أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجتبى حسن - كلام لا جمرك عليه














المزيد.....

كلام لا جمرك عليه


مجتبى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1235 - 2005 / 6 / 21 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


كلام لا جمرك عليه
يكدح طوال نهاره وبعض من ليله ،ليعود بشيء من قوت لأطفال ثلاث وأم ،
بسمة من صغيرته أخر العنقود تفرج همومه وتنسيه ما خالط يومه من شقاء ،
أبو محمد لا يفهم بالسياسة وان أصغَ لنشرة الأخبار المحلية نام ،لتوقظه زوجته
عندما تبدأ أخبار المراصد الجوية ،خاصة في الشتاء ، المطر يوقف عمله ويبقيه
في البيت ،تكاد تسري به فرحة عند سماعه بأن الغد ماطر علّه يرتاح يوم من أشغاله الشاقة ،
ليكرب شعوره بالمسؤولية ليله كله ،ويطير النعاس من جفونِ أثقلها وطء يوم شاق ،
كيف سيتدبر قوت الغد لأفواه جائعة ،لم يبقى قريب له أو صديق إلا واستدان منه مرة أو أكثر
والقليلون منهم فقط رد لهم دينهم عليه ،حاول أن يعود لغفوته بعدما عجز عقله من الوصول إلى حل ،
واخذ بالدعاء كي لا يهطل المطر في الغد ، لكن لا نوم لمن اضطجع الأشواك فراشاً ، راح يتلاعب بتردد
مذياعه القديم عسى يسمع أغنية للست تنسيه حاله وتعود به لعواطف الشباب ، استوقفته إذاعة للشباب
تقدم أحاجي وللمتصل هدية قيمة ، أصغى للأحجية عرف جوابها ،سارع بقول الجواب بصوت مسموع انه الحوت الأزرق ،
وكأنه يريد أن يسمعوه في الإذاعة ،إلا انه غيّر التردد ليقينه انه لن يستفيد من جوائز هكذا برنامج
خاصة بعدم وجود تلفون في البيت،واستقر التردد على الإذاعة المحلية ، ليُخبر المذيع ومحدثه المستمعين :
أن عصر الإصلاح قد بدأ ،وان النهضة الاقتصادية بدأت وأنه لن يبقى فقير في هذا الوطن ،
وستضرب الحكومة العتيدة بيد من حديد على أيد الفساد والمفسدين وستقطع دابرهم إلى غير رجعة ،
وستكون فرص العمل متاحة للجميع في ظروف تحقق للفرد كرامته ،و...،و....
انتفض أبو محمد وكأنه مسّ وأخذته رجفة ،وقال بصوته الجهوري الحمد لله على نعمه ، الآن استطيع أن أنام ..نام ملئ جفونه والبسمة مرتسمة على محياه حتى الصباح ، استيقظ على وقع زخ المطر ولم يبالي ،ولم يخرج من فراشه حتى الظهيرة ...
ها هو لا يعبأ بهّم ،يقاسم الأولاد الطعام المتوفر في البيت ،يمازح زوجته يلاعب صغيرته المدللة ،
توقف المطر بعد يومين ، أيقظته زوجته كالعادة ، لبس ثياب العمل، متفائل راح بخطواته،
يحفزه الأمل حتى وصل إلى عمله وبدأت قطرات العرق تتصب من كل جزء من جسده ...
لتستمر يومياته على منوالها ،عمل طوال ساعات النهار وبعض الليل مقابل بعض من القروش التي لا تشبع ولا تسد رمق ..



#مجتبى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نمط اجتماعي
- ان تفعل تحرق بالنار
- الخافي الاعظم
- ظُلمات
- قهرُفتوغبّي
- ترفعاً عن الشتائم
- حقوق النّسوة
- المجاملة وتمسيح الجوخ
- الغيبيات وبرامج الفضائيات
- شعاع قبل الفجر
- يرّبي وحشاً في بيته
- بوصلة الانسان
- الفكر المسطّح
- هل بالصراخ يُخرج المجتمع من غيبوبته
- تأخر سن الزواج و الجوع الجنسي
- عندما يبكي الأب
- عفوا
- الفاقة
- ديمقراطية الدجاج
- من هو الخاسر


المزيد.....




- -أرسيف- تعلن ترتيب الجامعات العربية حسب معامل التأثير والاست ...
- “قناة ATV والفجر“ مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 168 ...
- مستوطنة إسرائيلية: قصف غزة موسيقى تطرب أذني
- “وأخير بعد غياب أسبوعين” عودة عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- من هو الفنان المصري الراحل حسن يوسف؟
- الليلادي .. المؤسس عثمان ح168 الموسم 3 على قناة atv وعلى الم ...
- أوليفيا رودريغو تستعيد اللحظة -المرعبة- عندما سقطت في حفرة ع ...
- الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية -مملكة الألم- وأشعا ...
- سوريا.. من الأحياء القديمة إلى فنون الطب الصيني
- وفاة الفنان المصري حسن يوسف


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجتبى حسن - كلام لا جمرك عليه