أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال عيد - حول موائد الرحمن و كل هذا الفقر















المزيد.....


حول موائد الرحمن و كل هذا الفقر


جمال عيد

الحوار المتمدن-العدد: 654 - 2003 / 11 / 16 - 03:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعيبون على الفقراء تناول الطعام على موائد الفنانين ويتناسون
كل هذا الفقر !!

وكأنها موضوعات ومقالات إحتفظ بها كُتابها داخل ادراج مكاتبهم حتى تعفنت ، وما أن يهل شهر رمضان حتى يبدأوا " كتجار الأغذية الفاسدة " في تقيؤها علينا ، فتزكمنا بها الجرائد وتطفح بها المجلات .
* هل تناول الطعام على مؤائد الرحمن التي تقيمها الفنانات حلال أم حرام ؟
* موائد الرحمن التي تملأ شوارع مصر والقاهرة دليل على التراحم والتلاحم ؟
* ما من دولة تنتشر بها موائد الرحمن مثل مصر!!
تلك عينة من عناوين وموضوعات السادة الكُتاب والصحفجية ومشايخ النفط ، الذين تمرسوا في تحويل المصائب والكوارث التي يعيشها أبناء هذا البلد ، الى بشائر للخير ودليل على التدين !!

يسيرون هم على راحتيهم ، فيرون الفقر تراحم ، والقهر كرامة ، والانكسار عزة !!
بالفعل ما من دولة ينتشر بها هذا الكم من موائد الرحمن مثل مصر ... ولكنهم يغفلون باقي الفقرة !
فيصبحون كالقائل " ولا تقربوا الصلاة ... " !

نكملها نحن : وما من دولة تمتهن بها كرامة الفقراء مثل مصر .
فهذا العدد الهائل من موائد الرحمن الذي ما زال قاصرا عن استيعاب الاعداد المتزايدة للفقراء في مصر ، الذين باتت موائد الرحمن تمثل لهم إنقاذا للبطون الخاوية من قرصة الجوع .. حتى أن الاثر البغيض للمعاملة الفظة التي غالبا ما يلقونها على تلك الموائد سرعان ما يتراجع ليحل بعدها تساؤل عن الغد وامكانية ان يجدوا ما يسد رمقهم به ، و يحمون أطفالهم من بطش الجوع .

بعض رواد هذه الموائد من السائقين وجنود المرور والذين تأخروا في العودة ، او حتى الشباب الذي خُدعوا بكلام الصحفجية والشيوخ وظنوه نوع من التلاحم أو حتى الأصالة !!
لكن الغالبية العظمى من رواد تلك الموائد هم الفقراء ، الذين يتزايدون يوما بعد يوم ، نتيجة سياسات حكومتنا وممارساتها .

وحيث يسكن الفقر و يخيم الانكسار على البيوت ، يجب ان يكون السؤال ، الذي تتراجع بجواره أي اسئلة :
* من المسئول عن زيادة أعداد الفقراء بهذا الشكل الخطير ؟
* وهل هو أمر عادي أن ينتشر الفقر بتلك الدرجة ، التي ينتشر بها الفساد ؟
* وهل وجود من يتبرعون بتلك الموائد "لوجه الله ، أو لغرض اخر ، يقلل من حجم المشكلة؟

- وعلى الرغم من أن الاجابة ليست بالصعبة او المستعصية ، لأننا نعلم انها حكومتنا وحكامنا ، المعادية والمعادين للفقراء ، قدر عدائهم للحريات !
إلا أننا لا يجب أن نركن لسهولة الاجابة ، وننشغل بأمور أخر ى .. بل علينا أن نرددها كل يوم ، وكل لحظة ، وكلماشاهدنا أحد هؤلاء الفقراء ، ومع كل نظرة إنكسار في عين فقير أو جائع .

نرددها لنتذكر ، ونغضب ، ونشتعل غضبا .. على تلك الحكومة التي لم نرى منها سوى القمع وتغييب الحريات والخبز ، ولم ترى هي " او لم تشأ أن ترى " لصوص البنوك وسماسرة القطاع العام والعرق .

حكومة ليس من انجاز لها وعلى مدار سنين طويلة سوى الفساد والكباري وصدارة قائمة الدول الاكثر قمعا وتعذيبا في العالم !
* هل لديكم حكومة تنكر على ابنائها تفجير طاقتهم وقوة عملهم في عمل يقيهم غيلة الفقر ؟
** تلك هي حكومتنا !

* هل تعيشون في دولة السجن فيها أقرب اليكم من حبل الوريد ؟
** تلكم هي دولتنا !

* هل من انجازات حكومتكم اضافة مفردات ، الطوارئ والمحاكم العسكرية والسحل بأقسام الشرطة ، للغة الضاد ؟
** تلك هي مفرداتنا وألف باء المعرفة !

* هل يلوم شيوخكم وكتابكم الفقراء لأنهم لا يملكون ثمن الفول أو الخبز ، ويتناولون طعامهم على موائد الفنانين والراقصات ؟
** لدينا من هؤلاء الشيوخ الشئ الكثير ومستعدين لتوصيل الشيوخ اليكم مجانا !

****

لدينا الكثير والكثير مما حُرمتم منه ،
فقط ليس لدينا شيئان " استثناء يؤكد القاعدة "
ليس لدينا الخبز أوالحرية
لكن لدينا ، مثلكم ، وقد يزيد عنكم ، لهفة ورغبة في امتلاكهما .
فهل .........؟

جمال عيد

لام الف دوت نت



#جمال_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دراجون يرتدون زي -سانتا كلوز- يجوبون شوارع الأرجنتين.. لماذا ...
- فيديو: افتتاح مراكز لتسوية وضع عناصر -جيش الأسد- في دمشق
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في خاركوف ودونيتسك والقضاء على ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر جديدة بالقطاع
- تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية
- رغم الخسارة التاريخية أمام أتلتيكو.. فليك راضِِ عن أداء برشل ...
- خامنئي: أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان أنهما انتصرا في سوري ...
- يسرائيل كاتس: لن نسمح لـ-حزب الله- بالعودة إلى قرى جنوب لبنا ...
- الشرع: لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة ا ...
- -حزب الله- يكشف عن -المعادلة الوحيدة- التي ستحمي لبنان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال عيد - حول موائد الرحمن و كل هذا الفقر