حرب الشركات الكبرى ضد العلم

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 07:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

ادناه ترجمتي, مع بعض التصرف, لمقال يوضح بشكل جلي حرب الشركات الكبرى ضد العلم وبالتواطؤ مع الحكومات, كما في حالة حكومة كندا الحالية.
كاتب المقال: Peter Rugh
عنوان المقال: "الحرب على العلم" في كندا
المقال منشور في
http://socialistworker.org/2014/01/27/a-war-on-science-in-canada
----------------
اغلقت حكومة كندا موخرا سبعة من المكتبات العلمية الاكثر اهمية في بلدها وعالميا. وبعض محتوياتها قد تم بالفعل حرقه او نقله بعيدا كقمامة بواسطة الشركات الاستشارية للوقود الأحفوري (النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم) .

وقد صور ستيفن هاربر رئيس حكومة حزب المحافظين هذه الخطوة بأنها ضرورية من أجل تخفيض العجز المالي في البلاد وتوفير الكنديين فرص الحصول على المعلومات العلمية من خلال شبكة الإنترنت.

ولكن برغم الادعاءات بتخفيض نفقات الصرف, فقد أنفقت إدارة هاربر المليارات من الإعانات المقدمة لقطاع الطاقة التي يهيمن عليها الوقود الأحفوري - 26 مليار دولار في عام 2011، وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي الأخير.

ان لاغلاق المكتبات العلمية دوافع اخرى حسب وثيقة "سرية" حصلت عليها Postmedia, والعلماء انفسهم يروون قصة مختلفة تخالف مزاعم الحكومة. تتحدث الوثيقة السرية عن سر "اعدام" المكتبات، وهي عملية يعتقد النقاد أنها مدمرة أكثر بكثير مما تبدو, ويشبوهونها ب -قتل الحيوانات ذات الصفات الوراثية غير المرغوب فيها- فهم يرون التخفيضات في الميزانية باعتبارها وسيلة للتخلص من العلوم غير المرغوب فيها.

إدارة هاربر معروفة منذ زمن طويل بموقفها المناهض للبيئة. وقد اشتكى المراقبون من الباب الدوار بين الحكومة والصناعة, حيث وضعت الحكومة على نحو فعال الموارد الطبيعية في كندا تحت تصرف شركات الوقود الأحفوري. فاصدرت الحكومة, في مجرى هذه العملية، مجموعة من القوانين واجرت عقودا لصالح جماعات الضغط في صناعة النفط والغاز. كما تم فصل 2000 عالما من قبل الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية, والغت الحكومة مئات من برامج مراقبة نوعية الغذاء والماء والهواء, وكذلك الغت البرامج المعنية بدراسة ومنع تسرب النفط, فضلا عن انهاء برنامج دراسة مسار التغيرات في الغلاف الجوي بحجة "نقص الأموال".

يقول الدكتور كاتي جيبس من منظمة "أدلة من أجل الديمقراطية"، وهي منظمة شعبية تتألف من علماء عديدين معنيين بالتعبئة ضد (اعدام المكتبات والحرب على العلم), بأن خطوة اغلاق المكتبات ليست سوى أحدث تطور في " اتجاه طويل المدى. " ويؤكد جيبس بانه
"على مدى السنوات القليلة الماضية شاهدنا تخفيضات ضخمة في تمويل العلوم وتسريحا للعلماء الذين يعملون لحساب الحكومة وخفض التمويل للعلماء و الطاقم الأكاديمي"، واصفا التخفيضات بأنها "حرب على العلم."

نشرت مجلة كولومبيا البريطانية المستقلة على الانترنيت, المسماة Tyee , تفاصيل نطاق أحدث هجوم على المكتبات، نقلا عن عدة محاور للأبحاث, حيث تم حرق الكتب والمنشورات العلمية او رميها في القمامة. وشملت الحملة معهد موريس-لومانتانيه، الذي يضم 61،000 وثيقة باللغة الفرنسية. وأغلقت الحكومة أيضا "مكتبة معهد المياه العذبة" الشهيرة في Winnipeg, اضافة الى اغلاقها ارقى مركز لبحوث المحيطات في شمال غرب المحيط الأطلسي في سانت جونز، نيوفاوندلاند.

وفقا ل جيبس الذي نشرت حركته احتجاجا خطيا ضد التخفيضات, فان المعلومات المحتواة في الكتب والمنشورات العلمية لم تخزن رقميا, وان العديد من العلماء قد شاهد استخدام الشركات لشاحنات لنقل الكتب والمجلات العلمية لرميها في المزابل. كما نشر عالم يعمل في معهد موريس-لومانتانيه صورة لشاحنة معبئة بالكتب لرميها مع النفايات. علماء آخرون شاهدوا بانفسهم احراق الكتب والدوريات المتوفرة في المكتبات. ومع ان العلماء يحاولون قصارى جهدهم بانقاذ الكتب والمجلات من التلف, فان حكومة كندا ماضية قدما في جهودها باغلاق المكتبات واتلاف محتوياتها. يبذل العلماء قصارى جهدهم لانقاذ الاعمال العلمية, بالرغم من ان ذلك يقترن بمخاطر فقدانهم لوظائفهم او للترقيات الاكاديمية.

نظمت, في الخريف الماضي، منظمة "أدلة من أجل الديمقراطية " مسيرات احتجاجية, في 17 مدينة كندية, ضد القيود القانونية التي تمنع العلماء من تبادل البحوث والتواصل مع الجمهور - واحدة من الخطوات الأولى في ما يسمى الحرب على العلم التي اتخذتها ادارة هاربر منذ وصولها إلى السلطة في عام 2006. ويقول جيبس "عندما يحتج العلماء فانهم يضطرون الى ان يخفوا اسماءهم لخشيتهم على وظائفهم."

وفقا لمنتقدي إدارة هاربر، فان محاربة الحكومة للعلم متوافقة مع ايديولوجية الشركات التجارية الكبرى التي تعادي أي علم يؤثر تأثيرا سلبيا على إنتاج الوقود الأحفوري وما يتبعه من تغيير خطير في المناخ وتلوت في البيئة.

بالرغم من جهود ادارة هاربر في محاربة العلم, فان جهودها تجابه بمقاومة جبارة من قبل العلماء. ففي كل حال فان قوة العلم تقاس بقوة العلماء انفسهم.

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات