أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_














المزيد.....

يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1237 - 2005 / 6 / 23 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة

| حرية المرأة رجل|
|وحرية الرجل امرأة|

1
تشكيل
يمتد خارج ظلاله. بالتفاتة من أعلى الهواء إلى نحر الموجة
تنكمش على بياضها في الزغب الذي كثيرا ما عطّر الحرف
استقامة تمازج الضوء والهواء
وإذ ما لمسته بين اليدين هو أول الوهم_ في الحيرة مسرع
وفي الزبد المتدحرج عبر الوجنتين
زهرة
تطفو
فوق وجه الماء.
إنها الأمس بثياب حلم
أعد عقرب الذاكرة إلى طفولة مشتهاة_ طفولة تنشد العصافير
أزرار الغابة المفتوحة
في ترددي
أعانني, نهض
منكسرا على بشرة روحي
شكّي الذي يستنير بأوهامها
ويتكئ معي, غالبا, على الضلالات
أمسكني من يدي
وأشار ...
إلى
قبر على النافذة

* في الثالثة بعد منتصف الغياب. الغياب المقارب لعصافير
تكرج بين هبوط الجسد وغيابه
غياب يقتحم الذاكرة بالشمع
يوم طويت المدينة في محفظتك الجلد
آن تتكوم العصافير
والموجة التي ضاحكتك
لتتسلل فوق بياض الركبتين
هناك عاليا تغسل الأقمار التائهة
وتفتح نافذة
في سرّة الصباح.
يهز السحرة أقراط دميتك
وبينما الإشارات تنعكس داخل سطوحها,
أغادر صالة الانتظار مخلفا رنين أجراس وأكوام دمى
بعيدا يقتطف الكلام من أفقه المفتوح على جناح فراشة
غير آبه بالنشيج الذي تكوم فوق مصير ضبابي
هكذا يبقى الباب مغلقا
والنائم الوحيد
كم استيقظ على حلم مؤبد


2

ألملم هواءك الموشوم وأدعوك امرأتي_كثيرا ما دعوتك امرأتي
وذلك الحدّ_ماحيا عن عزلتي أغطيتها القصيرة- يوزع الهواء بالتساوي
فتنزلين معي ضاربة في جذور الهواء خيمة
هيولّى أول الكلام
حين نقترب بلعاب مصفر ووجوه تتشابه بعد مغيب الشمس
كان ذاك الوقت يتحدد بين الغفلة والغفلة
ويأذن للهواء بالعبور خلسة _ هنا طويلا كانت الأحلام تتبدد
كنفخة دخان في ليل هذا العالم
وعندما نلتفت للخلف_حيث الفصول والتواريخ_حيث الذاكرة
حتى, تلتف على ذاتها والجدران والحصى والنسوة
في سكون شامل يعيد بعثرة الكلام المعاد
كأنما هبطوا بعد هدوء العاصفة
طويلا أكمل الليل إطباق الجفن على زمان لا يمسك باليد
وإذ تدق عقارب الساعة فوق ذاكرة الندم تتلمس رموشك
البيضاء
وما خلّفه الحزن يا لذاكرة الحزن
كم خبأت هذا الوطن في خيمة وكثبان ومرثية واحدة

يؤطرك الكلام خارج الدهاليز المؤدية إلى فضاء الجسد.
أنت إذ يقولك الليل تنفجر المضائق الرخوة وتعيد للزوجة الكائن بهاء
الحروف الأولى
بعد إغماضة عين وأنين وزفرات_العين التي رأت
الأشجار يقولها الحطابون
والعصافير في أعين الثعالب الماكرة
هكذا يحدد الصبح سياجا داكنا يخرج من الجسد إلى الجسد
مضيفا بلا ابتكارات
لعنة الكائن موسومة بتتابع يراوغ ليخادع أنسك
يا الذاهلة عن رعشة تتفتح وتنفتح بك
في حفنة هواء حرية
الصباح المعبأ في لعب أطفال سعداء- وكثيرا يتباطأ الداخلون
إلى مباهج مضاءة بألم_قد يؤذن لنا بالعبور خلسة
والأصابع تتلمس الهواء والدوران
مملكة الكلمة القديمة_ مطفأ يعبرك الزمان واهما
الفضاء القاسي
والصباح المسوّر بالأغلال
الخارجون على أرواحهم
يقولون لك
تحفظك المرايا

3

هنا في البعيد الذي يرقد بمتناول يدي خيوط الزمن الشفافة المتقاطعة
تعيد لي حسرتي ذاتها بألوان يجر ي إرجاعها عبر خيوط متآكلة
الألوان التي لا تتعدى طيوف قزحيتي
المثلومة بالغبار

أراها
على خيط الزجاج
وفي حبة الكرز
الرطبة
الباردة
تنزلق يد, ينحسر القطن
لا تعد
لا تعد هذا الصباح
لا تقفل الغناء
ها هو المطر
يرتدي لباسه الأخضر
والعتمة التي بقيت في البيت
لم تزل تخيف الصغار

* ستتسع نقول
ثم تتراصّ الألوان أكثر
حينما نحزن
والموج المتكسر
على وقع الخطى... كئيبا
يترك الخريف خلفه

*الأصابع
باردة, معتمة
والمعطف الطويل
على أي درج سيهبط
بعدما تركوا السيد وحيدا في القبر
وعادوا
بدون الجنازة

*
أصلب على عادة
ربما تكن هي نفسها قد نسيتها
هكذا بمجانية
لا أعرف ما الذي يحدث
أمامي ورائي|فوقي تحتي| بيتي ذاكرتي
أحيانا أتحسس الوهم
وأحيانا أتلاشى, ذاتي أتيقن
إنني غير موجود


4


الكل يرقب عودتك
ضلالا مسرفا بالنزاهة
حصى تستقر في
قاع
الذاكرة
وتخبئ الأصابع في الجيب
أو بين الأسنان_هنيهة_
حينما تسطع الشمس فوق صفيحة الأرض
والريح تذروا:
ريشة من جناح غراب
عظم سن على ورقة عشب
أنفاس....
هواء ساخن
لا تعد

في قرارة نفسك
ريح
تذروها
ريح

* دعيه يكمل طريقه
إنه لا تسلى, صديقي هذا
لو صافح جميع سكان هذه الكرة
لعاد
إلى ضجر أشد

*
ونقول ببعض الجدية
إنها أمنا
ولولم يكن في الجو
حتى ذبابة ترف
أو عشبة
تنتظر قطرة مطر


* لو يعود الكلام الذي قلناه
لو نلحق بكلامنا الذي صار بعيد
لو.............

يجمع سكان هذا الكوكب البائس
على الغناء دقيقة واحدة_- فقط- كل يوم

اللاذقية- 1992_





#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبراج العدم
- هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟
- خيوط الزئبق
- أنين أعالي الكلام
- كلام ملاصق للشفتين
- أزهار سوداء, تكملة
- أزهار سوداء
- المعارضة السورية وعقة ستوكهولم
- بيروت في ثيابها الداخلية
- عزلة
- رسالة مفتوحة إلى السيد جورج بوش المحترم
- اليأس يطل برأسه من جديد
- وطن على المشرحة
- كأس الأصدقاء
- قراءة في عصاب الثقافة السورية
- هوس الاستبداد
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 2
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1
- الشريد الابدي.... والحاضر المفقود..حوار مع الشاعر حسن عجيب
- الهوية الفردية- خيار يساري سابق


المزيد.....




- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_