طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 20:50
المحور:
الادب والفن
بعد أن تناول قدح الماء قال وكأنه يحدث نفسه
- في صباح يوم بارد كان الامر ط يحلق لحيته وهو يقف أمام مرآة معلقة على الحائط تحت أشعة الشمس.. في تلك اللحظة جاء رئيس عرفاء مقر اللواء وأدى التحية ثم قال مخاطبا امر اللواء الذي كان مستمرا في حلاقة لحيته:
- سيدي هؤلاء مجموعة من الأكراد ألقينا عليهم القبض في الوادي..
أجاب الامر وهو يحلق بدون أن يلتفت اليه:
إسطرهم أمام الحائط المقابل..
تريث رئيس العرفاء للحظات ثم خاطب الامر محاولا أن يتدارك الأمر:
- عفوا سيدي انهم ليسوا عصاة بل كانوا يسيرون في الوادي وهم يسوقون بغالهم التي تحمل اكياسا من القمح!!
أنزل الامر يده وتوقف عن الحلاقة وهو يواجه رئيس العرفاء.. القى عليه نظرة طويلة ثم أمره أن يناوله بندقيته ولما استلمها منه أمره أن يصف المجموعة أمام الحائط وأن يقف معهم!!
حين اصطفواأطلق رشقة طويلة عليهم ثم عاد ليكمل حلاقته!!
- تلك حادثة كنت شاهد عيان عليها في حرب الشمال قبل سبعة أعوام سيدي ، أرجو أن تكون روايتها عذرا لي وتفسيرا لما حدث لي اليوم!!
انها تردد كثيرا.. أينما نمر أسمعها.. زرنا اورزدي باك وسمعتها.. دخلنا معرض الأجهزة الدقيقة .. كانت تنطلق بصوت منخفض لكن مسامعي ميزتها وأحسست أن لحنها وصوت المغني وشجن الناي الكردي يدغدغ روحي ويتغلغل في أعماق أعماقي .. انها هي ..كأنها سيمفونية كردية تحمل الكثير الكثير من الشجن والاحتجاج والبكاء !!
قدمني كاكا ابراهيم لرجل في الخمسين من عمره يلبس الزي الكوردي التقليدي ويجلس على كرسي في مدخل محل لبيع الكتب !! رحب الرجل بي بعربية لا تشوبها شائبة سوى تلك النكهة الكردية المحببة.. ثم عاد ليسأل ابراهيم باللغة الكردية.. ضحكت وسارعت كعادتي بقرص ابراهيم قائلا:
ألا يكف الأكراد عن هذه العادة .. تذكر ابراهيم أيام الدراسة واحتجاجاتي المتكررة عليه حين يتحدث بحضوري مع كردي اخر بلغتهم.. كان يجيبني معتذرا؛
- اي والله كاكا حقك.. نحن نعتذر عن هذا الخرق لبنود بيان 11 آذار ، ثم يعودوا ليتحدثوا باللغة الكردية... أعلق يائسا: أكراد!!!
في المساء صحبني الى مطعم فندق خانزاد.. وما أن جلسنا حتى تناهت الى مسمعي نفس الأغنية .. كريم كابان وهو يغني بخزن وألم: يارن وسيتم ... أغنية أخذت أرددها بين الحين والآخر بيني وبين نفسي الى الان!!!!
يتبع
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟