حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 09:46
المحور:
الادب والفن
منذ آلاف السنين
وكلامي يسقط في بطني, أبتسم
وتسيل المرارة على شفتي
*
أنا عباس...بشارب وعكاز_وأحلام من طين_
فمي فاغر حدّ الذبح
أنا عباس أتسلق حذائي في الصباح
لأتلمس وجهي
وجهي الذي حطمته المرايا
باق أنا عباس
*
على رؤوس أصابعي
أعد الأيام الجافة كصفائح التنك
وبين بين
أختلس لحظة انشغال الحضور بالسعال
لألتمس جرحا وأغنية
....الجرح أسكبه على النار
وأما الأغنية أقضقضها بأسناني
وأبتلع لعابي
وأبتسم...
عندما يبتسم الحضور
ثم أتساقط كورق الخريف
*
خارج حدودك أيتها الجميلة
يختلط الخوف بالهذيان
والحلم الذي يمسك أحيانا باليد
يغدو كانتظار الموت
لا يدرك إلا خارجه...
لا يبقى للموسيقا إلا وجهها الموحش,
في عمق الليل يأتي الصوت منغلقا
كهمهمة بعيدة مبهمة
*
نقطة فوق نقطة
أمسك السماء بيدي
حجر فوق حجر
ويعبر الغرباء
وطني حقيبة وأنا مسافر
لا أمتلك حقيبة ولا وطنا
كم مرة فكّرت
هل من المعقول أنني وحدي الذي يرى....
*
انغلق تسمع
تقول الريبة والشبهات
تأتي الغريبة وتنزع ورقة التوت
*
تأتين
فأنكشف كحلم على صخرة
أراود اللغة وتراودني الرغبة
أو ما يشبه الغروب
تنحسر الغيمة عن الصخرة
ولا يبقى إلا رذاذ الماء
*
أقول أيضا_التفاح يتعب
الحزن يتعب
وهذه السور يا
تستريح على التعب_هاتوا بساطا
نكوم الأحلام _والعشب والحرية
وغدا ينشر الحمقى حكمة اليوم
*
أقرأ كفي بصمت وأكتب
في الظلام تتشابه الفأرة والنسر
لم يغادر الحجاج المسجد
ليخرج المصلون بلا رؤوس
كسرة خبز يلتفّ الجياع على حواف الخديعة
*
لم تمتلك وقتا كافيا لتحبني_أمي
ما زالت رائحة العجين والخوف
والنظرات القلقة تحاصر ذاكرتي
ما زالت أكمامك المرفوعة
وقميصك الداخلي المهترئ
ما زال الصبي المتعلق بأذيال الثوب....أفّ
*
يمشي على وجه الماء
تنزل دليلة من السقف لينقذ الزيبق معجزته
يمشي على وجه الماء
يداوي الأبرص والأبكم والعاجز
يقفز الزير سالم من بطن الدهشة...
الصمت والأفواه الفاغرة
هس....
(بلاد العرب أوطاني)
*
عندما وصلنا على أقصى الأرض
كانت العين تذرف دمعا من حجر
استطال العشب على الجفن الساخن
الفراشات الملونة
تضرب النحاس بأجنحتها والطفل
يمد يديه ليمسك طرف السماء
ثم تأتيه الصفعة اللائقة
عدنا وكان الشجر ينحني ليلامس أقدام الغرباء
والطريق الذي حفره المطر نقطة نقطة
فتح عينيه كان الصوت سجينا
وكان الهواء يسكن التراب
عندما وصلنا إلى أول الأرض...
*
الظل القليل والأرض المطفأة, بدموع خشنة
بصوت يشبه الله, فتح الباب الآخر
عصافير تذوب في الصخر
عشب ينمو ليلاصق القمر
والغزلان المجنونة ترفع عقيرتها بالغناء
كانا إيمانا بالغ الصعوبة, وإذ يتمخط الصبي
تنزل الغيوم على سلالم الريح
وتصرخ الظهير والشتاء والحزن
وكل مالا يمكن قوله
* * *
اللاذقية_92_93
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟