أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إذا نجحت ثورة الإخوان














المزيد.....


إذا نجحت ثورة الإخوان


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد بدأت الموجة الأولى من الثورة في 25 يناير 2011 بالأساس كاحتجاج قوي من الشريحة العليا بالطبقة الوسطى المصرية ذات التعليم والوعي السياسي العالي، طلباً لمشاركة سياسية واقتصادية أوسع في وجه نظام تسلطي مغلق يقوم على حلقة ضيقة من المنتفعين ولا يترك متسعاً كافياً للتغيير والتداول السلمي على السلطة والثروة. في تلك المرحلة المبكرة، كان الثوار يشتكون من مظالم أكيدة ضد دولة تسلطية مستبدة ويطالبون بالإنصاف والعدل والديمقراطية فيما بين المواطنين، ويحملون النظام الحاكم المسؤولية الرئيسية عن ما آل إليه حال البلاد. لذلك، عندما نادوا بأعلى صوتهم ’الشعب يريد إسقاط النظام‘ لم يكن يخطر ببالهم أبداً أن أحداً من هذا الشعب يريد ’إسقاط الدولة‘ بالمرة مع النظام، لأن إسقاط الدولة ببساطة ما كان سيترك لهم سلطة ولا ثروة ولا أي شيء آخر ليشاركوا فيه، عدا الفوضى.

بمرور الأيام بدأت تتسرب خلسة إلى ميدان التحرير، شعلة الثورة ورمزها، مجموعات أعرض من الغاضبين وأصحاب المظالم ضد النظام والدولة من تيار الإسلام السياسي، بالأخص جماعة الإخوان المسلمين ثم تبعتهم في النهاية الجماعات السلفية. عندئذ أخذت البنية الديمغرافية، ومعها المطالب الثورية، تشهد تغيراً ملحوظاً وتميل شيئاً فشيئاً لصالح الإسلام السياسي، ليتحول المطلب الرئيسي للثورة من مجرد إسقاط النظام لكن مع المحافظة على الدولة وتقويتها ودمقرطتها إلى مطالب أخرى فرعية ومتناقضة لم تكن مطروحة من قبل مثل تطبيق الشريعة الإسلامية، أو ’أسلمة‘ الدولة بدلاً من دمقرطتها، الذي كان يعني بالضرورة الحاجة إلى إعادة بناء ’دولة جديدة‘ من الصفر على أنقاض نفس الدولة التي كانت الثورة قد اندلعت في الأصل ضد نظامها الحاكم فقط وليس ضد أركان وجودها الأساسية، خاصة الجيش والقضاء.

عند هذه النقطة حدث تحول جوهري وافتراق في طريق الثورة المصرية الأم، التي تفرعت في النهاية إلى ’ثورتين‘ منفصلتين ومتناقضتين في سواء في المرجعية أو الغايات- ’ثورة الدولة‘ ضد ’ثورة الدين‘. هكذا، من رحم ’ثورة الحرية‘ والديمقراطية الأم ولدت ’ثورة الدولة‘ ضد ’ثورة الشريعة‘ أو الإسلام. ولأن الميدان الأصلي ما كان يستطيع أبداً تحمل مثل هذا القدر من التناقض والعداء المتبادل في مكان واحد، كان لابد من إيجاد فضاء آخر ليعبر عن هذه الثورة الجديدة ويجسدها في رمزية جديدة. وبعد فترة من التيه الثوري ما بين ميدان النهضة بالدقي إلى مصطفى محمود بالمهندسين، استقر المطاف أخيراً بالثوار الجدد في ميدان ’رابعة العدوية‘ بمدينة نصر شرق القاهرة، الذي قد أصبح يشكل رمزاً مضاداً لرمزية ومطالب ميدان التحرير بوسط العاصمة حيث انطلقت شرارة الثورة. بعد رابعة العدوية وما حدث هناك، لم تعد هناك ذرة شك في أن الثورة المصرية الآن قد انسلخت في ثورتين متناحرتين- واحدة ضد النظام القديم لكن مع بقاء الدولة، والأخرى ضد النظام القديم والدولة معاً.

مع تطور الأحداث واحتدام المواجهة وسفك الدماء بين معسكري الثورتين، أخذ ثوار التحرير يميلون أكثر باتجاه الدولة حتى لو بثمن التضحية ’مؤقتاً‘ بمطالبهم الأولى بالحرية والديمقراطية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية. مهما يكن الثمن يجب إنقاذ حياة الأم- الدولة الوطنية المصرية- أولاً؛ بعد ذلك، بعده فقط، يمكن أن نجد ما نختلف ونتنازع حوله. في المقابل، قد أصبح هناك بين الدولة الوطنية والإسلام السياسي ما يشبه ’الثأر الوجودي‘، بحيث أن انتصار أي من طرفي المواجهة سوف يؤدي بالضرورة إلى إخراج الآخر من المعادلة، وربما للأبد.

تأكيداً لما سلف، قد أتت نتائج معركة الاستفتاء على الدستور مؤخراً تعكس بوضوح هذا الاصطفاف العدائي ما بين الدولة من جهة والإسلاميين في المقابل، وتفضح زيف ادعاءات السلفيين عن خروج صادق من معسكر الإسلام السياسي والالتحاق بسفينة الدولة بعد 30 يونيو 2013. عقب الاستفتاء، الاصطفاف أصبح مكتملاً، والعداء المتبادل حاضراً، وبقوة مخيفة.

في هذه الأجواء الانقسامية المشحونة بالتوتر وسوء الظن وانعدام الثقة، لا تدخر جماعة الإخوان المسلمين المطرودة من الحكم والموصومة بالإرهاب جهداً وتعمل بكل ما أوتيت من وسائل مكر وخبث ودهاء وخداع على تعميق وترسيخ حقيقة هذا الانقسام أكثر وتحويل قواعد اللعبة من مجرد معركة سياسية على السلطة بين مؤسسات الدولة وجماعات الإسلام السياسي إلى حرب شاملة تشنها الدولة ضد ’الإسلام‘ ذاته، واعتبار أنفسهم وحلفائهم الممثلين والمنتصرين لهذا الدين الضحية. في هذا السبيل، لم تتوانى الجماعة المنكوبة عن تذكية وتأليب وتأجيج وتجييش أبشع ما في النفس البشرية من مشاعر الغضب والكره والعصبية والمذهبية والطائفية ضد الدولة والمصطفين معها.

في النهاية، ها هم الإخوان المسلمين وحلفائهم في معسكر الإسلام السياسي يتوعدون بثورة جديدة يوم 25 يناير الحالي، موعد الذكرى السنوية الثالثة للثورة الأم. لكن يبقى السؤال: هل لا تزال هذه الثورة الإخوانية الموعودة تمت بصلة للثورة الأم الحقيقية في 25 يناير الأولى؟ وهل إذا نجحت هذه ’الثورة الإسلامية‘ المزعومة ضد الدولة العلمانية ستترك من الدولة الوطنية المصرية كما عهدناها شيئاً؟ وهل ساعتها سينقل السلفيون والأزهريون تحالفهم إلى معسكر الإخوان، أم سيقاتلون مع الدولة حتى النهاية؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - إذا نجحت ثورة الإخوان