أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج3















المزيد.....

لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج3


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج3

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

رابعا، يقول شيوخ المزابل الزّيتونيّوّن المعتدلون بأنّ إقرار حرّيّة الضّمير في الدّستور ستكون لها "نتائج خطيرة على وحدة البلاد بما يؤسّسه من فوضى طائفيّة ومفاسد أخلاقيّة وإشاعة الفتنة". بطبيعة الحال، كلّ هذه الأسباب تعلات فارغة واهية وأكاذيب مفضوحة يضحكون بها على النّاس. ولو كانت حرّيّة الضّمير تهدّد وحدة البلاد، فلماذا لا نرى بلدانا مثل السّويد والنّرويج مفكّكة؟ لماذا لا نرى التّفكّك إلاّ في الدّول العربيّة "الإسلاميّة"، رغم أنّه ليست هناك دولة واحدة من بين هذه الدّول تعترف بحرّية الضّمير، فضلا عن إدراجه كمبدأ دستوري؟ لماذا لا نجد في فرنسا نفس الفوضى الطّائفيّة التي تعصف بدول مثل سوريا ومصر؟ ومن الذين يضرمون نيران الفتنة في سوريا؟ أليسوا شيوخ الإسلام من القرضاوي إلى راشد الغنوشي مرورا بالعريفي وغيره؟ وهل حصلت "الفتنة الكبرى" بسبب تبنّي المسلمين لحرّيّة الضّمير أم لأسباب متعلّقة بالسّلطة والمال والمصالح؟ أمّا عن المفاسد الأخلاقيّة، فالأسئلة لا نهاية لها. لماذا تقلّص حجم الجريمة في السّويد والنّرويج حتّى أنّه لم يعد هناك أيّ داع للإبقاء على السّجون وأصبحت هذه الدّول تفكّر في بيعها أو إستغلالها في أغراض أخرى؟ لماذا نجد أنّ أوّل الدّول في تفشّي ظاهرة التّحرّش الجنسي ليست المملكة المتّحدة ولا ألمانيا ولا إيطاليا ولا الولايات المتّحدة الأمريكيّة بل أفغانستان ثمّ مصر؟ ألا تخجلون من نفاقكم يا جرذان جامعة وجامع الزّيتونة المحفور...؟
خامسا، نرى أنّ "علماء الزّيتونة" يرفضون عبارة "تحجير التّكفير" ويقولون أنّها تتعارض مع واجب الدّولة ومؤسّساتها الدّينيّة والرّسميّة في تحجير المجاهرة بالكفر بما يتنافى في نظرهم مع الأخلاق الإسلاميّة العامّة وما ينشأ عنه من إستفزاز لمشاعر المسلمين وإعتداء على المقدّسات.
لنبدأ بمسألة المقدّسات. ليس هناك أيّ شيء مقدّس في هذا العالم عدا حياة الإنسان. ولو كان الإسلام يعترف بالمقدّسات لما وجدنا في القرآن إستهزاء بالأوثان التي هي مقدّسات بالنّسبة للوثنيّين وبعقائد المسيحيّين واليهود ولما وجدنا في الفقه الإسلامي أبوابا متعدّدة تتحدّث وتُفصّل مسألة الكنائس والمعابد الموجودة على الأراضي التي إستعمرها المسلمون فنجد أنّ مصير كلّ الكنائس هو الإزالة، سواء كان ذلك بالهدم المتعمّد (بناء على حديث "لا تجتمع قبلتان على أرض") أو بمنع التّرميم والصّيانة إلى أن تنهار بفعل القدم والإهمال. فإن كانت "المقدّسات الإسلاميّة" أحسن من مقدّسات الآخرين، فيجب أن تعترفوا بأن هذا المفهوم الإسلامي نازيّ فاشيّ لا يصلح ولا مكان له في زمننا هذا. وإن كانت كلمة "المقدّسات" تنطبق على مقدّسات كلّ الأمم والشّعوب فنحن ننتظر منكم إدانة لكلّ ما وقع في تاريخ الإسلام من هدم كنائس ومعابد وكسر تماثيل وتحطيم مقابر، إلخ. والأولى، في هذه الحالة، أن تنكبّوا على تنقيح قرآنكم (ولا أظنّه يقبل التّنقيح أصلا) وكتب فقهائكم وعلمائكم قبل أن تفتحوا أفواهكم وتطلقوا تفاهات لا تنطلي إلاّ على الجهلة.
أمّا "إستفزاز مشاعر المسلمين" فهو خرافة تريدون أن يصدّقها النّاس ولكنّكم أنتم أنفسكم لا تصدّقونها. ولو كانت لديكم مشاعر فعلا لإنقلبتم على الإسلام. ولكن، بما أنّكم ما زلتم مسلمين وتسترزقون من بيع الخرافات الإسلاميّة فهذا دليل على أنّكم توافقون ولا تشعرون بأي حرج ولا تتحرّك مشاعركم أصلا وأنتم تتلون سورة التّوبة والأنفال وما فيهما من تحريض على القتل والإرهاب أو تطالعون مثلا في كتب السّيرة ("السيرة النّبويّة" إبن هشام أو "البداية والنهاية" لإبن كثير...) كيف تمّ شقّ أمّ قرفة إلى نصفين لأنّها كانت تهجو رسولكم وكيف عذّب نبيّ الرّحمة النّضر بن الحارث حتّى مات وكيف أمر رسولكم بإبادة قبيلة بني قريظة وسبي نسائهم. كلّ هذا لا يحرجكم ولا تتحرّك مشاعركم عندما تطالعونه في كتبكم. ولكن مشاعركم المرهفة تشتعل عندما يقول أحدهم "يلعن دين ربّ الإسلام" مثلا أو يردّد ما يقوله الشّيعة من أنّ أمّ المؤمنين "عائشة قحبة" أو يرسم شيئا ترون فيه إستهزاء بدينكم... كم أنتم جرذان منافقون، يا شيوخ جامع وجامعة الزّيتونة...!
ثمّ ما هي الأخلاق الإسلاميّة العامّة؟ أليس هذا لفظا فضفاضا يجب أن تبيّنوه لنا وللشّعب التّونسي قبل أن تضعوه كتعلّة وقبل أن تعترضوا على فصل في الدّستور؟ وهل الأخلاق الإسلاميّة تفترض أن يذهب المرء في سفر ويترك زوجته ثمّ يعود إليها بعد أربع سنوات فيجدها قد ولدت للتّوّ فينسب الطّفل إلى نفسه دون أن يخامره أيّ شكّ في سيرة زوجته، لأنّ فقهاء الإسلام يقولون بأن فترة الحمل من عامين إلى أربع سنوات (وهي الحيلة التي أرادوا بها الخروج من ورطة كتب التّراث التي تقول أنّ محمّد بن آمنة ولدته أمّه بعد موت زوجها بأربع سنوات)؟ فبما أنّكم تتحدّثون عن الأخلاق الإسلاميّة، فيجب أن تعطونا توضيحا عن هذا الأمر.
أمّا عن تحجير التّكفير فأنا أتفهّم موقفكم. إذ لا يُعقل أن يكون كتابكم هو القرآن وتمنعون التّكفير. القرآن كفّر سكّان العالم بأسره ومحمّد كفّر كلّ مخالفيه والخلفاء إتّبعوه في ذلك، فليس من المعقول أن تتخلّوا أنتم عن هذا السّلاح الذي ورثتموه عن ربّ الرّمال ورسوله. فالإسلام مبني على التّكفير، بل يمكننا أن نقول أنّ التّكفير هو الإسلام، مثلما نقول أنّ الإرهاب هو الإسلام. ومن يعتقد أنّ التّكفير ليس من الإسلام، فهو كافر ويجب تكفيره. ومن يقرأ كتب الفقه يعرف جيّدا أن حدّ الكفر هو حدّ الرّدّة: القتل. وبطبيعة الحال، بما أنّكم علماء فلا أحد يملك الحقّ في مجادلتكم في هذا الأمر، لأنّكم قادرون على تكفيره هو أيضا. إذن، أنتم تدافعون عن حقّ إلهي أخذتموه من القرآن والسّنّة، لهذا لا أصدّق أيّ شيخ زيتوني عندما يتحدّث عن "الإسلام التّونسي" وعن "الإعتدال"، لأنّي أعرف جيّدا أنّكم من هواة "التّقيّة" أو الكذب الإسلامي الشّرعي، تجّار دين لا فرق بينكم وبين الإخوان المسلمين أو الوهابيّين أو الأزهريّين أو بن لادن والظّواهري وجماعة بوكو حرام والتّكفير والهجرة وغيرها من التّنظيمات الإرهابيّة. ففي نهاية الأمر، الإسلام الذي بدأ إرهابيّا مع محمّد بن آمنة لا يمكن أن يكون له وجهان مختلفان ولا أن يتغيّر ويتحسّن ولو بعد مليارات السّنين. وكلّ ما في الأمر أنّ شيوخ الإسلام يقسّمون الأدوار في ما بينهم في إطار المسرحيّة الإسلاميّة، فهذا يدّعي الإعتدال وذاك يتمسّك بالتّفسير الحرفي للقرآن والآخر يتحدّث عن تعطيل الأحكام حسب الظّروف ورابع يزعم أنّ الإسلام يحترم المرأة ويحفظ حرّيّة الإنسان وكلّها أدوار زائفة تؤدّي في النّهاية إلى "من بدّل دينه فأقتلوه..."
إذن، فليس هناك إسلام تونسي زيتوني معتدل ولا إسلام وهابي متشدّد. فالإسلام واحد، وهو إيديولوجيا إرهابيّة عنصريّة إستعماريّة لا ترضى إلاّ بقتل كلّ من يكذّب بها، ولكن علماء المسلمين وشيوخهم يطبّقون مبدأ "التّقيّة" فيكذبون ويجمّلون دينهم ويلفّقون ويخفون منه فضائحه وجرائمه وتحريضه على القتل ويتبنّون تأويلات "معتدلة" لآيات قرآنهم التي تدعو صراحة للإرهاب، وذلك طمعا منهم في كسب المزيد من الأتباع (وكأنّ كثرة العدد حجّة ودليل على صحّة المعتقد) أو للعب دور المساكين المضطهدين أو للفوز بحقوقهم في بلاد الغرب... ويكفي أن يحصلوا على تلك الحقوق أو أن يصبحوا أغلبيّة أو أن يتوفّر لديهم المال والسّلاح ليكشفوا عن الوجه الحقيقي لإيديولوجيا الإرهاب الإسلامي مستشهدين بآيات وأحاديث أخرى أو مصرّحين بالتأويلات "المتشدّدة" والحقيقيّة لقرآنهم وبما في سيرة رسولهم من جرائم... الإسلام هو الإسلام. الإسلام هو قتل قبيلة بني قريظة (يمكن مقارنته بما يحدث الآن في سوريا، مثلا) وقتل محمّد بن آمنة للنّضر بن الحارث بعد تعذيبه (ويمكن مقارنته بإغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي وجرائم أخرى كثيرة)... وأتحدّى شيوخ المزابل الزّيتونيّين "المعتدلين"، حسب الخرافة التّونسيّة، أن يدينوا ما قام به محمّد بن آمنة وأن ينعتوا أفعاله بما تستحقّ من النّعوت، إن كانوا صادقين في إدّعاء "الإعتدال"...
لكن السّؤال الذي يبقى مطروحا في إنتظار إجابة قد تأتي وقد لا تأتي فهو: كم من الوقت ومن الجهود ومن الضّحايا يجب أن نخسر حتّى يفتح الحمقى والجهلة والمغيّبون عيونهم وعقولهم فيروا الإسلام على حقيقته البائسة والمنافقة والبشعة والدّمويّة؟ ولكنّنا هنا لا نستطيع أن نعوّل إلاّ على أنفسنا وعلى الأقلّيّة المثقّفة التي ترفض النّفاق والكذب والتّزييف وتفضح كلّ ما في الإسلام من جرائم وإرهاب... وأملي أن تثمر جهودنا في أحد الأيّام فنشهد نهاية وباء الإسلام...



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
- خواطر لمن يعقلون - ج10
- خواطر لمن يعقلون - ج9
- هل يستطيع جمال أبو لاشين تطبيق المقياس الذي يستعمله مع إسرائ ...
- خواطر لمن يعقلون - ج8
- خواطر لمن يعقلون - ج7
- خواطر لمن يعقلون - ج6
- خواطر لمن يعقلون - ج5
- خواطر لمن يعقلون - ج4
- خواطر لمن يعقلون - ج3
- عندما قال أرييل شارون: لقد جئتكم بالذّبح
- من سيربح المليون - نسخة خاصّة بمناسبة إحتفال المسلمين بالمول ...
- خواطر لمن يعقلون - ج1
- خواطر لمن يعقلون - ج2
- عش حرا فلا رب غيرك
- ردّ على مقال هادي ناصر سعيد الباقر عنوانه -علي بن أبي طالب ع ...
- كلّ عام والمسلمون متخلّفون همجيّون في قمامة الإسلام ينعمون! ...
- كلّ عام والمسلمون متخلّفون همجيّون في قمامة الإسلام ينعمون!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج3