم. رابعاً: (ولم يكن له كفواً أحد 4): - الواو: ... حرف إستئناف، - لم: ... جازمة للفعل "يكن"، - يكن: ... فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، يرفع المبتدأ وينصب خبره، - له: .. اللام حرف جر و"الهاء" ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر هو كلمة "أحدٌ" والجملة الإسمية في محل رفع اسم الفعل الناقص "يكن"، - الإسم "كفواً: منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه خبر "يكن"، منصوباً به. أليس هذا قرآناً عربياً غير ذي عوج؟ فإن كان نبي الله محمد قد جاء بهذا التعبير المحكم البليغ فلا شك في أنه أعظم من وطئت قدماه الشريفتان الأرض، بل وأبلغ من نطق بالضاد على الإطلاق. فأنى يؤفكون؟ فبناء الآية من مفهوم الإعراب هكذا (قل: «هو الله أحد» - هو: «الله الصمد"» - هو الذي: «لم يلد ولم يولد» - وهو الذي: «لم يكن له كفواً أحد») والله أعلم.
الملاحظة الثانية: أما عن سؤالك عن كلمة (أحَدُ) التي في الآية (قل هو الله أحد)، بقولك: (أحد ماذا؟)، وظنك بأن هناك كلمة محذوفة،، وإقتراحك بأن الكلمة المحذوفة هي إما أن تكون (الآلهة) أو تكون (الخالقين). نوقول لك في كل هذا، وبالله التوفيق: أولاً: هذا السؤال مطروقٌ بكثرة، وقد كثر فيه اللغط والتخبط حتى لدى كثير من العلماء، مما جعل تخبطهم في مؤلفاتهم وأفكارهم المتناقضة مدخلاً رئيسياً للمتشككين وللمغرضين وللمحرفين المحترفين ليشككوا الناس في كتاب الله تعالى ولكن أنى لهم ذلك، والله لهم بالمرصاد. فالله تعالى يخاطب الفكر والعقل ويحرض الناس على التدبر، إذن القرآن جاء مخاطباً للعقول وليس للعجول، فمن تدبر القرآن وجده محاوراً أكثر منه آمراً وبالتالي لن يجد فيه قهراً أو إلزاماً وإنما كشف المحاسن والمساويء معاً وبتوازن، وعرض كل الخيارات وتفنيدها سلباً وإيجاباً ثم تقديم النصح مبرراً والتحذير مبرراً أيضاً ثم بعد ذلك يبين تبعة الإختيار وما يترتب عليه ذلك الإختيار. فالله لا ينظر إلى العمل نفسه ولكنه ينظر إلى ما في القلب من خير أو شر. وهو ليس في حاجة إلى الخلق كله، وقد خلق الله الإنسان في الجنة إبتداءاً، ولكنه ظلم نفسه فخرج منها، ورحمة الله إقتضت أن يعطيه الفرصة للعودة إليها "إن اراد ذلك"، ورسم له خارطة الطريق التي إن تتبعها وإلتزمها وجد في نهاية المطاف نفسه في تلك الجنة، وإن ضل الطريق وتفرقت به السبل، فإلى حيث إختار وإنتهى سعيه، سيجد الله عنده فيوفيه حسابه، ولن يظلموا شيئاً،، وحينئذ لا يلومن إلا نفسه.
ثانيا: أما عن الكلمتين التين ذكرتهما وهما: (الآلهة) أو (الخالقين). فالجواب على ذلك يقتضي فهمه الإلمام بفقه اللغة العربية ومعرفة قواعدها النحوية، وهذا يدخلنا في باب المستثنى والمستثنى منه. فقوله تعالى: (قل هو الله أحد)، بالضرورة ينفي وجود جنس الآلهة "مطلقاً"، إلَّا فقط (إلَهٌ واحِدٌ أحَدٌ مُسْتَثْنَىً منها،، إسمه "الله"، فكل أركان الإستثناء متوفرة، لأنها تأكيد فريد لقوله تعالى (لا إله إلَّا الله). أما كلمة (الخالقين)، فلا يوجد خالق "من عدم"، إلَّا خالق واحد أحد هو "الله تعالى"، فمن إدعى أنَّ هناك خالق آخر عليه أن يثبت لنا ذلك، بأن يذكر لنا إسمه وصفاته، ونوع خلقه وطبيعة ذلك الخلق الذي خلقه من عدم. فإذا إعتبرنا مثلاً الصناعة والإختراعات والإبتكارات نوع من أنواع الخلق مجازاً، الذي قال الله تعالى في سورة المؤمنون: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ - «فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» 14)، لم يكن ذلك خلقاً من عدم وإنما تأليف وتشكيل من خلق موجود، وخواصه هي تلك التي خصه بها الخالق المبدع الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. إذن كلمة (خالقين)، التي تقصدها تقابلها (الآلهة) التي تقصدها أيضاً وهي اللات والعزى وهبل،،، وغيرها من الأحبار والرهبان وفرية الثالوث،،، وعبادة الشيوخ والأضرحة والقبور،،، الخ.
أما عن سؤالك بقولك: (أحد ماذا ؟)... نقول لك وبالله التوفيق: لأن هناك – بعد أن توفى الله تعالى عيسى بن مريم ورفعه إلى الربوة - حدث تطوراً غير مسبوع في التجرؤ على الله تعالى (في ذاته تجاوزت كل ما وصل إليه البشر السابقين، فالجديد الذي إبتكره الشيطان وأوحى به إلى عبيده وأتباعه مباشرةً)، فاق كل ما مر على البشرية من الشرك والكفر والنفاق والإلحاد، لذا إقتضت هذه التجاوزات ظهور كلمتين إثنين هما الأقدر على إزالة هذه الإفتراءات على الله تعالى والتي أصبحت عبارة (اله واحد) معها غير كافية لنسخها وإزالتها وضحدها. وفيما يلي سنناقش هذه المسألة "علمياً"، وبالتفصيل: أولاً: من حيث التباين "لغوياً" الذي بين كلمتي "واحد" و "أحد"، هو تبايل كامل لا جدال في ذلك لأنه واضح كالشمس، فمثلاً: - نقول في أسماء أيام الأسبوع (يوم الأحد)، ولا يستقيم عقلاً أو منطقاً أو لغوياً أن نقول (يوم الواحد)، وإن قال أحد هذه العبارة لا يمكن أن ينصرف الذهن إلى أن المقصود هو يوم الأحد. - ونقول (ليس في الدار رجل واحد)، ولكن هذه العبارة لا يمكن أن تنفي وجود عناصر أخرى من البشر أو من غيرهم "من جنس الرجال"، وحتى إن وجد هذا العنصر، فإن العبارة أيضاً لا يمكنها أن تنفي التعدد) لأنه قد يكون هناك أكثر من رجل واحد. وبالتالي، يستحيل إستخدام كلمة "أحد" في هذه العبارة بأن تقول مثلاً (لا يوجد رجل أحد)، وإذا قلنا (لا يوجد أحد)، نكون قد نفينا وجود أحد من البشر، لأن هذه الكلمة في هذه العبارة تدل على "العدم" ولا يمكن أن يفهم منها سوى أن الدار خالية تماماً، - أما إذا قلنا: (ليس في الدار إمرأة واحدة)، فإن هذه العبارة، بالإضافة إلى ما قلناه في العبارة السابقة فإن كلمة وأحد تقابلها كلمة أحد ولكن كلمة واحدة يستحيل أن تقابلها كلمة أحد، بل تقابلها كلم إحدى، وشتان بين الكلمتين. - لاحظ أنَّ أسماء الشهور (محرم إلى دوالحجة)، وأيام الأسبوع (الجمعة إلى السبت)، خلقها قد سبقت خلق الإنسان، لأن الله تعالى أطلق عليها هذه الأسماء منذ أن خلق الكون كله، لأن هذا الخلق كله هو "القرآن"، وقد علمه الله تعالى لكل خلقه من حيوان وهوام وجماد وسموات وأرضين، ما عدا الإنسان الذي جعل تعلمه لهذا القرآن "تكليفاً" يصل إليه بالتدبر والتفكر والبحث والتنقيب والعمل والتجارب،، حتى يستوي مع باقي الكائنات الأخرى إنْ عَلِمَهُ وأتْقَنَهُ وعَمِلَ به،،، ولك أن تقرأ مطلع سورة الرحمن إن شئت،، حيث قال تعالى في فاتحة السورة: (الرَّحْمَٰ-;-نُ 1)، أول شيء فعله أنَّه: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2)، لكل الخلق مطلقاً ما عدا الإنسان، ثم بعد ذلك: (خَلَقَ الْإِنسَانَ 3)، طاريءً على هذا الكون المؤمن الذي يعرف القرآن حق المعرفة، فالشمس آية، والقمر آية، والبحار آية، والطير آية، والنجوم آية،،، الخ، ولكي يعرف الإنسان الطاري، الذي يجهل القرآن تماما، كان لا بد له – حتى ينسجم معه – أن يعطيه الله الآلية والأدوات واللوازم لهذه المعرفة المكلف بها، لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4)، ثم أعطاه أظهر آيتين يستطيع أن يفهم عنهما الكثير من الظواهر الواضحة المبرهنة فكان أن إختار الله تعالى له الأسهل ووجه إليهما كل حواسه الأساسية من سمع وبصر وفؤاد وحس ، فقال له أنظر! وتدبر!! إن لم تفهم من منازل القمر فيمكنك أن تفهم من تقلب الليل والنهاز ودقة الزمن وحرارة الشمس ونور القمر،،، فقال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5)، لا يختلف طول يوم عن اليوم الذي سبقه أو الذي يليه، ولا تغيب الشمس فترات سرمدية أو أطول ولا تظهر مشرقةً لفترات سرمدية أو أكبر، كما إن نظام القمر لم ولا يختل أبداً، فهذه إحدى صور البيان الذي لم ينقطع عنه البشر إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة من الدراسات والإكتشافات والعلوم الطبيعية التي يتحسسها الإنسان بملكة "البيان" التي علمه الله إياها. ليس فقط الشمس والقمر والكون العلوي، الذي يسبح في الفضاء البعيد والقريب، بل هناك مقتضيات بيان أخرى على الأرض الذي بقي عليها، من شجر له ساق يرفعه عن الأرض قليلاً، ولكنه لا يتركه يسبح في الفضاء أو يغادر الأرض بل يظل "ساجداً" فيها، وكذلك كل ما نجم على الأرض من نبات بدون ساق ولكنه أيضاً لم يسبح بل بقي "ساجداً" مع الشجر على الأرض، فصور الله تعالى مادة البيان الأخرى هذه بقوله: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6)،،، إذن كلمة «أحــــــد» قديمة بقدم الكون ولعلها قبله في علم الخالق سبحانه، ويكفينا أنها أسم أحد أيام الأسبوع (الأحد)، الذي سماه الله له قبل خلق الإنسان في "قرآن الكون" وفي عِلْمِ مَنْ عَلَّمَ القُرْآنَ. إذاً،، نخلص من ذلك إلى أن كلمة «أحــــــد» لا يمكن أن تحل محلها كلمة «واحــــــد» بأن حال من الأحوال. وبالتالي لا بد من أنَّ إستخدام الإولى بدلاً من الثانية - بعد أن رفع الله تعالى "عيسى" عليه السلام - له مقتصياته ومبرراته التي سنصل إليها معاً إن شاء الله تعالى بالإضافة إلى كلمة «صمد» الفريدة بالمثل: ثانياً: قبل أن نناقش هذه الكلمة بتفصيل، نرجو أن تؤخذ الملاحظة التالية في الإعتبار أولاً لأهميتها لفهم المعنى أكثر: - لاحظ أنَّ ورود أسماء الله في القرآن أو في غيره إن جائت متتابعة لا يمكن أن تكون بينها "أداة عطف" إطلاقاً فمثلاً قوله تعالى في سورة الحشر: (.. هُوَ الرَّحْمَٰ-;-نُ الرَّحِيمُ 22)، وقوله أيضاً: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ... 23)، وقوله: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ-;- ...)،، فكيف يتفق أن يوجد حرف عطف بين إسمه وأي شيء أو ذات أخرى معه؟؟ يستحيل ذلك قطعاً مؤبداً. - إذا ذكرت أسما الله تعالى متتابعة وكانت متضمنة إسم الجلالة "الله"، لا يذكر متأخراً عنها كلها، بل لا بد من أن يأتي إسم الجلالة "الله" أولاً ثم تأتي بعده باقي الأسماء بترتيب وضعه الله تعالى (الله, الرحمن, الرحيم, الملك, القدوس ،،،). ثالثاً: أما كلمة «أحــــــد»، لم ترد في القرآن كله، ولا في التوراة ولا في الإنجيل قبله. لم ترد سوى عبارة "الله الواحد"، أو "إله واحد"، هذه حقيقة لا شك فيها وتؤكدها الغاية من سورة الإخلاص التي تفردت بكلمتين جديدتين فريدتين فيه هما: («أحد» و«صمد») المفحمتين للمتربصين، فإذا رجعنا لأقوال كل الأنبياء كلهم دون إستثناء لم يقل أي منهم كلمة "أحــــد" لأن الناس حتى رسالة المسيح عيسى عليه السلام كانوا على ثلاثة أصناف: - إما موحدين، يعبدون الله خالقهم وخالق كل شيء ولا يشركون به شيئاً، - أو مشركين، إتخذاو آلهة إفكاً مفتريات من دونه، من أصنام أو أشياء أو أشخاص، - وإما ملحدين، لا يؤمنون بإلاهـ قط، إبتداءاً، لا حقيقي ولا إفكٍ مفترىً ومع ذلك لم يحدث أن إقترب أي منهم من "ذات الله"، أو محاولة تركيب آلهتهم وإحلالها في ذات الله أبداً مثلما فعل هؤلاء النصارى اللاهوتيون. فان المعتقد قبلهم إمَّا تصديقا وتوحيداً أو كفراً وشركاً مباشراً،، وإما إلحاداً، بإنكار الآلهة جملةً وتفصيلاً. فكان تذكير الأنبياء لهم دائماً بقولهم لهم: (وإلهكم إله واحد)، وهي كانت كافية لإثبات وجوده، ثم كافيةً لتنزيهه من الشرك، لأنه لم تجرؤ أممهم من الإقتراب من ذات الله سبحانه وتعالى من قبل. فعلى سبيل المثال،، قال تعالى في سورة ص: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ «الْوَاحِدُ» الْقَهَّارُ 65)، وفي سوة يوسف، قال: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ «الْوَاحِدُ» الْقَهَّارُ 39) وفي سورة غافر، قال: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ «وَحْدَهُ» وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ 84)، وقول موسى في سورة طه بعد أن أضلهم السامري: (إِنَّمَا إِلَٰ-;-هُكُمُ اللَّهُ الَّذِي «لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُو»َ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا 98). فكلها تستخدم كلمة "واحد". إذاً، لابد من أنَّ إستخدام كلمة "أحد" له مقتضيات أخرى وأسباب وأسرار لا بد من الوقوف على بعضها لنعلم كيف يكون إحكام آيات الله البينات على مستوى القرآن كله أو على مستوى الآية أو العبارة أو الكلمة،، بل على مستوى الحرف الواحد. فالشيء الشاذ المنكر الذي جَدَّ على البشر هو بدعة "الثالوث" التي لم تُعْرَفْ في أي أمة من أمم الكفر والفسوق التي خلت، لذا فهي تمثل أخطر أنواع الشرك بالله تعالى، لأنها مباشرةً «مَسَّتْ، بل وتَجَنَّتْ على ذَاْتِهِ المُقَدَّسَةِ سُبحَاْنُهُ» وعلى أخص خصوصياته،، فلم يصبح الشرك معه أو إنكاره كلياً دون الإقتراب من ذاته، أو جحود نعمه،، الخ، بل الآن قد أصبح إشراكاً له في ذاته وصفاته وأسمائه ، وخلقه،،، مباشرة. فكان لا بد من وجود الكلمة/الكلمات المناسبة "من لسان العرب وكلماتهم التي يعرفونها ويستخدمونها" لنسخ وإزالة هذا الشرك المركب وإستأصاله من كلمة التوحيد فأصبحت لا تكفي عبارة (إله واحد)، لتتصدى لهذا الإفك الخبيث وتنسخه من جزوره، خاصة وأنه لم يواجه نبياً أو رسولا قبل النبي الخاتم محمد مثل هذا النوع من الكفر المركب، فكانت الحاجة إلى كلمتين خاصتين متخصصتين ناسختين لكل هذه التراهات، فكانت سورة الإخلاص هي الحاضنة لهتين الكلمتين: - فالكلمة الإولى هي «أحــــــد»، من قوله تعالى: (قل هو الله أحــــــد)، لسد الثغرة التي دخل منها المبطلون بتحريف عبارة التوحيد (إله واحد) لأن هذه الكلمة كافية لتبطل كل العبارات التي نفذت من هذه الثغرة، مثل قولهم في لاهوتهم (والله، وكلمته، وروحه، إلهاً واحداً)، وغيرها وما على شاكلتها. - والكلمة الثانية هي «الصمد» من قوله تعالى: (الله الصمد)، حيث جاءت لتبطل التجسيد والإحلال والتركيب والدمج،، مثلاً إفترائهم بقولهم: "واللاهوت حّل في الناسوت، و "المسيح وهو باللاهوت ومتجسداً"،،،، لأن الصمد هو الكامل بذاته والمستغني عن غيره، وهو الذي لا يقبل الإنقسام، ولا التجزئة، ولا الدمج مع غيره، ولا التركيب من متعدد، ولا يقبل الإحلال فيه أو الإحلال في غيره، وبالتالي فليس في اللغة العربية كلها كلمة تقوى على فعل كل ذلك وإعطاء كل هذه المعاني سوى كلمة (الصمد)، والتي تنسخ وتحبط نهائياً فرية (اللاهوت حل في الناسوت). هذا إن كان المقصود أو الحديث عن الله الواحد الأحد، أما إن كان المقصود هو إلهٌ مفترىً من دون الله تعالى من آلعة المشركين، فهذا الإحلال أو التركيب لا يعنينا في شيء (فليحل لاهوتهم في ناسوتهم أو العكس)، فهذا كله بعيد كل البعد عن الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. - ثم جاءت الآية: (لم يلد ولم يولد)، لإبطال فرية نسبة الأبوة والبنوة المدعاة، مثلاً في قولهم: "والكلمة هو المسيح، وهو وحيد الآب"، وغيرها من الإفتراءات التي تمس ذاته سبحانه، - ثم تأتي الآية (ولم يكن له كفواً أحد)، لتبطل فرية قولهم: "المسيح الخالق والديان والعادل" و قولهم "يسوع هو الله مخّلص العالم"،،، إلى غير ذلك من الإدعاءات التي لن يقيم أحد منهم عليها دليلاً مادياً أو منطقياً مقبولاً عليها، بل ولا ينبغي لهم ذلك. إذاً،، نجد أنَّ سورة الإخلاص جاءت لتُخَلِّصَ الذَّاتَ الإلهِيَّةَ من كُلِّ الإفتراءات التي يريد أصحابها أن يُلصِقُوهَا بِهِ، والتي فاقت كل عناصر الكفر من شرك وكفر وإلحاد وتمجس، بل وتَخَطَّتْهُ لتتجرأ على ذات الله تعالى بنسبة الشريك أو الند أو الولد له، فكان لابد من كلمتي (أحد)، و (صمد). فيكون التوحيد "إخْلَاْصَاً خَاْلِصَاً مُخْلَصَاً" لله تعالى دون سواه. أنظر إلى هذه النماذج المبينة: في سورة الزمر قال: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ «يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ» سُبْحَانَهُ «هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ» 4)، وفي سورة ألمؤمنون: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ «لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ» «رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» 116)، وفي سورة الشورى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ««لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»» «وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» 11). وفي سورة ص قال: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ «وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ» 65)، وفي سورة يونس، قال: («قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ» هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ «إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا» «أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ» 68)، أما في سورة الأنعام فقال: (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 103). وهذه رداً على من يقول بأن المسيح جاءه وتعشى معه، أو ركب معه السيارة في يوم ممطر فأوصله إلى بيته،،، الخ. هذه من الآيات البينات المحكمات التي تجمعها سورة الإخلاص.
أيضاً، جاء في سورة النساء، قوله: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ «لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ» - «وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ» - إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ «رَسُولُ اللّهِ» «وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ» «وَرُوحٌ مِّنْهُ» - «فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ» - «وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ» - «إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ» - «سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ» «لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ» - وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً 171) وقد جاءت سورة الإخلاص تأكيداً لكل هذا. فهل عرفت الآن لماذا إستعمل الله تعالى كلمتي (أحد)، و (الصمد)، بعد شرك الثالوث ولم يستعمل كلمة (واحد)؟؟ لأن كلمة "واحد" لن تحسم إدعاءهم، فالناس يقولون مثلاً (نحن شعب واحد) في وصف المتعدد على أنه واحد ولكن يستحيل عليهم أن يقولوا: (نحن شعب أحد). كما يمكنهم أن يقولوا: (البشر كلهم واحد) واصفاً لمتعدد بأنه واحد، ولكن يستحيل قولهم: (ألبشر كلهم أحد). إذن أمكنكم إقتراء عبارة (والله وكلمته وروحه إلهاً واحداً)، وليس ".. إلهاً أحداً". فإستخدام أداة العطف في قولكم (الآب و الأبن والروح القدس..) وتؤكد الربط بين ذوات متعددة وهذا شرك مغلظ. وطبعاً لا يفوت الحصيف الحكيم حكمة عدم تعريف كلمة (أحد)، لأنها ستنصرف إلى غير الله لأنَّ الأحد هو يوم من أيام الإسبوع. والله تعالى أعلم. وهذا هو مايقوله اللسان العربي المبين، ليس هناك شيء يصعب على الله تعالى كما تقول،، لأنه إذا قال: (قل هو الله واحد. بدل أحد) كما تقول لذهب إعجاز هذه السورة المفحمة للمكذبين الضالين، تصور معي هذا الحوار من أحد هؤلاء المكذبين المتربصين فإن قلت له (قل هو الله واحد): - لا شيء يمنعه من أن يقول لك،، (يمكن أن يكون هناك إله واحد آخر)،، فلن تحد كلمةً تخرصه سوى قولك له: (قل هو الله أحد)، لأنها تنفي التعدد تماماً، - ولا شيء يمنعه – إن كان من أهل الإحلال والتركيب – أن يقول لك (واحد لكنه – لاهوت حل في ناسوت)، فلن تجد ما يخرصه سوى كلمة "الصمد" التي تنفي نهائية هذا الإحلال أو التركيب، لذا كانت الآية (الله الصمد)، - ولا شيء يمنعه من أن يقول له أن له أب أو أم أو أبناء كما قال اليهود "عزير" ابن الله وقالت النصارى "المسيح"ابن الله، وقال المشركون الملائكة بنات الله، إذن ليس هناك ما يخرص كل هؤلاء المكذبين الضالين سوى قوله تعالى (لم يلد ولم يولد), - ولا شيء يمنعه من أن يقول مدعياً أن المسيح هو "الله الخالق الديان" وأنه شارك الله في خلق الكون وأنه جالس إلى يمينه في العرش،،، الخ،(تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيرا)، فليس هناك سوى قوله تعالى (ولم يكن له كفواً أحد).
وأخيراً كانت لنا منك نصيحة أخوية مقدرة في شكل تحية، قلت لنا فيها هذه العبارة الكريمة: (وكفاية اللف والدوران والتبرير يا أستاذ بشارة). قبل أن تقول لنا - تحياتي ... على أية حال هذا رأيك، ونحن نقدره فقط نأمل أن يكون تقييماً بعد دراسة حقيقية وتمحيص ونقد حقيقي راعيتهم فيها معايير النقد من شفافية ومصداقية وأمانة علمية هادفة. فقد لي بعض الوقفات في شكل أسئلة لا أريد منك الإجابة عليها بل إكتفي بالإجابة عليها بينك وبين نفسك. أولاً: اللف والدوران عبارة عن ملكة وقدرات ومكونات لشخصية الإنسان، ويمكن أن تكون ذات مردودات مادية أو معنوية إلى حد ما، إذا أراد الشخص أن يستثمرها ويسوقها. فما العائد الذي تتوقعه لي من اللف والدوران إن كنت مقتنعاً بأنني أملك هذه الملكة وأنني بالفعل قد "فعلتها"؟ ثانياً: لو لاحظت أنني في كل كتاباتي لا أتبنى أي فكر لأي طائفة أو جماعات أو مذاهب أو غيرها، فلا أظن أن هذا يخفى على المخلصين، فإن كنت أنا فعلاً كما أدعي، علماً بأنني لم أقدم نفسي بصورة تجلب لشخصي مكاسب معنوية، ولو سألت إدارة "الحوار المتمدن" ستعلم أنني لا أتقاضى منهم شيئا لا ماديا ولا معنوياً، فإذا تأكد لك ذلك، فعلى أي شيء أحمل نفسي عبء اللف والدوران؟ ثالثاً: ما الذي يمكنني أن أجنيه "شخصياً" من مكاسب أو فوائد من الناس إذا ما هم فكروا فيما أكتب وتدبروا وإستفادوا منه وتحرك فكرهم ووجدانهم سلباً وإيجاباً؟ وماذا إذا فكر الناس بصورة إيجابية وحضارية وتركوا الإتهامات والخصومات والتشكك، وناقشوا أفكارهم مع بعضهم البعض دون أن تكون بينهم معرفة شخصية أو صلة قرابة، مثلاً أنا لا أعرفك وأنت لا تعرفني، وقد لا نلتقي في هذه الفانية أبداً ومع ذلك نتحاور الآن ونتناقش وها أنا ذا أرد عليك رغم إختلافي الجوهري معك في مفاهيم ومعتقدات عديدة على الأقل في الوقت الراهن ولكن ما أوردته أنت من أفكار وردي عليك ألا يكون له تأثير على الآخرين إن لم يكن له عليك ذات التأثير؟ ألا يمكن أن يتسبب في تقارب حقيقي بين البشر قد يغير موازين كثيرة؟ أخيراً: إن كانت غايتي من هذا الطرح هو إبتغاء وجه الله تعالى، فهل الله تعالى ضعيف وغير قادر على هداية عباده إلى الصراط المستقيم ويحتاج إلى من يساعده ويدافع عن كتابه؟ وهو القوي الحميد، وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير؟؟؟ أليس الله تعالى بكافٍ عبده؟ إذن إن كنت صادقاً في مسعاي مبتغياً وجهه الكريم، فهو أكرم من أن يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى وعليه أكون في تجارة رابحة،، ولكن هل يقبل الله تعالى عمل المنافقين (الذين يلفون ويدورون)؟؟؟ أليس الذي يتقرب إلى الله (باللف والدورات) يمقته الله تعالى لأنه بإختصار (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً). والله نسأل أن يلهمنا الصواب ويسخرنا للعمل به . تحية طيبة للقراء الكرام. بشارات أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
-
تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
-
تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|