أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - دستور لشَرْعَنة الانقلاب!














المزيد.....

دستور لشَرْعَنة الانقلاب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
إنَّه السيسي، لا غيره، مَنْ يَحِقُّ له أنْ يُلقَّب، من الآن وصاعداً، بلقب "بطل العبور (السياسي)"؛ فهو سيَدْخُل التاريخ حتماً، ولقد دخله، بصفة كونه "المُنْقِذ (المُخلِّص)" الذي شَقَّ "بَحْر 25 يناير" بعصا العسكر الغليظة، عابِراً بمصر وشعبها من "الشرعية"، في الحُكْم، إلى "اللاشرعية، ومن "اللاشرعية" إلى "الشرعية"!
"عمله التاريخي" بدأ بانقلاب عسكري، مُزْدان بـ "ثورة شعبية عارمة جارفة (30 يونيو)" تتوسَّل إليه، فَفَعَلَها، ناقِلاً مصر من حُكْم رئيسها الشرعي إلى حُكْم العسكر اللاشرعي؛ ثمَّ شرع يعد العُدَّة لـ "دَسْتَرة" اغتصاب العسكر للحُكْم، فَخَلَق لمصر، من "العَدَم الثوري"، "دستورها الجديد"، واستكمل، من ثمَّ، "عمله التاريخي"، إذْ عَبَر بها من "اللاشرعية"، التي جسَّدها انقلابه العسكري، إلى "الشرعية الدستورية"!
إنَّني لم أتفاجأ بما تَفاجأ به كثيرون من ذوي النيِّات الحسنة إذْ صَدَّقوا قَوْل السيسي، في "إعلانه الدستوري" الذي أصْدَرَه بعد عَزْل واعتقال مرسي، إنَّ الانتخابات التشريعية (البرلمانية) ستُجْرى قَبْل (لا بَعْد) الانتخابات الرئاسية؛ فبعد بضعة أيَّام من انقلاب السيسي، كَتَبْتُ الآتي: مُذْ أعلن عمرو سليمان أنَّ مبارك تنحَّى عن الرئاسة، ناقِلاً سلطاته وصلاحياته إلى "المجلس العسكري الأعلى"، والمؤسَّسة العسكرية تعمل، وفي طرائق شتَّى، لإنهاء الثورة، وللدفاع عن بقائها "دولة في داخل دولة"؛ وأقول لكل من يستبد بعقله وَهْم "الشعب والجيش يد واحدة"، إنَّ قانون العمل السياسي للبيروقراطية العسكرية المصرية هو "خلع كل رئيس يتسبب بأزمة يمكن أن تعصف بدولة العسكر"؛ فالعسكر لا يمتثلون، ولا ينتصرون، لإرادة الشعب؛ وهُمْ بدلاً من أنْ يتغيَّروا بما يجعل إرادتهم من إرادة الشعب، هيَّأوا من الأسباب والأحوال والأوضاع ما حَمَل جزءاً كبيراً من "الشعب" على أنْ يريد ما يريدونه هُمْ؛ وهُمْ يريدون دائماً "رأساً مدنياً" تحرِّكه "الرَّقبة العسكرية"؛ وهذا ما يجعلهم ينتصرون دائماً لنظام الحكم الرئاسي، ولتقديم الانتخابات الرئاسية على الانتخابات البرلمانية؛ فالحكومة البرلمانية التي تتمتَّع بجُلِّ صلاحيات وسلطات السلطة التنفيذية هي خصمهم اللدود.
والآن، ليس لكم والله إلاَّ أنْ تتفاءلوا بالخير؛ فإنَّ مصر، بعد "دستورها الجديد"، قد أتاها الطلق؛ ولسوف تَلِد، عمَّا قريب، "الدولة المدنية"، التي أُولى علامات دُنُوِّ قيامها أنْ يَسْتَبْدِل السيسي الزِّيِّ المدني بزِيِّه العسكري، وأنْ يَنْزِل على إرادة الشعب، الذي عَبَر به إلى "صحراء التيه"، فَيَقْبَل، ولو "على مضض"، التَّرّشُّح للرئاسة، في انتخاباتها الوشيكة؛ وهذا الزَّاهِد في السلطة، التي أتته منقادةً، إليه تُجرِّر أذيالها، قد يستبدُّ به مستقبلاً الشعور بجسامة المسؤولية التاريخية، فيُعَدِّل "دستوره الجديد" بما يسمح له بالعبور إلى ولاية رئاسية ثالثة، فرابعة..؛ فهو لن يتخلَّى عن المسؤولية ما دام في صدره قَلْب ينبض!
السيسي، وعلى أهميته التاريخية المستمدَّة من كَوْنِه النُّسْخَة الهزلية من جمال عبد الناصر، يَعْرِف قدْرَه؛ فهو ليس خبيراً في كتابة الدساتير؛ لا بل ليس معنياً بهذا الأمر، فَتَرَك كتابتها لذوي الاختصاص؛ لكنَّه أَلْزَمهم مُراعاة ما يشبه "الآيات المحكمات"؛ فالدستور الجديد لن يكون "جيِّداً" إذا لم يُمَكِّن لـ "المؤسَّسة العسكرية" في الحياة السياسية للبلاد، ويجعلها تتمتَّع بـ "حصانة (دستورية)" تقيها، حاضراً ومستقبلاً، "شرور" إصلاحٍ يُحتِّمه عليها منطق تطوُّر "الدولة المدنية"؛ وإذا لم يُمهِّد للسيسي الطريق إلى رئاسة مصر، على أنْ يكون منصب الرئيس، الذي سيشغله السيسي، مركز السلطة التنفيذية في البلاد؛ وإذا لم يحظر جماعة "الإخوان المسلمين"، بدعوى أنَّها جماعة إرهابية، وتشتغل بالسياسة على أساس ديني؛ فـ "المؤسَّسة العسكرية" لا يمكنها أنْ تحكم، وأنْ تستمر في الحكم، ما بقيت مَصادِر قوَّة "الجماعة" في الحفظ والصَّون.
إنَّه، وعلى ما زعموا، دستور مصر، ودستور المصريين جميعاً؛ لكن كيف له أنْ يكون كذلك إذا ما نال تأييد 98.1 في المئة مِمَّن أدلوا بأصواتهم، وإذا ما كان هؤلاء يمثِّلون 38.6 في المئة مِمَّن يحقُّ لهم الاقتراع؟!
وكيف للمؤيِّدين أنْ يكونوا بنسبة 38 في المئة تقريباً (مِمَّن يحقُّ لهم الاقتراع) إذا ما كانت نسبة الذين أيَّدوا وعارضوا الدستور في عهد مرسي 32.9 في المئة (مِمَّن يحقُّ لهم الاقتراع)؟!
إنَّ "التزوير" هو خير تعليل وتفسير لهذا الفرق الهائل في النِّسَب والأرقام.
ولو صدَّقْنا زعمهم أنَّ نحو 19 مليون ناخب من أصل 53 مليون مواطِن يحقُّ له الاقتراع قد أيَّدوا دستور السيسي؛ أَفَلَيْس من الأهمية بمكان أنْ نتعرَّف "فئات المجتمع" التي إليها ينتسب هؤلاء المؤيِّدين من المصوِّتين؟!
إنَّنا يكفي أنْ نعرف الفئة التي إليها ينتسب "المؤيِّد" حتى نَقِف على دافعه (الحقيقي) إلى التصويت لمصلحة دستور السيسي.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط -التأويل العلمي- ل -آيات الخَلْق-!
- ميثولوجيا سياسية!
- -المادية- تُجيب عن أسئلة الدِّين!
- سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!
- -العامِل الإيراني- في جولة كيري!
- الاستثمار الدِّيني في فرضية -الجسيمات الافتراضية- Virtual Pa ...
- السؤال الذي يَعْجَز الدِّين عن إجابته!
- آدم وحواء.. وثالثهما!
- كيف لِمَنْ يَعْتَقِد ب -آدم وحواء- أنْ يَفْهَم داروين؟!
- البابا فرانسوا: حتى الله يتطوَّر!
- هذا الدليل البسيط على صواب أو خطأ نظرية -تمدُّد الكون-!
- هذا الإحباط الشعبي الثوري!
- ما وراء -أُفْق الكون-!
- عاصفة من -التَنَبُّؤات الفلكية-!
- عاصفة ثلجية بنكهة سياسية!
- -الدولة المدنية- و-الربيع العربي-
- انحناء المسار بانحناء المكان
- النَّجْم إذا حَفَرَ في الفضاء
- بأيِّ معنى نفهم سرعة الضوء على أنَّها -مُطْلَقَة-؟
- -التركيب- و-التفكيك- عربياً


المزيد.....




- في دبي.. شيف فلسطيني يجمع الغرباء في منزله بتجربة عشاء حميمة ...
- وصفه سابقًا بـ-هتلر أمريكا-.. كيف تغير موقف المرشح الذي اختا ...
- كوبنهاغن تكافئ السياح من أصدقاء البيئة بالطعام والجولات المج ...
- بوتين خلف مقود سيارة لادا أثناء وصوله إلى افتتاح طريق سريع ب ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لقصف مواقع تابعة لقوات كييف باستخد ...
- إسرائيل.. شبان من الحريديم يعتدون على ضابطين كبيرين في الجيش ...
- ماذا تخبرنا مقاطع الفيديو عن إطلاق النار على ترامب؟
- إصابة 3 إسرائيليين في إطلاق نار في الضفة الغربية، والبحث جار ...
- مؤيدو ترامب يرون أن نجاته من الموت -معجزة إلهية-
- جو بايدن: أخطأتُ بالدعوة -لاستهداف- دونالد ترامب


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - دستور لشَرْعَنة الانقلاب!