محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 15:33
المحور:
القضية الفلسطينية
توقف قلب الحكيم وبقيت مبادئه
محمود فنون
26/1/2013م
وهكذا إذن ! توقف قلب الحكيم وبقيت ذكراه ، بقيت أفكاره الثورية ، بقي فينا ، بقي فيمن لم يخن هذه الأفكار ولم يتخاذل أمام المتغيرات الصعبة التي ألمّت بالحال الفلسطيني .
لم يسقط الحكيم جورج حبش ولم يستسلم ، لم يتنازل عن فكرة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ولم يتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه . إنه لم يتنازل عن حقه في العودة إلى اللد ! تعلمون من يسقط ومن يتخاذل ةيبيع الوطن مقلبل ب...
الأمر الجوهري أن الحكيم لم يقدم التنازل الأول ( النعم الأولى ) كما كتب عادل سمارة لذلك ظل على القمة .
الحكيم رفض النعم ، وبهذا إختار موقف الرفض الثوري مثل كل الثوار الأقحاح ، بل كان طليعة وقائد الرفض الفلسطيني صامدا في وجه كل العواتي ورافضا كل الإغراءات المنادية إلى مستنقع النظام العربي الرجعي .
حينما أحرزت المنظمة مقعدها ( الملتبس ) في صفوف النظام العربي الرسمي عامي 1973 ، 1974 م وحينما أصبح قادتها البسطاء في ذلك الوقت يشمخون بمنزلة الملوك والرؤساء والوزراء ، أدرك الحكيم ومن هم على طريقه أن هذا ليس مجدا لهم ، بل ذلّا لهذه القيادة وسقوطا يعقبه سقوط وسقوط . وانتقل خارج ملعبهم بعد أن حاول منعهم من الإنزلاق إلى مستنقع الأنظمة الآسن .بذل جهده دفاعا عن القضية وحماية لها من سقوطهم ولكنهم سقطوا .
كان وفيا وظل وفيا وقد وصفه زملاؤه وأقرانه بأنه ضمير فلسطين وضمير الثورة الفلسطينية بل أن مواقفه هي بوصلة لكل الوطنيين القابضين على الجمر .
أجاد العملية الثورية وتفتح علىى الفكرر الثوري والثقافة الثورية وامتلكهما بعمق وزدراية حيث قدر على مزج النظرية بالممارسة العملية وأنتج فكرا وثقافة عبرت عنها أدبيات الجبهة الشعبية التي شغل منصب أمينها العام حتى قبل استشهاده بقليل ، حيث أخلى الموقع زهدا في المنصب وليس تخليا عن النضال .
استمر الحكيم يحمل شعلة الفكر والموقف دليلا ومرشدا لفريق الثوريين التقدميين واستمرت الشعلة من بعده بيد مئات وآلاف من المناضلين الفلسطينيين والكتاب والمفكرين الذين شاؤا الوفاء لفلسطين على طريقة الثوريين ، على طريقة الحكيم.
عاش جورج حبش بطلا وطنيا ، بطلا قوميا ، بطلا أمميا .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟