أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ















المزيد.....

حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1235 - 2005 / 6 / 21 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لقد مرت الجبهة الشعبية بتجربة موقف مقاطعة الانتخابات لعام 1973م وقد أتخذ موقف المقاطعة آن ذاك من منطلق الظرف الذاتي وذلك لكونها كانت تمر بظروف أمنية خطيرة حيث تعرضت الى ضربة من قبل البوليس السياسي أدت الى اعتقال الغالبية الساحقة من كوادرها وهو الأمر الذي أحدث خللاً في البناء السياسي للقرار السياسي من الانتخابات وخصوصاً بعد استشهاد القائد محمد بونفور ذو الحس والإدراك العالي لظروف وواقع العمل السياسي في الداخل وهو الأمر الذي وضع الموقف من المشاركة في مهب الريح ، حيث اتخذ هذا القرار من قبل قيادة الخارج التي كانت تجهل حقيقة الظروف السياسية والواقع السياسي داخل البحرين وقد كان هناك رأي ضعيف جداً داخل الجبهة الشعبية بخطأ هذا الموقف وكان بطبيعة الحال في وسط الجهاز الطلابي لكون التنظيم في الداخل كان قد حطمته الضربة ، وظل التنظيم طوال سنوات السبعينات مصر على أن الموقف كان صحيحاً وذلك للتركيب الأبوي لهذا التنظيم حيث كان يوصم كل من يخطأ موقف المقاطعة بأنه متأثر بموقف جبهة التحرير وهو نوع من الايحاء بعدم اكتمال الولاء وضعفه وهي بذور عقلية التخوين والاقصاء والجدير بالذكر أن أكثر المتشددين للمقاطعة آن ذاك هم من القيادات الطلابية التي آلت بهم الظروف والمصائر فيما بعد الى الانتقال الى معسكر النظام أو من آثروا السلامة بمجرد دخولهم البلاد وأصبحوا كليتاً خارج دائرة العمل السياسي ، إلا أن الجبهة عادت وخطأت موقف المقاطعة على مدى سنوات الثمانينات القاحلة سياسياً .

وعندما يعيد التاريخ نفسه مع الأسف نجد أن دائرة الذات والظروف الذاتية لبعض الفصائل هي التي تحكم الموقف فمن وجد نفسه ضعيفاً عام 1973م وقاطع وجد نفسه في 2002م ضعيفاً ايضاً لكونه يتمتع ببناء نخبوي محدود فهو لا يمتلك أي ثقل وقبول شعبي لذلك فضل بطبيعة الحال مجاراة القوة السياسية القائدة التي كانت تعاني من التباس وخوف من الشارع الذي تأجج من حولها ويهدد بسقوط شعبية الرموز الى الدرجة التي آثرت معها مرجعيات دينية متقدمة الصمت وعدم إعلان موقف من منعطف خطير في التاريخ السياسي البحريني .

ويقودنا ما تقدم من واقع ذاتي وبنيوي الى ثلاث مفارقات هي :
المفارقة الأولى : وهي مفارقة تاريخية تدعو الى التآمل وذلك للوقوف على حقيقة طبيعة الموقف الناتج عن عقلية ليست ذات ثوابت علمية وتاريخية وإنما هي عقلية راقصة تحولها الأهواء والمصالح الآنية ويتمثل ذلك في أن إحدى المجموعات المقاطعة التي كانت تنتمي الى تيار الجبهة الشعبية كانت تبرر هذه المقاطعة عام 1974م بضعف دستور 1973م وسيادة القمع والاعتقالات الكيفية والتعذيب الذي تمارسه الدولة قبل الحركة الوطنية وقوى المعارضة .
وهي اليوم تقاطع مطالبه بما رفضته في تلك المرحلة وهو دستور 1973 وفي ظل عدم وجود اعتقالات وتعذيب وقمع ووجود معدلات عالية من الانفتاح الديموقراطي .

المفارقة الثانية : هي أن أكثر المتشددين ( إذا أستثنينا بعض رموز العمل السياسي أو أكفائه في الداخل ) اليوم هم من النخب اللذين لم نسمع بأسمائهم كثيراً ابان مرحلة الكفاح الدستوري ومنهم ممن لم يوقع أصلاً على العريضة الشعبية أو النخبوية وربما ممن ناهض هذه العرائض وشكك في جدواها ومنهم ومن أبرزهم من تخلى عن البقاء في مواقع العمل الحزبي وقال أبقوني بعيداً أو أنه غادر البلاد ناشداً السلامة وذلك في لحظات المواجهة والاعتقالات والتحقيقات المتبادلة وطحن الأرواح وهذا الوضع يؤسس لقيام العامل القاتل لأي حركة معارضة طموحة وهو هشاشة القيادة أو الصفوف القيادية التي تخلقت بعد اطلاق المشروع الديموقراطي وغل يد البوليس السياسي وهذا العامل سوف يكون مؤثراً في برامج المجموعات السياسية كما كان مؤثراً في الموقف من الانتخابات وسوف يؤثر في موضوعات حيوية سوف تطرح برلمانياً وشعبياً ذات أهمية بالغة وهو ما سوف يقود الى وهن المعارضة البحرينية وعدم قدرتها على خلق قطب مجتمعي يحدث التوازن الذي يحفظ مستويات أعلى للمعيشة للطبقات الشعبية ويطور الحياة ويبدو أن بوادر هذا الوضع اصبحت ظاهرة لصفوف عديدة في حركة المعارضة .

ومن هنا يتوجب على القاعدة الأوسع من كوادر المعارضة أن تبحث في هذا الواقع لتجيب عن تساؤلها الحائر الذي بدأ يقوى مؤخراً حول ما هو برنامج المقاطعة وآليات عملها ؟ واين هذا البرنامج ؟ وإذا سوف يوضع متى سوف يوضع ؟
بعد أن توقفت المسيرات الحاشدة لكل مسألة طارئة وبعد أن تراجعت الندوات الحاشدة وآلت العملية السياسية الى برامج في مقار المجموعات السياسية يحضرها جزء بسيط من أعضاؤها وهم بما لديهم فرحون . كل ذلك وهي خارج الدائرة الحية للعمل السياسي .

المفارقة الثالثة : وهي أن الفكر والمنهج السياسي لدى المجموعات المدنية غير الدينية يعالج وبوضوح العمل الكفاحي المتعدد الوجوه والأبعاد ويقول بضرورة دخول النقابات الصفراء والبرلمانات الرجعية واختراق مؤسسات النظام هذا إذا كان هناك فعلاً تصور لعمل كفاحي طويل الأمد من أجل الشعب والديموقراطية والتقدم ولكن يبدو أن سيادة المصلحة الآنية والارتجالية وقيام عقلية متقلبة وجله تفسد كل ما تعلمته هذه المجموعة وقرأته في أدب وتاريخ الثورات وتاريخ العمل السياسي لدى أحزاب وقوى عريقة في مجتمعات كبيرة فهذه العقلية ضد العمل الحزبي وضد بقاء الجبهة الشعبية مثلاً لأن هذا فن الممكن كما يقولون ويجب المحافظة على المشروع الديموقراطي هذا بمجرد إطلاق وزير العمل لتصريحه الشهير بأن القانون البحريني لا يجيز حرية العمل الحزبي وأن كل من يعلن برنامجاً حزبياً سوف يقع تحت طائلة القانون وهذه العقلية تصبح بين صبيحة وضحاها متطرفة مزايدة مع ضرورة قيام حرية العمل الحزبي الآن وتتشدق به في كل مناسبة وتم هذا التحول بعد أن فوجأت وصدمت بأن جلالة الملك ذو أفق مفتوح تجاه حرية العمل الحزبي وكان ذلك على الغداء عشية الانتخابات النيابية في لقاءه مع رؤساء الجمعيات .
وهي تتجاوز سنوات طويلة من تخطأة موقف المقاطعة وتصوت مرتين مرة بمشاركة ومرة بمقاطعة بعد فترة وجيزة لأن هناك من غير رأيه .
وهي عقلية تتغير بتغير المكان في ذات الزمان فهي من طالب طوال عقود وتظافر مع مطالبات النساء بقانون للأحوال الشخصية ولمجرد أنها أصبحت في مكان تيار فكري وسياسي يرفض سن مثل هذا القانون فتعلن أن المطالبة التاريخية سوف تتوقف سنتين وكأن المطالبات التاريخية والمجتمعية للناس تتحرك وتتوقف بقرار .

كما أن اضطراب تحديد كنة وطبيعة العلائق بين الجمعيات العاملة بالشأن العام على قاعدة عدم الوضوح وغياب البرنامج أوجدت تخريجات وتقلبات فمرة يطلق على هذه العلائق تحالف ومرة ميثاق شرف ومرة ميثاق تنسيق ومرة رباعي ومرة سداسي ومرة سباعي ومرة هيئة استشارية ومرة مؤتمر دستورى وهي بمجموعها نتاج مهم للعقلية الموصوفة بهذه المفارقة . وهو أمر مرده أنه ما بنى على أسس خاطئة سوف يقود الى برامج وتكتيكات وربما استراتيجيات خاطئة لا محالة .



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص ...
- الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ