أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الحديوي - في مجتمع من دون بكارة














المزيد.....

في مجتمع من دون بكارة


هدى الحديوي

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 02:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في مجتمع بدون للبكارة

كيف يمكن للبكارة ان تحدد شرف المرأة داخل المجتمعات العربية الأبيسية، التي ظلت ل قرون تسيطر عليها وتتحكم في عواطفها و غرائزها حتى و صلت في بعض البلدان الى بتر شهوتها الجنسية خوفا من العار ، و كأنها كائن أخر لا يحس و بدون رغبة ، في حين ظل الرجل يمارس نزواته و يغير بين الزوجة و الأخرى و الجواري و الخليلات و يستدل بذلك من الدين الذي يشرع آياته بنفسه و يؤولها لمصلحته الخاصة
اليوم وصلت المرأة نصف الطريق فحققت المساوات مع الرجل في أغلب الميادين ،إلا أنها و مند عقود و إلى هذا اليوم لازالت البكارة تميز بينها و بين الرجل و تجعل منها دائما محط الشبهات و الأنظار، لذلك من وجهة نظري أن نساوي بينهما مند الولادة و نفك الفتاة من ذلك الغشاء الرهيف الذي يرسم مشوار حياتها و يبقيها رهينة به لا تفكر فقط إلا كيف ستحافظ عليه و قد تستعمل الحيل و الخداع لتراوغ المجتمع لتبقى في نظره عفيفة طاهرة ، لذلك بمحونا لفكرة البكارة من جدورها سنمحو معها جانبها الرمزي و نتخلى عن ما كان سبب الحجاب و عدم الخروج المرأة للعمل و زواج القاصرات و ، و نترك حينها العنان للتربية و الأخلاق و القيم لتلعب دورها في الحفاظ على العفة و ليس البكارة

فلنتخيل جيلا من الفتيات كله من غير بكارة ، ستصبح المساوات البيولوجية حينها ، و ستحقق المرأة ذاتها بعيدا عن قيود المجتمع الذي يظل يراقبها و ينتظر الدم عند الدخلة كعربون على شرفها و عفتها ؛
إن المرأة و مهما حققت في مسيرتها على المستوى العلمي أو الثقافي ، و مهما تخللت مراكز السلطة و القرارة تبقى دائما تقاس قيمتها وسط المجتمع ببكارتها أو كما اسمتيها انا بالشقفة التي لا تسمن و تغني من جوع .

أشعر أحيانا أن البكارة هي ظلم بيولوجي ، إضافة الى الظلم الأخر الاجتماعي و الثقافي الذي تعاني منه المرأة ، فقد تم تمييز المرأة بهذا الغشاء الذي ينفض عند ممارسة الجنس، و كأن الطبيعة كانت حريصة هي الأخرى على خلق هذا التمييز ، و أن تظهر للجميع و تفضح الفتاة التي مارست الجنس من قبل للأن ذلك سيكون واضحا من خلال عدم و جود بكارتها ، أليس هذا بظلم ان يخلق الرجل صالحا لا يلحقه أي عيب مهما كثرت علاقته الجنسية ؛
و هذا ما يعطي للرجل الصلاحية في ممارسة الجنس بشكل طبيعي دون أن يلام فهو ليس لديه شيء يخصره و ليس لديه ما قد يبرهن انه قد مارس الجنس من قبل : كما يقول المثل الشعبي "الساروت لي كيحل جميع الأبواب عندوا قيمة أحسن من قفل فاسد كيحلوه جميع سوارت " هذا المثل يعطي القيمة للرجل على أنه ذلك "الساروت" المتخصص في كل الشيء و لا يمكنه أن يفسد ، فبالعكس مهما كثرت تجاربه ازدادت قيمته ، صحيح هذا تفسير منطقي لأنه لا يمكن أن يفسد فهو غير متبوع بأي محاسبة في الاخير و ليس لديهم ما يثبت أنه قد مارس الجنس من قبل فهو طبعا ذلك "الساروت" الذي لا يصدأ و لا يفسد و لا يتغير شكله مهما كثرت تجاربه ؛
إن هذا الفرق البيولوجي هو من يحدد هذه العلاقة التراتبية لذلك إذا اتفقنا على محوه و إزالته سيصبح الكل متساويا و يصبح مثل القفل مثل "الساروت " " المفتاح "

قد يقول البعض أن هذا قد يفسد المجتمع و لكن لماذا نربط الفساد بالمرأة دائما و نلومها على كل ما قد يحدث داخل المجتمع فالرجل عاش لسنين يعت في الأرض فسادا طولا و عرضا و لم نحاسبه يوما على ما يفعله ، فلماذا نحاسب المرأة اليوم إذا لم يبقى لديها ما يمكن أن نلومها عليه ، و ما يمكنه أن يثبت لنا أنها قد مارست الجنس ،
لذلك فإزالة بكارة الفتاة عند الولادة ستجنيها الكثير من المشاكل و ستبعد عنها اصابع الاتهام التي ظلت لقرون تلاحقها ، فجرائم الدفاع عن الشرف التي طبقت في حق الفتيات اللواتي ضاعت منهن البكارة في لحظة ما او اللواتي ولدن من دون بكارة و اللواتي كانت بكارتهم ليس من النوع الذي يسيل منه الدم هي كثيرة و عمت المجتمعات العربية لعقود من الزمن و لازالت الى يومنا هذا .



هدى الحديوي



#هدى_الحديوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتص ...
- مسؤول أممي يحذر من -وباء عنف جنسي- ضد النساء في السودان
- آخر تعديلات سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 وموعد صب معاشا ...
- سجل NOW.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بجمي ...
- العدوى الجن-سية مش وصمة
- معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول ف ...
- الهند: بعد جريمة اغتصاب وقتل طبيبة.. النساء في مواجهة يومية ...
- خارجية السودان: -الجنجويد- ترتكب انتهاكات جسيمة ضد النساء وا ...
- تحذير أممي من عنف جنسي -وبائي- ضد النساء في السودان
- قتل واختطاف واغتصاب.. أمنستي: ميليشيا الكاني ارتكبت جرائم ضد ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الحديوي - في مجتمع من دون بكارة