سورية ماذا بعد الآتون ؟ :

ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 06:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

مما لا شك فيه أن سورية الوطن مقبلة على مرحلة مهمة من التحولات الجذرية على كل المستويات البنيوية والاخلاقية والتشريعية والانسانية .
ما يمر به الانسان السوري باعتباره اهم عناصر الوطن والدولة - بالمجمل معارض أو مؤيد أو مهجّر أو مبعد أو معتقل - من تحولات عجائبية ستترك لاريب اثارها السلبية قبل الايجابية على كل الصعد واهمها النفسي والاقتصادي والاخلاقي مما سيجر خلفه الويلات .
الى الان نحن نعيش منذ الانظلاقة في 18 آذار 2011 وما سبقها حالة الصدمة والتعايش والتغالب على الواقع والفجيعة ..ما أن تنكشف سحابة الويلات حتى تتبدى للعيان تلك المعضلات العصيبة التي ستكسر ظهر المجتمع بسبب التفاوتات المجتمعية والانسانية وتوابع تخرصات السياسة وويلات الحروب .
كابدت أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية أكثر مما عانته منهما في فترة البناء المجتمعي والانساني قبل الاقتصادي والبنى التحتية والخدمية . وسوف تكابد سوريا وشعبها الامرين عندما تضع الحرب أوزارها ولن يكون هناك رابح بالمطلق المجرّد فالكل خاسر مع تفاوت الدرجات .
لا توجد ثورة حتى آخر متظاهر ، ولا توجد حرب حتى آخر طلقة ..فلا بد إذا من لحظة حقيقة تجنح فيها الارادات والمكابرات والاماني الى التروي والانصياع الى الضرورة الحتمية للتوقف اما اراديا ً أو جبراً ...هنا تكمن لحظة الحقيقة في لملمت الجراح ورأب التصدعات المجتمعية .
ستستفيق سوريا ومعها السوريين على الفاجعة المذهلة التي جرّها عليهم تعنّت الولد الارعن بشار ومن خلفه عصابات الدولة الخفية العميقة ، ستستفيق على هول المصيبة لاقتصاد منهار ومدان وبنى تحتية مفقودة بالاغلب تحتاج الى المليارات لاعادة اعمارها ،وجيش من ذوي الاعاقة وجيش آخر من ذوي الامراض النفسية وجيل تحكمت فيه كل معاني الانسانية المحطمة يحتاج الى جيش من الاطباء والكوادر النفسية لتمسح بعض المعاناة ، عداك عن الحاجة الضرورية لبناء دولة المؤسسات دولة القانون ..وترميم القيم والاخلاق ونبذ العنف ومواجهت روح الانتقام التي تتنافى مع عدالة المحاسبة .
ما ينتظرنا هو المخيف أكثر انطلاقا من حتمية الانتصار وزوال الاستبداد والاجرام .
24/1/2014

#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات