صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا إيزيس ذات الجلال…
تلك التي كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد…
تلك التي لا يكشف نقابها حيٌّ .
انتهى الاستفتاء على الدستور المصري ، وكما كان متوقع فقد خرجت النتيجة بالقبول الساحق ، لكن طبعا كان من "المفاجئات" التي رافقت الاستفتاء هو الحضور المهيب للمرأة المصرية فيه ، و هو الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون .. لماذا حضرت المرأة المصرية بكل هذه القوة في الاستفتاء لتصوت بنعم على الدستور ؟ .
برأي سبب حضور المرأة المصرية بكل هذه القوة هو أنها كرهت حكم الاخوان ، و حكم المتأسلمين ، و حكم تجار الدين جميعا ، فإيزيس المصرية (ربة الأمومة حسب المعتقد المصري القديم) تم خداعها على مدى سنين بالفضائيات الدينية لتقول نعم لهؤلاء الذين يخافون الله ، فهم قد افهموها أنهم "بتوع ربنا" الذين سيخفضون لها أسعار الخضروات ، والذين سيمنحون أولادها أحسن تعليم ، لكن طبعا هؤلاء الكهنة وبعد الفوز بالانتخابات لم يهتموا بالمرأة المصرية كما زعموا ، فما كان يهمهم في الحقيقة هن الصبايا من المصريات (أو فروجهن بالمعنى الأدق) ، فالبرلمان الذي فاوزا به كان كل همهم فيه هو تخفيض سن الزواج للفتيات لكي يتمكن السادة المكرمون من الزواج بالصبيات الصغيرات الحسناوات ، اما المرأة المصرية طبعا فقد تركت وحدها لتعيش الويلات من فقر ، ومرض و غلاء ..
على هذا أرى أن ايزيس المصرية قد حضرت بقوة في الاستفتاء على الدستور (و قبله في ثورة 30 يونيو ) لتقول لا .. ، لا للتاجرة بالدين ، لا لاستعباد المرأة ، لا للكهنوت و العبثية .. وهو ما خلق لنا المشاهد البديعة التي رأينا ، حيث رقصت ايزيس المصرية على أشلاء حكم مرسي المنهار ، وعلى حكم جماعته .
ببساطة .. المرأة المصرية خرجت للعالم لتأكد أنها حاضرة ، و أنها لن تترك مصر لتموت ، فكما جمعت ايزيس أشلاء زوجها أوزوريس وأعادته للحياة ، كذلك تفعل المرأة المصرية اليوم وهي تلملم شتات مصر التي كادت تضيع تحت حكم الإخوان لتحاول بعث الحياة فيها .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟