أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - بعد أن تحول العالم والكاهن إلى شغيلة فى عداد المأجورين














المزيد.....

بعد أن تحول العالم والكاهن إلى شغيلة فى عداد المأجورين


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 21:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نحن نعرف أن عناصر الإنتاج، بلغة النيوكلاسيك، تتركز، على الأقل، فى العمل والأرض والرأسمال. وقد كانت نفس العناصر موجودة قبل عصر هيمنة الرأسمال، ولكن، لم تكن قوة العمل محل للبيع والشراء. ولم تكن الأرض محلاً للتصرف الناقل للملكية، كما لم يكن للرأسمال معنى يتجاوز الثروة.
فحين نتحدث عن سوق العمل اليوم نقصد تلك العملية المتصلة من المساومة والتى يبيع فيها الأفراد خدماتهم لمن يدفع أعلى ثمن، وكل ما يمكن قوله إن هذه العملية لم يكن لها وجود فى العالم السابق على هيمنة قانون حركة الرأسمال. قد نجد خليط من الأقنان والصبيان وعمال المياومة الذين يمتلكون أدوات العمل على الأقل. ولكننا لا نقابل ظاهرة بيع قوة العمل. أى اعتبار قوة العمل البشرى سلعة تباع وتشترى. وفى الريف عاش الفلاح مرتبطاً بضيعة سيده، فيخبز فى فرن السيد ويطحن الحب فى طاحونته، ويزرع حقول السيد ويخدمه فى الحرب، ولن نادراً ما كان يؤدى له أجر عن خدماته إن كان يؤجر عنها أبداً لأن هذه واجباته بوصفه قناً ولم تكن بالعمل الذى يؤديه شخص وفقاً لتعاقد يشترك فيه بملء حريته. وكان الصبى فى المدن يلتحق بخدمة المعلم، والنقابة الحرفية هى التى تحدد فترة التلمذة الصناعية وعدد زملائه ومعدل أجرته وساعات العمل التى يقضيها والأساليب نفسها التى يستعملها.
وحتى القرن الرابع عشر أو الخامس عشر لم تكن هناك أرض على الأقل بوصفها ممتلكات قابلة للبيع الحر. كانت هناك أرض بطبيعة الحال ضياع وأبعاديات إقطاعية وإمارات ولكنها لم تكن بالتأكيد عقاراً يباع ويشترى كلما دعت المناسبة. كانت مثل هذه الأراضى تشكل جوهر الحياة الاجتماعية وتهىء الأساس الذى تقوم عليه سمعة المرء ومكانته فى المجتمع والتنظيم الادارى الذى يطبق المجتمع. وبالرغم من أن الأرض كانت قابلة للبيع وفق شروط معينة، مع أشياء كثيرة مرتبطة بها، إلا أنها لم تكن بوجه عام للبيع. فالنبيل الذى كان يشغل مركزاً طيباً لم يفكر فى بيع أرضه. إن كل مجتمع يستبعد بعض أشياء لها قيمتها من نطاق العمليات التجارية ومن هذه الأشياء الأرض فى نظر العصور الوسطى.
ومن المؤكد تاريخياً ان الرأسمال كان موجوداً بمعنى الثروة. وبالرغم من وجود الأموال لم يتوافر الدافع على استخدامها فى أعمال جديدة تقتضى المغامرة إذ يلاً من المخاطرة والتغيير كان الشعار السائد هو التزام السلامة أولاً. كان الأسلوب المفضل فى الإنتاج هو العملية التى يستغرق أداؤها أطول فترة وأقل قدر من العمل وليس أقصرها أمداً وأعظمها كفاية. فكان الإعلان محرماً، وكانت الفكرة التى تخطر إلى عضو النقابة أن يخرج منتجاً أفضل نوعاً من زملاؤه، فكرة تنطوى على الخيانة. وفى انجلترا خلال القرن السادس عشر حين أطل الإنتاج الكبير فى صناعة النسيج برأسه القبيحة لأول مرة إحتجت نقابات أهل الحرف لدى الملك الذى اعتبر الورشة العجيبة التى تضم مائتى نول وهيئة من العاملين تشتمل على الجزارين والخبازين لترعى القوة العاملة، خروجاً على القانون لأن مثل هذه الكفاية وهذا التركز فى الثروة يضعان سابقة سيئة
ولكن، حينما يهيمن الرأسمال. يصبح كل شىء معد للتبادل. للبيع. حتى الأخلاق. بعد أن تحول العالم والكاهن والطبيب والمعلم إلى شغيلة فى عداد المأجورين



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد سياسى بلا ماركس. هكذا يعدمون عقولنا
- المختصر فى تاريخ بلاد فارس - الجزء الثانى
- المختصر فى تاريخ بلاد فارس
- لينين: الرأسمال المالي والطغمة المالية
- نمط إنتاج آسيوى؟
- رأسمالية الذهب والدم
- فى التجريد
- فى المنهج
- تحالف الأضداد. فنزويلا نموذجاً
- الاقتصاد الإيرانى
- الفكر الاقتصادى من التجاريين حتى النيوكلاسيك
- المختصر فى تاريخ السودان
- الاقتصاد السودانى
- إيران: تقاطع الجغرافية والتاريخ والاقتصاد
- المختصر فى تاريخ الشيعة الفرس القديم والمعاصر
- التجريد كمنهج فى التفكير
- 500 سنة من الانحطاط
- ماركس المسكوت عنه
- الشروح على قانون القيمة
- الشروح على الاقتصاد السياسى الكلاسيكى


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - بعد أن تحول العالم والكاهن إلى شغيلة فى عداد المأجورين