طه رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 13:12
المحور:
الادب والفن
وها قد مضى على لقائنا الوحيد أزيد من ثلاثة عقود ... ذلك اللقاء الذي كان ممتلئ حبا وموسيقى وصداقات وصوتك الجميل .. سمعتُ باسمك للمرة الأولى في منتصف السبعينيات من خلال محاضرة عن الغناء العراقي ، القاها الفنان سعدي الحديثي في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق حيث قال : ( كنت التقي كل يوم ، بعد ثورة 14 تموز ، بمظفر النواب وعبد الرحمن شمسي ونناقش ليليا شؤون الأغنية العراقية ..) .
في منتصف السبعينات ، حيث الوطن مكبّل بالجيش الشعبي وبقية البعثيين، كنا نعتبر مثل هذا القول جرأة كبيرة وصاحبه لم يحتسب للعواقب !! ، وعرفنا بعد المحاضرة بأنك أنت نفسك الذي كان يطلق عليه" بلبل الجامعة " والذي كان يغرد بعد ثورة 14 تموز 58 ، ويصدح صوته في أرجاء جامعة بغداد مساهما بشكل نشط وفعال بكل الحفلات التي تقيمها الجامعة آنذاك.
بعد تردد اسمك على اسماعنا حاولنا أن نعثر عليك ، وهو ما وفره لنا الشاعر الراحل يعرب الزبيدي . كنا ننتظر بشغف الموعد المرتقب ..وحين حلت تلك الليلة ، لم يتأخر احد من الاصدقاء، شرط ان نصل للدار فرادى خوفا من مرتزقة وعسس النظام البائد . كل اللذين جاؤوا كانوا مثلك ، مغرمون بالزهور والصداقات والشعر والموسيقى والغناء والكؤوس المليئة بالمحبة والوئام . .
والتأم الشمل فكان هناك ، النقابي المخضرم، هادي القريشي (ابو حسن ) ، الذي رحل قبل ان يكحل عيونه بالتغيير.
الشاعر الراحل عزيز السماوي,الفنان التشكيلي قاسم الساعدي المولع بالرسم لحد الجنون ،
الفنان محي الأشيقر سليل كربلاء . الشاعر الغنائي الجميل رياض النعماني. الفنان التشكيلي كاظم الخليفة ذو الذهنية النقدية المتقدة .
هل تذكر حين غنيت لنا من (الدشت) ما حفظت ؟ ثم عرجت على ( المحمداوي ) وكأني بك تطارد بصوتك ثورا سماويا وانت على ظهر مشحوف سومري يساهم بترديد صداك في ارجاء الهور .
هل تذكر اجابتك على تساؤلاتنا: لمَ لا تغني في الاذاعة فاجزمت ، لا اغني في الاذاعة ما دام البعثيون في السلطة !!
لقد رحلوا يا ابا عادل ولم يرحلوا! عاد الصداميون مجددا بلباس جديد، مرة بثياب "القاعدة" ومرة "داعش" ومرة .. ومرة ...
ما احوجنا لصوتك الجميل كي تساهم بهزيمة قوى الظلام والردة هذه. فالاغاني اوشكت ان تسقط انظمة ظالمة!
#طه_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟