يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 11:11
المحور:
القضية الفلسطينية
نور في آخر النفق
يوسف عودة
نور في آخر النفق، هو الهدف الذي يتمنى الجميع تحقيقه في المدى القريب، على كافة الأصعدة والقطاعات، خاصةً وأن القضايا تشعبت كثيراً في الآونه الأخيرة، حتى أصبحنا لا نقوى على مجاراتها، ولا ندرك أفعالها وكأننا نعيش في غيبوبة، نرى كل شيء بغباش، صورة باهته الألوان والملامح ، لا تفاصيل ولا حتى عناوين تُذكر، تداخل غير مسبوق بشتى الأمور، هذا أصبح ذاك، وذاك أنطوى وأنسهر بأؤلئك. هذا هو الحال الذي بتنا نحيى بين طياته.
والملفت بأنه كلما مر الوقت بنا، أخذنا بفقد جزء من طاقاتنا التي بها نحاول التماسك أمام منغصات الحياة المتناثرة بين جوانبنا، وعلى أرصفة الطرقات، محاولةً أعاقة سيرنا. نعم، هذا حالنا فُرقة سياسية بين الأشقاء، إحتلال ما زال جاثماً على صدورنا منتهكاً لحقوقنا، سالباً لحريتنا، إقصاد مدمر، أمبراطورية خريجين عاطلين عن العمل، ظواهر اجماعية غريبة عن مجتمعنا بدأت تنجرُ فيه كالسوس، ومع كل هذا ما زال لدينا أمل كبير بوجود النور في نهاية الطريق، نورٌ يضيء لنا أجزاء حياتنا المظلمة، نورٌ يعوضُنا عن سنين الحرمان من إمتلاك الحرية بكافة أشكالها، هذا مطلبنا بعد أن تجرعنا نحن وأباؤنا وأجدادنا مرارات الظلم والقهر والعدوان.
والغريب أننا طوال العقود الماضية ونحن نسعى للحصول على الحرية، مستندين بقضيتنا على أخوتنا العرب، فكانت قضيتنا محور الأمة والتي على الرغم من كثرة تعدادها، وإزدياد أموالها، إلا أنها لم تفعل شيء يردُ علينا أو يساعدنا بإسترداد حقوقنا، فكيف بها الآن وقد أصبحت معظم بلداننا العربية كالبراكين التي تنفجر مرةً في تلك المنطقة، ومرةً أخرى ومراراً في مناطق مختلفة، فأصبحت قضايا أمتنا وأمنها وثوراتها وثوارها الشغل الشاغل للعالم بحيث تفوقت على قضيتنا، وبعد أن كنا محور ومرتكز الأمة، أصبحنا نواجه أمواج البحر وحدنا متشبثين بسفينتنا وبشراعها، مؤمنين بقدرة الله بإحقاق الحق مهما طال الألم، وبالتالي فإن أملنا بوجود النور في آخر الطريق حقيقة واضحة كوضوح بزوغ الشمس على أرجاء فلسطين، فعلى الرغم من كل ما تمر به الأمة من أوقاتٍ عصيبة تهدد أمنها وإستقرارها، وتجعلها عرضة لتصفية الحسابات الحاقدة بين مجموعات الشر والظلم، وملجأً للكثيرين من الذين لا يراعون الله في عبادة، إلا أننا على ثقة كبيرة بأن بزوغ شمس الحرية بات قريباً قريبا.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟