|
سعدي الحلي ، ثيمة باراسيكولوجي
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 22:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعنى علم الباراسيكولوجي بشرح القوى الغامضة التي لا تستطيع قوانين العلم او قوانين علم النفس في شرحها ، ظواهر مؤكدة لكن يقف العلم عن تفسيرها في الوقت الراهن ... ومن تلك الظواهر الغامضة نعرض عليكم وباختصار شديد مايحدث في هذا البلد ، أو شيئا ما مما يحدث في هذا البلد .. سعدي الحلي ، مطرب عراقي من مواليد عام 1922 ، بالأصل كان سائق حافلة ، كان يغني للركاب ومن هناك لمع نجمه كأشهر مطرب عراقي ريفي أستطاع أن يخط بصوته الهادر كالإعصار مدرسة غنائية فريدة في طور مميز به ، لن اتحدث هنا عن التجربة الغنائية لهذا الفنان فلست ناقد موسيقي ولكن من منظور نفسي وباراسيكولوجي سأتحدث عن تحوله لثيمة دخلت لعمق اللاشعور الجمعي العراقي ، كما دخلت شخصيات مماثلة حملت نفس التأثير مثل السيد جحا وشهريار وغيره ، الثيمة التي احتلها هذا الفنان كما خلقتها دهاء صانعها المجهول هي ثيمة رجل شاذ جنسي ترك النساء وراح يبحث عن الشباب الناعم في أقامة مغامرات عاطفية فكاهية رائعة راحت تؤسس مسلسل كوميدي غير منتهية الحلقات ، أتذكر جيدا تلك النكتة العراقية الشهيرة وهي واحدة من ألف نكتة ونكتة عن هذا الفنان ومامعنى النكتة هو : يحكى أنه هناك ثلاث متسولين اطفال ألتقى بهم سعيد الحلي في أحد الأحياء الفقيرة ، اثنين منهم وقعا في حبائل الغرام مع سعدي والثالث رفض بسبب الكرامة او غيره ، بعد ثلاثين عاما ، مر سعدي بطبيب واخبره بأن أحد هؤلاء الفتية المعشوقين ، والفتى الأخر اصبح محاميا مشهورا ، وبعد فترة وجد رجل متسول فعرف سعدي وذكره بأن الطفل الذي مانع فرد عليه سعدي : لو قبلت لكان حالك الآن مختلفا مثل زملائك لكنك وجه فقر ( انتهت النكته ) .. لن أطيل الشرح عن خفايا هذه الشخصية ولكن أورد ملاحظة حدثت معي لها علاقة مع سعدي الحلي وهو الموضوع الذي بسببه كتبت المقالة : في الوقت المعاصر ومع تزايد المد الديني الخانق في العراق ولله الحمد صار 90 % من هذا الشعب مابين إمام ونبي ومن لم تعجبه هذه الوظائف صار فاتحا مغوار يرص الرؤوس لحماية هذا الدين من كل المتربصين به من الأجناس البشرية الأخرى ( المسلم تحول لجنس بشري مختلف من الناحية الأنثرويولوجية ) لا يشبه أحد ولا يشبهه أحد ( !! ) ، من جملة أفرارات ثيوثقافية كان الغناء محرم قطعا في المجتمع ، فسامع الغناء والطرب يحجز له مقعدا له في جهنم ، لن أناقش جذور الفتوى فالموضوع ليس من تخصصي الفكري لكن اضع نغمة اغنية في رنة يسمعها المتصل بي ، وهي خدمة مجانية من شركات الهاتف المحمول في العراق ( عصابات التيلي دولار ) ، دائما أسمع نقدا لاذعا عن الأغاني الي يسمعونها وكانت على الأغلب اضع اغنية نانسي ( الحياة حلوة ) ، مؤخرا قررت اختبار أعقد معادلات علم نفس التركيبي ( علم نفس الأعماق ) على منهج العالم كارل غوستاف يونغ ، تعتبر نظرية الأنماط الأولية أحد أركان المدرسة اليونغية التي تعرف بأنها : أنماط أولية في مملكة اللاشعور الجمعي مثل ( الله ؛ الأم ؛ الأب ؛ الطفل ؛ الشيطان ؛ الميلاد ؛ الموت ) والنمط هو شكل فكري مشترك عام يتضمن قدر كبير من الانفعال به ، وكلما كان التوازن بين النمط الأولي وصورته الفعلية بالواقع كبير كلما كان هناك استقرار في البناء النفسي ... تلك الأنماط الأولية أو البدائية هي الجذور الأولى لكل الموروث الثقافي المشترك ( لن أطيل بالشرح بالسايكولوجي كثيرا ) ، المهم قررت وضع مقطع أغنية سعدي الحلي ( ليلة ويوم ) والمقطع يقول : نفحه من الورد ومن القمر طلعه ولك عمري انطفى شمعه بأثر شمعه ذوقني هواك ذوقني هواك الضحكه والدمعـه نطرت هلال وصلك والحصاد غيوم ليله ليله ليله ويوم على فجأة وبقدرة واحد أحد ، اختفى النقد واختفت النصائح والمواعظ ، قوة غامضة حولت من الحدة الصوتية للصوت مبتسم وهو يتحدث معي ، أي سحر يملك سعدي الحلي ؟؟ نستطيع تفسير هذه الحالة وفق نظرية يونغ حول الأنماط الاولية في اللاشعور الجمعي الذي دخله سعدي الحلي كالعصا السحرية تحرك مالا يتحرك ، ماهي ثيمة سعدي الحلي ، لنحاول الأن تفكيك بنيتها لنفهم تلك الآلية التي تعمل بها تلك الثيمة الرائعة المشبعة بالصفات الكاريكاتيرية ، سعدي رجل لديه افراط في هورمون التستيرون كما هو واضح من عينية من ملامح وجهه ، متقد الشهوة ويحب السهر والتحشيش ، يعيش حياته بشكل عدمي بوهيمي ( سائق الحافلة ) ، التستيرون المفرط هو المفتاح السحري لحل ثيمة سعدي الحلي ، سعدي الحلي دائم البحث عن حاويات مخملية من الجنس المشابه لإفراغ هذا الكم الهائل من هذا الهورمون ، سعدي الحلي مشتقة سيسوثقافية من الحكام العرب الطغاة ، الذين قرروا مضاجعة الشعب العربي فردا فردا ، ثيمة سعدي قررت هي الأخرى أكمال عملية المضاجعة لهذا الشعب المسكين الذي تحول لتلال من الأرانب في معتقل كبير ، تلك الثيمة الفكاهية تعطينا رسالة واضحة عن علاقتنا بمن يحكمنا ، علاقة مشوشة وتافهة تجعلنا أبدا ساكني مجاري تحت الأرض لا نرى النور أبدا .... شكرا لكم
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عاشوراء الدوق فليت الأبدية
-
أنصاف بشر .. تحليل أنثرو - نفسي و بارا سيكولوجي
-
بارا سيكولوجيا قدح الشاي
-
تأملات سوداء في أمعاء بشرية
-
الرسالة الشيوعية الأخيرة
-
بشر يأكل بشر في صحن الفقه الشافعي
-
سأهبك طبشورا يابشار
-
النانو - بارا سيكلوجي .. محاولة فلسفية لشرح أحجية ما
-
تحليل سوسيولوجي بنكهة العرب
-
أزمنة وثورات .. ونساء !!
-
أنصاف عرب وأرباع عرب .. واقل !!
-
إلى .. كارمن
-
من وحي إله المتاهة
-
شعب ياكل ربه إذا جاع
-
الكاربون المصاب بالضجر
-
عالم علاء الدين المضطرب .. أغتصاب الأطفال من الناحية النفسية
-
أصل المتاعب كانت مهارة قرد .. كتابة برائحة العفن
-
فانوس نيتشه السحري .. ومضات شعرية
-
ثمة بقرة مجنحة مرسومة هنا .. تحليل نفسي
-
نحو تفكيك ناجح لشهر رمضان
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|