حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 13:58
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن المواجهة هي أقصر الطرق لحل أي مشكلة نتعرض لها .. في الدراسة .. في العمل .. في الأسرة ..
أينما كنت وكيفما كانت .. فقط واجهها وتعامل معها وأفعل ما ينبغي لك فعله ..
تحمل الخسائر وما يترتب عليها بشجاعة .. وأمضى قدماً على كل الأحوال فالتسويف والإلتفاف لم يحل شئ أبداً ..
والمشكلة لن تختفي إذا أغلقنا عنها أعيننا وحواسنا.
الآن، وفي أيامنا هذه لم تعد الوسائل المباشرة تجدي نفعاً أو تحقق لك مكاسب أو ترد لك حقاً من حقوقك .. فالأمور لم تعد بهذا الوضوح والشفافية
وأنواع البشر الذين تتعامل معهم إذا افتقدوا لأخلاقيات الصدق والأمانة والرحمة والإحترام .. وأعطوا لنفسهم الحق في اقتحام خصوصياتك والتعدي على حقوقك بلا رادع ..
إذا كانوا يتنفسون الكذب يطلقونه حولك وعنك ولك بكثافة وباستمرار .. إذا كانوا قد صادروا حقك حتى في الدفاع عن نفسك أو شرح أفعالك وأقوالك ونواياك ..
إذا كان الناس تعشق سماع الإساءات وترديدها دون وعي أو علم ..
إذا كان هناك من يتطوع للمشاركة في إيذاء شخص لا يعرفه ولم تربطه به صلة كخدمة لشخص آخر أو على سبيل المتعة الشخصية
والتي تصيب نسبة كبيرة من البشر إذا ما استطاعوا إيذاء أحد ما بدون تحمل أي عواقب .. يصبح الأمر فوق تحمل وفوق قدرات أي إنسان ..
وخاصة هؤلاء القادمين من عصور الديناصورات والذين يعيشون في أحلام وأوهام الصدق والإستقامة
وكانوا ولمرحلة متأخرة جداً من أعمارهم يؤمنون بمقولات على شاكلة "لا يصح إلا الصحيح" و "دولة الظلم ساعة"
و "الكذب ليس له أرجل بينما الصدق له أجنحة" ..
كلمات جميلة لم يبقى منها صدى ولم تعد صالحة للتطبيق في عصر نتنفس فيه الأكاذيب ..
ولا ينال فيه الحق وما فوقه وما تحته إلا أصحاب النفوذ والحظوة!
#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)
Hanan_Hikal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟