فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 15:07
المحور:
مقابلات و حوارات
ذرائعيات في قهر المرأة، حوار مع الأديبة الناشطة مريم نجمه في بؤرة ضوء.. جزء ثالث
عند:
" المرأة المفكرة والسياسة "
" وظيفتي : كتابة الرسائل ..
حباً .. وجوى .. ووطنية
شوق للوطن .. والحرية
أستعير من لغتي , أبجديتي , قرنفلاتها
ونجومها
نقاطها .. وحركاتها
لتسقي شتلاتها
ربما أصل إلى حوافي سواقيها
حتى أرتوي .. وأروي ..؟ ! *1
يقول لينين : "ليست الجريدة فقط عملاً دعائياً جماعياً ومحرّضاً بل ايضاً منظِّماً جماعياً"
7. الطبقة العاملة ككل ظهرت قبل أن تظهر الصحف ، ماذا لو أنشأت تلك الطبقة صحيفة، وتناولت فيها بشكل ناقد الوضع السياسي وسلبيات الحكم والأوضاع الإجتماعية المتردية ؟
هل ستواجه ألسنة من لهب وسياط من نار ، للحد من أي طموح لهم في التقدم والتغيير .هذا إذا استبعدنا غلق الجريدة واجبارهم على زيارة السجون المنيعة والعصية على الحرية؟ ..
الجواب :
هذا صحيح , والأنظمة استبقت هذا للوصول إلى هذه النتيجة الحتمية لوجود جريدة ثورية تدعو لمعرفة الواقع وتبديله , بقطع الطريق على الطبقة العاملة والشغيلة الكادحة بعدم السماح بتشكيل صحيفتها وتنظيمها المستقل والثوري , وبالتالي عدم الترخيص لها , لأنها كانت التنظيمات الثورية التي تمثل طموح الطبقات الشعبية وطليعتها الطبقة العاملة ملاحقة ومحصورة حتى الموت , وهذا ما جرى في العراق مع قيادة فهد ورفاقه , والقيادة الثورية المخلصة التي جاءت بعده مع الأسف لم تكن بمستوى القيادة السابقة والوعي الطبقي لمعالجة الظروف الجديدة وأساليب القمع الحديثة المستوردة - كما حدث في سوريا أيضاً في عهد الأسدين .
وقد لعب " المحرفون " السوفييت دوراً سلبياً مع مسيرة الأحزاب في منطقتنا ومنعتها من إستلام السلطة يوم كانت مُتاحة أمام الجماهير الكادحة ونضالاتها , أثناء موجة المدّ الثوري والتحرري التي اجتاحت العالم بعد الربع الأول من القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية خاصة - حين كان الإتحاد السوفياتي لايزال سنداً أممياً للشعوب المقهورة .
أما الاّن , فنحن في وضع يختلف جذرياً بعد تدمير الإقتصاد الوطني ومحاربة البرجوازية الوطنية , وسيطرت البرجوازية الإنتهازية " الوضيعة " والطبقة العسكرية التجارية الجديدة - غير المنتجة على السلطة المحلية وترويج سياسة الإستهلاك " بتفريغ الجيوب " وإفقار الفقراء والطبقة الوسطى , , وتحولت الأنظمة إلى النظام الإستهلاكي غير منتج سوى الخدمات – لذلك انبهرت عواصمنا بالفنادق والمقاهي والنارجيلة والتدخين واشياء أخرى " - مع ضرب الصناعة الوطنية الخفيفة والمتوسطة خاصة اللتان تساعد على نشوء وتطور وازدياد الطبقة العاملة وتاثيرها في المجتمع كقوة منظمة وثورية لها صحفها ونشراتها وبالتالي أحزابها .
*
*
8. هل هناك من ديمقراطية الفكر والأعلام في كل الدول قبلاً وبعد أن نال منها الخراب العربي ؟
الجواب :
بوجود ثورة الأنترنيت في العصر الجديد خاصة بعد انطلاق الإنتفاضات والثورات الشعبية لم يعد الإعلام حكراً على السلطات , بل أصبح الفضاء الإعلامي الإفتراضي واسعاً ومفتوحا , لقد أعطت الشعوب المقموعة والمضطهدة مساحة و فسحة فضائية فورية وسهلة الإتصال لتقول رأيها وتعلن عن أفكارها ومواقفها في كل القضايا المطروحة والمعاشة بمنتهى الحرية دون قيد أو رقيب - سوى الضمير .
أما الإعلام الرسمي لأنظمتنا العربية , ً مازال تابعاً للسلطة ورقابتها ومملوكاً مالياً لها , وطالما هي مسيطرة على الصحافة المكتوبة والفضائيات ستبقى الحقيقة ناقصة والتعتيم مستمراً خدمة للطغاة والإستبداد الشرقي والعربي وخداع الجماهير العريضة الأمية الفقيرة التي لم تستطع كلها اللحاق والإندماج بالإعلام الرقمي لأن رغيف الخبز ما زال هو الأهم لديها والكثير من المتطلبات الحياتية المحرومة منها أولها الكهرباء المقنن والماء النظيف حتى في بعض ( العواصم ) العربية !
من يسيطر على الإعلام يسيطر على الثقافة هذه قاعدة استخلصناها في مسيرتنا السياسية والأدبية . فما زال الإعلام الحكومي الرسمي العربي يستطيع أن يؤثر في ساحتنا الثقافية الشعبية ويشوه الحقائق إلى حدّ كبير مما يسطّح ويؤثر في عقول السذّج من شعوبنا ويؤخر تكوين راي عام ناضج مستقل وحر - وهنا نتساءل ماذا فعل الإعلام العربي لقاتل يقتل شعبه لثلاث سنوات وبكل وسائل الموت الهمجية !؟
* تصوري صديقتي لو أن المناضلين والسياسيسن الوطنيين والكتاب والمفكرين الأحرار , في ظل هذا التعتيم الخانق للكلمة والقمع المبرمج لإنساننا العربي لعقود وعقود كيف سيقرأ لهم بيان أو مقالة أو ينشر لهم كتاب أو موقف ورأي بعيداً عن إعلام السلطات , وهم الأفقر في المجتمع بسبب إضطهادهم وظروف كفاحهم وسجونهم ومحاربتهم بلقمة عيشهم – كانوا سيفنوا حياتحهم في التأليف والبحوث والكتابة ويموتوا دون أن يدري بهم أحد أو تقرأ الأجيال لهم أي كلمة أو تسمع بإسمهم حتى , لولا ثورة الإنترنت ونوافذ التواصل الإجتماعي والمنابر والمواقع الديمقراطية المستقلة الحرة الرائدة ك ( منبر الحوار المتمدن ) مثال !؟
حقاً نحن في عصر جديد وثورة تعارف وتقارب الشعوب والثقافات وانتشار الإبداع والأفكار التحررية والاّراء المتعددة , وورقة رابحة بيد المعارضات العربية ضد إعلام السلطات الإستبدادية وهيمنتهم على الرأي العام وساحة الثقافة .
*
*
9. وكيف السبيل للحد من دكتاتورية الفكر ، اذا كان الأعلام مُسير لا مخير ؟
الجواب :
يتم بإطلاق ثورة فكرية ثقافية سياسية لتغيير الأنظمة الديكتاتورية , الإستبدادية , الوراثية , والفاشية الدينية , التي تقوم بتدجين وتغذية ونشر الفكر الرجعي الطائفي القبلي والسلفي المتحجر ,مجتمعات الحزب الواحد والرئيس الواحد والصنم المعبود لعقود , الذي يحجب ويقمع ويلغي التفكير والعقل والمبادرات الجريئة والأفكار الطموحة الخلاقة لدى الشباب والشابات والمفكرين والمفكرات , حتى يبقى المجتمع مترهلاً هزيلاً ميتاً بلا روح ومعدوم الحراك والفعاليات , فيسهل قيادته وتعميته وتخليده للأبد .
إن فقدان روح النقد والحوار والتجديد وإلهاء وإبعاد الطلاب والشباب والمثقفين والأحزاب عن دورهم الطليعي في قيادة عملية التغيير السياسي وتطوير المجتمع فهنا , لا بد من حتمية الثورة على هذا الواقع المتخلف المشلول مهما كانت النتائج والتضحيات .
كل خطوة للأمام لها ثمن . كل شعوب العالم دفعت ثمن حريتها وافكارها ونضالاتها وثوراتها وتغيير أنظمتها وتطوّر أوطانها , فتاريخ البشرية وتجاربها مكتوب بالدماء , قرأناه جيداً وتعلمنا منه الكثير وشعوبنا العربية اليوم تعلم وتعطي دروساً للعالم .
*
*
المعروف كل البشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق والحريات مهما كانت أطيافهم..
10. هل من المفروض وضع دستور يناسب الحاكمين أم يلبي حاجات الوطن والمواطن ؟
الجواب:
أمام انفتاح العالم والمتغيرات الجذرية الجديدة التي نعيشها , لا بد من وضع دستور عصري لدولنا يتضمن القوانين الديمقراطية الي تلبي حاجات الشعوب وتطلعاتها المشروعة للتحرر والإنعتاق من عبودية سلطة الفرد والقوانين الجائرة المجحفة بحق المواطن العربي الذي عاش تحت قوانين الطوارئ والمحاكم العسكرية وتأبيد السلطة والقتل والإبعاد والسجون والمعتقلات لنصف قرن مضى .
لنعطي للمواطن الكرامة المفقودة واحترام الرأي والرأي الاّخر وتفعيل الحوار والأحزاب السياسية والأندية والنقابات واحترام الإنتماء القومي والإثني والعقائدي للوصول لمجتمع التواصل والتجدد والوحدة , ليلبي بالتالي حرية وازدهار وتقدم الوطن والمواطن .
__________________
*1من موضوع :" وظيفتي : كتابة الرسائل ..؟ من المؤلف "على ضفاف الفجر" / لبنان / 1995"- الأديبة الناشطة مريم نجمة
انتظرونا والمفكرة الناشطة مريم نجمه في الجزء الرابع عند رواق المرأة الإنسانة في " خلوة مع الروح "
و ناصية السؤال " هل المرأة أكثر حرصا من الرجل على حميمية العلاقة الأسرية ؟ "
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟