عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 08:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
الاسطوانةُ المشروخة تدور كل يوم ضد الوفاق وتتفجر الألفاظ كل لحظة ضدها، مثلما كانت اللغةُ النارية قبل عقود من دون أن تتغير القوى الدينية الرجعية عامة قيد أنملة بل تزداد غياً وتطرفاً.
أناسٌ مخطوفون وقوى ممسوحةُ الوعي، وثللٌ ذابت في طوفان الفاشية الإيرانية، فكيف تتطور وعياً وتزدهر روحاً وطنية؟
مرددو هذه الأسطوانات يضعون نصفَ قدم في الوطنية، وربعَ لسانٍ في العلمانية، ولحظةَ وعي في الديمقراطية دون موقف نضالي حقيقي متكامل.
إن الفاشية التي خطفت الشعبَ الإيراني وقطعتْ ألسنتَه وسحقت قواه الديمقراطية والعلمانية والقومية وتمددت كالحرباء السرطانية في المنطقة هل ستشفق عليكم أم تتجه إلى بلعكم والتهام الشعوب؟
انظروا للخط الدفاعي الأول عن الوطن العالم العربي في المشرق، كيف تم اختراقه في العراق وتمت استباحته بين فاشتين: إيرانية وعربية مزعومة راحتا تحيلانه لخريطة ممزقة ملأى بالأشلاء؟
منذ أكثر من ثلاثة عقود سُحق الشعب الإيراني وتُرك وحيداً وجلب هؤلاء نسخةً دموية راحوا ينقلونها بحذافيرها.
ليس ثمة سوى التوجه لشعبنا وإنقاذه قبل أن يفوت الأوان.
لا يمكن ترك جماهيرَنا الشعبية متذبذبةً ضائعة بين قوى فاشية تستخدم اللغةَ الدعائية الصاخبة الكاذبة وبين غياب التغيير العميق.
أنظروا لريفنا، أين توزيع الأراضي والمساكن على الجمهور المتعطش للعمل والأرض والزراعة؟
لماذا لا تتألق المدنُ الجديدة فيه؟
أين سلامة البيئة في حشد مختلف المؤسسات الصناعية في سترة؟
لماذا هذا التدفق الرهيب للعمالة الأجنبية بدون تخطيط فتزاحم الجمهور وخاصة الذي يغدو عرضة للخطابات التأزيمية؟
لا بد من التوجه إلى شعبنا وصنع وحدته، وخلق سلامه وغناه وتقدمه.
من لديه الأموال فليتوجه لإنشاء الموانئ للصيادين الفقراء، والمدارس المهنية لسحب الأطفال من الأسواق والتشرد والتعرض للمخاطر.
من لديه الأموال فليخرجها من البنوك وليعيدها لأرضنا تصنع معامل شعبية وحرفاً كبرى للجمهور.
من يقول إنه ضد البطالة فليخرج قانون الحد الأدنى للأجور.
من يقول إنه مع العمال فليعمل لتغيير ظروفهم البسيطة وأحوالهم المعيشية.
قوى التطرف وليدة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحاصر وتعذب القوى الشعبية المعدمة فتكون أرضيةً خصبة لنموها.
من لديه الوعي فليتوحد ويتجمع للقيام بأفعال ملموسة، ولنفعل ما قامت به أوروبا في مواجهة الفاشية والنازية عبر قيام الجبهات الشعبية المفتوحة لكل القوى الديمقراطية والسلمية والدينية. بلدنا يواجه أزمة، ومنطقتنا في خطر.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟