صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا صوت يعلو في مصر على صوت الاستقطاب السياسي؛ فإما أن تكون سيساوي أي مع السيسي، وإما أن تكون إخواني إرهابي!! وكل من يتفوه بقول لا يعجب السلطة يتم تلفيق تهمة له. فحينما تسود عقلية الجماهير الدهماء، فالوضع لا يبشر بالخير على الإطلاق.
آخر هذه الأمور يتعلق باتهام الكاتب الليبرالي وغيره كثير من الحقوقيين والنشطاء السياسيين إضافة إلى مجموعة كبيرة من التابعين للإخوان وحزب الوسط بإهانة السلطة القضائية ومنعهم من السفر.
الواقع أن أفكار عمرو حمزاوي وما كان يدعو إليه الرجل عبر مقالاته وعبر الكثير من حواراته الفضائية كانت أفكارا إنسانية بشكل عام تدعو للمساواة والعدل الاجتماعي واحترام كافة التيارات السياسية المختلفة. وعلى ما يبدو أن أفكار الرجل المتعلقة برأيه في أحداث الثلاثين من يونيو لم تعجب البعض، فتم الزج باسمه ضمن جماعة إهانة السلطة القضائية. الرجل احترم نفسه وفكره، على الأقل احترم قناعاته السياسية والفكرية والأيديولوجية؛ فهل من أجل ذلك نبحث له عن تهمه؟ وهل من أجل ذلك نصادر عليه؟ وندفع به لزاوية الضغط والعزل والحجر السياسي؟ إن ما تمر به مصر الآن يدعو للخوف، وبصراحة نذير شؤم لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحراك السياسي، وتصاعد وتيرة الشباب والنشطاء السياسيين. لقد بدأ الشباب نشاطهم السياسي واضحا من خلال مقاطعة الاستفتاء، وسوف تتصاعد وتيرة أنشطتهم المختلفة في الفترات القادمة بعقلية الخامس والعشرين من يناير. وهو أمر يستدعي من السلطة وجهازها السياسي ضرورة التفكير بعقلية جديدة منفتحة غير متكبرة وغير متجبرة، فلن يجدي فتيلا مع هؤلاء الشباب التعامل بالعقلية الأمنية، فلم يعد المصريون يخافون، ولم تعد ترهبهم أساليب مبارك وجهازه القمعي المختلفة. لقد تغيرت مصر، فهل يعي الممسكون بالسلطة الذين يراهنون على كبار السن والعجزة والمهمشين والدهماء ذلك؟!!
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟