أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - رابي يهودي يضع يديه على رأس البابا














المزيد.....

رابي يهودي يضع يديه على رأس البابا


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 15:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المونسنيور أكيللي راتّي (1857 ـ 1939 م )الذي كان مديراً للبيبليوتيكا الامبروسيانية الايطالية الشهيرة في ميلانو، وكان أيضاً أستاذا محاضرا في السمنير المحلي في ميلانو (سيصبح أكيللي فيما بعد البابا بيوس الحادي عشر) . ارتبط أكيللي بعلاقة صداقة قوية مع الرابينو (رابي) اليساندرو اليشاع دا فانو، رابي ميلانو، وستستمر هذه الصداقة طيلة حياته.
كان المونسنيور أكيللي مثقفا يحب الدراسة والتعلم بشكل كبير، وكان مولعا باللغة العبرية وأحب تعلمها. فابتدأت علاقته بالرابي اليساندرو كعلاقة تلميذ بمعلمه.
وكان يحب كثيراً ، خارج أوقات تعلّم العبرية ، الحديث والنقاش مع رابي ميلانو في مكتب وصالات البيبليوتيكا أو في مكتب أو مقر الرابي اليساندرو ، فكانت تدور بينهما النقاشات والحوار في مواضيع عديدة دينية ولاهوتية وثقافية، وكان هناك اعجاب وتقدير عميقين لكل منهما تجاه الآخر.
كما ان المونسنيور أكيللي ولشدة اهتمامه لأن يتعلم تلاميذه في السمنير (معهد اعداد وتنشئة طلاب الكهنوت) في ميلانو اللغة العبرية، كان يصطحبهم في زيارات الى السيناغوغ لكي يستمعوا الى رابي اليساندرو. ربما (إن لم يكن من المؤكد) يمكن اعتبار مبادرات أكيللي رائدة في مجال العلاقات والصداقة بين رجال الدين المسيحيين واليهود في ايطاليا في حينها وسابقة جيدة في هذا المضمار الانساني المهم للتعرف على الآخر والتقرب منه بروح الصداقة والقربى.
بعد أن تم انتخاب المونسنيور أكيللي ليصبح بعدها (البابا بيوس الحادي عشر) بابا روما والكنيسة الكاثوليكية، استمرت علاقة الصداقة بين الرجلين .
ويُذكر بأن صداقة البابا للرابي اليساندرو كان لها موضع شرف وتقدير خاص في قلب البابا الذي خلال زيارة موسليني له في الفاتيكان في 11 شباط 1932 م ، سيخبره عن هذه العلاقة بكل بساطة تعبيراً عن محبته لليهود : "انني كنت تلميذاً لرابي اليساندرو دا فانو رابي ميلانو".
كما استقبل البابا بيوس الحادي عشر صديقه ومعلمه القديم رابي ميلانو عدة مرات في الفاتيكان.
في عام 1935 م ، طلب الرابي اليساندرو من الفاتيكان مقابلة البابا. فتحدث مع البابا طالباً منه مساعدته من أجل تجنب التدابير الموسيلينية الفاشية المعادية لليهود. فقال له البابا في تلك المقابلة : "طالما أنا جالس (بابا) على كرسي بطرس فلا يمكن أن يحصل أي شيء ضد يهود ايطاليا".
وتجد كلمات البابا هذه صدى لها في كلمات البابا النقدية الشهيرة التي أصدرها بعد أن قام موسيليني باصدار القانون العنصري في عام 1938 ضد اليهود ، المعروف بالقوانين الاثنية ـ القوانين العنصرية المعادية للسامية (لليهود) التي قال فيها البابا : " روحياً نحن كلنا ساميون (يهود) "
. لكن للأسف مات البابا بيوس الحادي عشر في شباط 1939 من دون أن يتمكن من تنفيذ وعده.
وتجدر الاشارة الى ما حدث في عام 1935 خلال لقاء الرابي اليساندرو بالبابا في مقره في الفاتيكان . حيث تعانق الصديقان حين انتهاء المقابلة ، قام رابي اليساندرو بوضع يديه على رأس البابا مباركاً إياه بركة كهنوتية، ومن بعدها حالاً قام البابا أيضاً بوضع يديه على رأس صديقه الرابي مباركاً إياه.
كانت حركة وايماءة تعبر عن حب وتقدير وصداقة أخوية قوية قام بها كل من الرابي والبابا، لم تحدث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وفي تاريخ البابوات قبل البابا بيوس الحادي عشر.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة مع ايليا النبي : لماذا يفعل الله هكذا بنا ؟
- مَن منّا غير مصاب بداء العنصرية ؟
- مار صموئيل : قمر من أقمار يهود العراق
- تفجير سيناغوغ الامبراطور
- التباعد بين يهود الشرق والغرب في الحقبة الهللينية
- من أيام الخبز البغدادي في الهند
- من التراث اليهودي: الحاخام باشي والبطريرك وسرقة كيس المال
- من التراث اليهودي : السيناغوغ 2
- من التراث اليهودي : السيناغوغ
- خباثات يمكنها تقريب نهاية النظام الايراني
- الكنيسة المارونية اللبنانية في خندق واحد مع محور الشر
- اصلاحات آية الله بشار الاسد
- الانصياع الى أبغض الحلال
- ماذا سيولد من هذه الانتفاضات ؟
- من وحي مقالة المجد للحب
- من طيار انتحاري الى نحات
- طارق عزيز أنقذ رأس نزار قباني
- خواطر من مذكرات دلوعتي داليدا
- سجن أبو غريب في روما
- ومن الأدباء من يخترع ويتنبّأ


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - رابي يهودي يضع يديه على رأس البابا