أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير














المزيد.....


ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


ممدوح رزق يكتب عن ديوان " رفة شبح في الظهيرة " لمؤمن سمير
" مجاز الشبح في القصيدة " بقلم / ممدوح رزق

من بين الاحتفالات المجازية العديدة التي شكلت ديوان ( رفة شبح في الظهيرة ) لـ ( مؤمن سمير ) الصادر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ يلمع شكلٌ مجازيٌ ، تنشد معظم قصائد الديوان رهانها عليه فضلاً عن عنوان الديوان نفسه .. مجاز كان يبدو أنه الأكثر ملائمة لتحرير الطبيعة ( الطقوسية ) للشعر، التي لا تصف ولا تحكي ولا تكتفي بالإحالة ، وإنما تجعل من اللغة إعدادات ضرورية لما يشبه صلاة لمقدس مجهول ، عملاً سفلياً ، تعويذة ، تمتمات غريبة في جلسة تحضير أرواح .. المجاز الذي أكتب عنه الآن هو الذي ينطق باسم الأشباح في كل وقت حيث ( الوجود الشبحي ) هو الأساس المُكوِّن للذوات والأشياء جميعها في القصائد .. الطقس الذي يقيمه هذا المجاز تعتمد مشيئته على الاستخدام الكنائي المعتاد ، لكنه المذيل بمفاجأة من التناقض .. بمعنى أدق لا يتوقف التعمد على عدم الاستقرار البلاغي فحسب ، وإنما يتعمد ( مؤمن سمير ) أيضاً أن يكون عدم الاستقرار نابعاً من كسر التوقع للفهم المنطقي الذي يمكن أن تدل عليه خطوات الكناية الأولى .
أعطني حفرةً
في قلبِكَ
….
لأطفو ..
الإشارة البديهية تأخذنا بداية إلى السقوط ، وبعد أن يتحقق الوعد المجازي بتحديد مكان السقوط في القلب يأتي دور المفاجأة .. التناقض الذي لا يجعل من الحفرة ممرا للسقوط بل كُوَّةً للطلوع .. تلك التركيبة التي ينفذها ( مؤمن سمير ) ، ويشتغل عليها في كثير من قصائد الديوان .. يهمني أن أعيد التذكير على أن ذلك هو سلوك الأشباح .. الظل أو الطيف الغائم ، الأثر الغامض الذي بواسطة استفهامات حركته تُعرّف الحياة والموت .. الشبح لا يعطيك تأويلاً ثابتاً عن نفسه أو عن مبرر حضوره واختفاءه أو عن دوافع لأفعاله فحسب .. يمكنه أيضا أن يشرح لك بطريقته المكثفة ، المنطوية على قدر جارف من الإيهام المطلوب لاستفزاز الخيال .. كيف يمكن ـ بالتناقض المشار إليه سلفاً وحينما يوضع في مكانه المناسب ـ أن تتساوى تفاصيل العالم ورغباته .. حفرة في السقف أو كوة للسقوط .. ماذا لو كنا نتحدث عن السقوط والطفو في قلب ! .. هل هو تراكم من الحفر الذي مهما طفوت ستظل ساقطاً داخلها ؟ أم أن الغرق يتم في مكان آخر بعيداً عن قلب المخاطَب ، ولا يحتاج صاحب المونولوج سوى لحفرة في قلب”ها” حيث السقوط فيه هو النجاة من ذلك الغرق .
تُحِسُّ بكلِ هذا الضوءِ
عندما تلمحُ الضحكةَ الخضراءَ
تحتَ سجادتِها ..
لكنَّ الطائرَ المُتيبِّسَ
يشي الآن بالرعشةِ
و العيونُ غادرت نحو
جِلْدِكَ ،
على شَمَّاعةِ القنصِ ……..
إذا كان على الشعر أن يصير طقساً تديره الأشباح بالتناقض المجازي فإن الغاية المنشودة ـ إن جاز لنا أن نسميها كذلك ـ تبدو تحويل العالم إلى مهمة .. مسار .. سياق متخذ لتنفيذ أمر ما .. قد يكون مجرد تحقق ذلك الطقس هو هدف المهمة وسرها ، وذلك يفسر العبث الوامض حول لغة ( مؤمن سمير ) .. أن الطقس لا نتيجة يريد الوصول إليها أكثر من أن يحدث فحسب .. كل شيء هو شبح كما سبق وأشرت : ضوء ، ضحكة خضراء تحت السجادة ، طائر متيبس يبدأ في إشعال التناقض المنتظر: العيون غادرت نحو جلدكَ / على شماعة القنص ..

ما هو الآخر الذي يخاطبه ( مؤمن سمير ) طوال الوقت ؟ .. حفرة في القلب .. ضحكة خضراء تحت السجادة .. الحاضر أو الغائب في الطقس ، والذي في مواجهته تحدث خسارة ما أو بشكل أكثر وضوحاً يكشف عن هزيمتك الكونية .. ذلك التساؤل الذي يسعى لبلوغ الملامسة لما يستعصى الإمساك به .. النظر إليه ربما .. تخيله أو مراقبة آثار وجوده ؛ هذا مؤكد .. لنقرأ النص الآتي ونفكر في قوة ذلك الاحتمال أو الهاجس :
.. ثم لن يمضيَ سَيْلٌ سَمينٌ
إلا وقد لَبِسَ اللونُ خيمتَهُ ..،
وحَفََّ
ذاكرتَهُ ..،

كأنهُ
نفسُ
الظِلِّ ..

ينبغي أن أكرر جملتي السابقة الآن : ( تتساوى تفاصيل العالم ورغباته ) .. تتساوى عناصر الحياة والموت .. الألوان .. الذاكرة .. هل النهايات تتساوى أيضا ؟ .. ذلك الالتباس متروك لمن أراد التورط مع الأشباح في ألعابها الطقوسية ، ليس من أجل المعرفة ولكن ربما من أجل الاستمتاع بالاشتباك .. بالمراوغة مع الكوابيس التي لا تبقيها اللغة على حالها كسيرة يومية أو كهامش يوثق بين طياته رعب هزلي ، وإنما تحولها إلى متن ينشط كلما زادت قوة قمعه وتنوعت أساليب العنف الممارس ضده ..

* جريدة " مسرحنا " العدد 332 الصادر يوم الاثنين 25 نوفمبر 2013



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان - عَالِقٌ في الغَمْرِ .. كالغَابةِِ كالأسلاف - شعر / م ...
- - كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة -
- ( وجوه إيمان مرسال : الأخت التي تكمن خلف التفاصيل )
- - بهجة الاحتضار أو الرقص حول الموت - بقلم / ميرفت محمد يس
- ( - بورتريه أخير لكونشرتو العتمة - لمؤمن سمير: تقنيات التشكي ...
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير أجراه : يسري السيد
- حوار مع الشاعر مؤمن سمير.. أجرت الحوار : نور الهدى عبد المنع ...
- - في سؤال الثقافة - بقلم / مؤمن سمير
- ( روادع الحنين / أقنعة الغناء في - غاية النشوة - ) بقلم : مح ...
- ( تفكيك السعادة للشاعر مؤمن سمير: تعالوا لنحكي عن السعادة قل ...
- - الوجه الآخر للانكسار - بقلم د.عفاف عبد المعطي
- ( حركية النص واستراتيجية الاحتمال في ديوان - هواء جاف يجرح ا ...
- - المفارقة الشعرية - بقلم / د. محمود الضبع
- - بهجة الاحتضار والبحث عن الذات - بقلم / د.عفاف عبد المعطي
- ( ديوان -غاية النشوة - وذات تختبئ خلف الأشياء ) بقلم / عبد ا ...
- - سِريُّونَ .. وقدماء - بقلم / محمد الأسعد
- ( جدلية الهواء .. في محاولة تضميد جرح الملامح : قراءة أولية ...
- - غاية النشوة - بقلم / بهيج إسماعيل
- ( - ممر عميان الحروب -.. صرخة شعرية ضد تشوهات الحرب ودمارها ...
- - ممر عميان الحروب لمؤمن سمير: اعتيادية القهر وألفة الاغتراب ...


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ممدوح رزق يكتب عن ديوان - رفة شبح في الظهيرة - لمؤمن سمير