أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - يكون الشعب،أو لايكون!














المزيد.....


يكون الشعب،أو لايكون!


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن غايتنا على الاطلاق،في أي يوم من الأيام،النّيل من شعبنا العربي الكبير،أوالسخرية منه ،ولا تسفيهه أو احتقاره،والعياذ بالله.بل كان هدفنا دائماً وأبداً تحريضه على أن ينظر لوضعه الراهن،ولتخلفه المزمن،وتدهور أوضاعه التي لاتسر إلا الأعداء.
فعبر نقدنا وهجائنا لترهله وعجزه واستكانته الفظيعة،فإننا نحثّه في ذات الوقت على إعادة النظر بكافة قيمه الموروثة،وعاداته،وأخلاقياته،وقناعاته التي أكل الدهر عليها وشرب.
ولاشك لدينا بأن عدداً محدوداً فقط من الناس، قادر على فهم غاياتنا النبيلة التي نرمي إليها من خلال نقد مقولات مثل (شعبنا العظيم..أو..شعبنا الأبي..أو..شعبنا الأشم...الخ)،في الوقت الذي تنتهك فيه يومياً كافة حقوقه الوطنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والانسانية،على أيدي حكامه وبساطيرهم أولا،ودبابات وقنابل أعدائه الخارجيين ثانيا،دون أن تنم عنه نأمة واحدة تدل على عظمته وإبائه وشموخه!!،إلا في بعض الاستثناءات النادرة.
ومن ينزل من برجه العاجي،ويتخلى عن خطاباته الانشائية التي لاتغني ولاتسمن من جوع،وينزل إلى الشارع العريض،لاجتاحت أسماعه عبارات شعبية متداولة بكثرة بين الناس مفادها السخرية من الذات،والتهكم على الشخصية العربية واحتقارها،إلى ماهنالك من عبارات (جلد الذات)هذه،التي يجلد بها المواطن العربي العاجز نفسه بها صبحاً وعشية،كتعبير عن إنكساراته وإخفاقاته وخيباته التي لاتحدها حدود!.
فكم مرة شنفت أسماعنا عبارة(كله عند العرب صابون)،أو(العربان الجربان)كناية عن جهل العرب،وقذارتهم،وهمجيتهم.
أو(حالنا نحن العرب،مثل بول الجمال دائما لورا!)أو(عمرنا ما رح نصير بشر)...الخ.
هذه العبارات وأمثالها لايطلقها علينا أعداؤنا فقط،بل نحن أيضا نطلقها على أنفسنا فنشعر ببعض التحسن النفسي،في آلية يعرفها محللو علم النفس الجمعي و(سيكولوجيا القطيع)!!.
ونحن،بعض الكتاب العرب،لانفعل في كتاباتنا غير تكرار مايقوله المواطن العادي يوميا عن نفسه.لكن الفرق بيننا وبينه هو أننا لانكتفي بهجاء أنفسنا،وشتم واقعنا الأليم المنحط فقط،بل نحاول بشتى الوسائل فهم الأسباب التي أدت وتؤدي بنا ألى هذا الحال من البؤس والتخلف،ومحاولة إيجاد الحلول الناجعة للخروج من مستنقعنا الآسن هذا.
لكن محاولاتنا الحثيثة لوضع اليد على الجرح،عبر تعرية الواقع العربي،وكشف زيف أخلاقياته الحالية وقيمه البالية،تصطدم بشراسة ردود أفعال الأغلبية الساحقة من الكتاب و(المثقفين) والمنافقين والمتحذلقين وأصحاب الشعارات والخطابات الرنانة الفارغة من المضمون والمعنى.
فينعتنا بعض من هؤلاء بأننا عملاء للامبريالية والغرب إذا تحدثنا عن حرية المواطن واحترام حقوق الانسان.وبعض آخر يجعلنا في فسطاط الكفر والزندقة إذا وجهنا كلمة نقد واحدة لرجال الدين المنتشرين كالسرطان في جسد أمتنا العربية،والذين لاهم لهم سوى الحفاظ على سلطاتهم الروحية والمادية عبر تعميم ثقافة الجهل والتعصب الديني والطائفي .
وبعض يخلع علينا صفة الاباحيين عندما نطالب بحرية المرأة واحترام كرامتها!.وصفة الملحدين إذا رفعنا من شأن العقل، عبر الحض على احترام العلم والعلماء،وعلى نبذ الخرافة!.وصفة أعداء الشعب والوطن إذا رفضنا الحروب.....
يريدنا هؤلاء أن نحترم قيم الشعب العربي،وعاداته،وطقوسه، وأخلاقه،ورموزه،و(مزاميره!)،بصالحها وطالحها،لاأن ننتقدها.وأن نحترم أسلافنا ونجلّهم لا أن نحرّض الأبناء على احترام أنفسهم .وأن نعلن على الدوام بأننا " خير أمة أخرجت للناس" حتى لو كنا مازلنا نتداوى بالحجب والتعاويذ وبول البعير،ونحن في الألفية الثالثة..
هؤلاء الذين يحاولون الضحك على ذقن الشعب العربي بإيهامه بأنه شعب عظيم وعلى خلق،هم عملاء أمريكا وإسرائيل،وهم من يعبّد الطريق أمام الأنظمة العربية القمعية كي تستمر في قمعها لشعوبها إلى مالانهاية.
وكل من يسعى لتأبيد قيمنا وموروثاتناالتي كانت تناسب أعماق الصحراء،فهو إنما يسعى لتأبيد الجهل والفقر والاستكانة والخنوع والظلامية.وبالتالي فهو يسعى،بقصد أو بدونه،لتهميش الشعب وتغييبه وتنويمه،وتسهيل مهمة المستبدين الداخليين والخارجيين على حد سواء.
فلو كانت قيمنا وأخلاقنا وهويتنا على هذه الدرجة من الرفعة والسمو،كما يتشدق (مثقفو الشعب)،لما كانت حالنا على هذه الدرجة من السوء.ولما كنا على الدوام لانخرج من نير احتلال حتى نقع تحت نير احتلال آخر.ولا ينزل عن ظهرنا مستعمر،حتى يركبنا مستعمر آخر أكثر شراسة.ولا يغيب الموت مستبدا وحاكما حتى يجثم على صدورنا مستبد آخر ألعن وأدق رقبة من سابقه!.
أما نحن،بعض المخلصين!،فلن نكف عن نقدنا لشعبنا،وخدش(حيائه!)،والنبش في(خصوصياته!)،مادام يقبل بالظلم والذل والمهانة،سواء كان بسبب الخوف،أو بغيره.
ولن نقول عنه إنه شعب عظيم،حتى يخرج إلى الشوارع هادراً،ومطالباً بخبزه وحريته وكرامته.
وحتى ذلك اليوم،الذي قد يكون وقد لايكون،فإنه لايسعنا إلا أن نردد مع الشاعر:
إذا الشعب يوما أراد الحياة...........فلا بد أن يستجيب القدر.
.......
المهم أن يريد الحياة!!.






























#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كل البعثيين،بعثيين!!
- ناطق مانطقش حاجة !!
- مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - يكون الشعب،أو لايكون!