أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أولويات مريم العذراء














المزيد.....

أولويات مريم العذراء


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 09:12
المحور: كتابات ساخرة
    


القاريء المتمعن لقصة السيدة العذراء سيجد أن تلك القصة قد لخصت بشكل مُذهل الغاية من خلق المرأة و أولويات الأنثى الحقيقية بحد ذاتها من وجهة نظر الرب و الأنثى و ليس من وجهة نظر الرجل..فمريم لم تتزوج و لم ترتبط بأي علاقة جنسية مع الجنس الآخر..ليس لأنها نُذرت للرب منذ طفولتها كما سيعتقد البعض و لكن لأنها حتى بعد أن أنجبت السيد المسيح كانت قد حققت فعلياً ما تصبو إليه كأنثى و هو أن تصبح أماً و هو الأولوية لديها كما لدى "أغلب" النساء..لهذا نجد أن الرب لم يظلمها..فهو خلقنا و هو يعلم أن هناك ما يمكننا العيش من دونه و ما لا يمكننا أن نفعل ذات الأمر معه.

و لكن في مجتمعاتنا العربية و خاصة في اليمن يُنظر إلى الفتاة التي ترفض الارتباط و الزواج بنظرة شك في أخلاقياتها أو في قواها العقلية في أفضل الأحوال..و لكن الجميع لا يكلف نفسه عناء التمعن في تنوع خلق الرب لعبيده..فالرب الذي خلق المسلم و خلق المسيحي و خلق اليهودي و خلق الرهبان و المتصوفين أيضاً خلقنا بنفسيات متنوعة..فهناك من يشعر باكتماله النفسي و الفسيولوجي بلا زواج و هناك من لا يستطيع أن يعيش دون أربع نساء تحت سقفه..فلو قلنا أن الطبيعي في خلق المرأة أن تتزوج و أن أي شيء ما عدا ذلك هو أمر غير طبيعي إذاً فالله كان ظالماً و داعم للمنهج "الغير" طبيعي عندما قبل رهبانية السيدة مريم و لم يمنحها السيد المسيح بالطريقة الطبيعية عن طريق الزواج فالإنجاب.

البشر يكثرون كثيراً من تصنيف الآخرين و لا يتوقفون للحظة فقط للتفكير بأن الله لا يكرر نفسه في مخلوقاته..فهو الذي خلقنا و هو الذي جعل طبيعتنا مختلفة و لم يأتي أحد مثلاً بطبيعته الخاصة من المريخ!!..لهذا أجد أن فكرة حصر المرأة في الزواج و أي شيء عدا ذلك يصبح تهمة تلاحق صاحبتها أمراً مثيراً للسخرية..و كأن البشر الذين يصرخون دوماً مطالبين بحريتهم الشخصية يمارسون الديكتاتورية التي يثورون ضدها عندما يتعلق الأمر بأن ترفض أي امرأة أن تكون كما هي و ليس كما يريده الآخرون لها.

نعم أرفض الزواج و أجد نفسي مكتملة من دونه..فلم أشعر يوماً أني ناقصة عقل أو دين أو عاطفة كنتيجة لهذا الرفض..و لا أجد أنني يجب أن أرتبط فقط لأحمي نفسي من اعتقاد الآخرين بأن الفتاة التي لا ترتبط هي إما معوجة السير أو قبيحة الشكل..الفتاة يجب أن تفكر في الارتباط عندما تشعر أنها بحاجة لهذا الأمر..فأنت عندما تفكر أن تكون سعيداً تسعى جاهداً لتحقيق ما سيوصلك لهذا الأمر..و لكن إذا كنت سعيداً سلفاً فلماذا تبحث عن أمر لإرضاء الآخرين فقط دون قناعة كاملة به!!..لماذا أرتبط فقط لأن الآخرين يُريدون أن يروني أحيا حياتي مثلهم و لا أرتبط لأن هناك من تمكن من إقناعي بأن الأمر يستحق المخاطرة!!.

الملاحظ أن المجتمع يحترم و لو ظاهرياً قرار الرجل الرافض للزواج..فهو أن كان يراه ناقص الرجولة من خلف ظهره بالطبع فأنه أمامه يحترمه و يقدره و يحترم قراره دون أن يصفه بأي نعوت..و لكن الفتاة التي تقرر "ذات" الأمر نجد أن النعوت تكاد تتصارع لوصفها و ليس بوصف "عانس" إلا بأقلها وطأةً على العقل و الروح و ما أستطيع أن أذكره هنا.

أنه مجتمع منافق..لا يحترم أي قرار يتخذه أحد أفراده و لا يحترم حتى أسبابه..فهو يبنى ذلك الاحترام فقط على "جنس" صاحب ذلك القرار..و لكن الشكر للرب الذي اختار مريم العذراء ليُفهم الآخرين ما هي أولوياتنا و لكن من يُصغي للرب؟؟..لا أحد.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضعة رجال عُقماء
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 3
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 1
- أن تكون جنوبياً فهذا يعني
- الرسول عاشقاً
- مُنادي الرب -قصة-
- في بلد العُميان
- 3..2..1..أكشن
- أحبكِ و كفى -قصة-
- ردة الله
- القُبلة الأولى
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!
- عند ركن الجنة -قصة-
- شعب الله الغير مُختار
- الجنازة حارة و الميت -كلب-!!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زين اليوسف - أولويات مريم العذراء