أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - الأزمة السورية... ويلات وكوارث لم يشهدها التاريخ.














المزيد.....


الأزمة السورية... ويلات وكوارث لم يشهدها التاريخ.


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كتابه (لماذا تذهب الأمم إلى الحرب)، أشار المؤلف يوحنا ج. استوسينجر، إلى أن كلا الطرفين سوف يدّعون أن الأخلاق هي مبرر قتالهم. كما يُؤكدّ أيضاً على أن الأساس المنطقي لبداية الحرب يعتمد على تقييم مفرط في التفاؤل لنتائج القتال (الإصابات والتكاليف)، وعلى التصورات الخاطئة لنوايا العدو.
وللأسف هذا ما حصل في الأزمة السورية منذ بدايتها قبل ما يقارب السنوات الثلاث وحتى الساعة، إذ أن كلا الطرفين- أو الأطراف..!- كانت تعتقد ومازالت بأن الخير العام والأمن والأمان تغلفهما الحرية المنشودة هي مبرر تلك الحرب بما حملته للسوريين عموماً من مآسٍ وكوارث لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ولا في بلد من بلدان العالم أجمع.
فلقد عشش الفقر بين الناس حتى أصبح معظم السوريين مُصنفين بين الفقراء الذين بالكاد يؤمنون احتياجات ضئيلة لمعيشتهم كي يبقوا على قيد الحياة. فقد قالت نائبة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق، إن «أكثر من نصف سكان سوريا فقراء، بينهم (7.9 )ملايين سوري يعيشون على خط الفقر و(4.4 ) ملايين في فقر مدقع». وتشير دراسة للأمم المتحدة أنّ واحداً في المائة منهم كانوا تحت خط الفقر، وعَزَت نائبة مدير برنامج الأمم المتحدة سبب هذا الارتفاع إلى أنّ «معظم النازحين داخل سوريا والبالغ عددهم (6،3) ملايين شخص وباقي السكان قد استنفدوا مدخراتهم، ولم يعد بإمكانهم التأقلم مع الأزمة، والصعوبات الاقتصادية الناجمة عنها».(1)
يُضاف إلى ذلك شبح البطالة المخيّم أبداً على حياة معظم السوريين الذين باتوا يحلمون بعمل مهما كان ضئيلاً معنوياً ومادياً، ومرد ذلك تدهور الوضع الاقتصادي للبلد من جهة، ومن جهة الأخرى لذاك الخراب والدمار الذي طال المنشآت العامة والخاصة ودفع بالعاملين فيها إلى ساحات المجهول والجوع الفقر.
ولا يفوتنا أن المرأة السورية هي أكثر من دفع ويدفع ضريبة هذا الوضع المأساوي سواء على صعيدها الشخصي والأنثوي، أو على الصعيد العام كأم وربة أسرة عليها التفكير بمجمل الاحتياجات الضرورية ومحاولة تأمينها بشتى السبل بما فيها تلك التي قد تُسيء لإنسانيتها وأنوثتها، أو من خلال بيع الفتيات القاصرات تحت مسميات زواج السترة وما شابه من أجل الحصول على ما يسد رمق الجوع والمرض والحاجة المريرة، حتى اعتُبر زواج الطفلات في مجتمع النازحين السوريين بمثابة الجريمة، فهنّ بنات قاصرات يجري بيعهن للرجال طلباً لـلسترة أو المال أو الحماية من قهر النزوح ومآسيه الكثيرة، إذ تحوّل هذا النوع من الزواج في بعض حكاياته استغلالاً ومقايضة وبيعاً وشراءً إن لم نقل أنه دعارة واتجار بالبشر. ومعلوم تماماً أن مضير معظم تلك الزيجات هو الطلاق والتشرد ثانية ربما برفقة طفل لم يعرف أباه، إضافة إلى ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع السوري إلى حدود مرعبة قوّضت كيان الأسرة والمجتمع والفرد بسبب مجمل الأوضاع التي آلت إليها أحوال السوريين المادية والمعنوية والنفسية.
كما لا يمكننا أن نتغافل عن بعض الممارسات اللاإنسانية التي لجأ ويلجأ إليها السوريون في بلدان النزوح من أجل كسب بعض المال ولو على حساب صحتهم الجسدية والنفسية، فلقد كشفت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أن لاجئين سوريين في لبنان يعتاشون من بيع الأعضاء البشرية، التجارة غير الشرعية التي تحصل في السوق السوداء، والتي تتكاثر في الآونة الأخيرة، بسبب ظروف اللاجئين الصعبة إثر الحرب السورية. يقول أبو حسين الذي يعمل لدى مجموعة متخصصة في بيع الكلى: «عندما يتعلّق الأمر بالكلى، نحن لدينا واهبون للأعضاء أكثر من المشترين»، وبحسب أبو حسين، هناك عصابات أخرى تعمل بشكل جيد في هذا المجال. ويتابع: إن «العديد من منتجاتنا تُرسل الى الخليج، إضافة إلى زبائن في أميركا وأوروبا. » (2)
كما لا يمكننا في هذا السياق نسيان الوضع الصحي المتردي والخطير لمجمل أطفال سوريا الذين باتوا عرضة للأمراض السارية والقاتلة أحياناً بعد أن تم القضاء عليها في العقود الماضية، إضافة إلى تدهور الوضع التعليمي لأولئك الأطفال الذين شردتهم الحرب داخل أم خارج البلاد، وباتوا في مهب رياح الجهل والأمية، فوفقاً لدراسة نُشرت منتصف الشهر الماضي تحت عنوان"توقف التعليم" فإن تدهور مستوى تعليم الأطفال السوريين هو الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة.
كما تشير هذه الدراسة إلى أنه منذ عام 2011 اضطر ما يقرب من 3 مليون طفل من سوريا للتوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، وتركهم في حالة رعب، حيث تسببت الحرب الدائرة إلى إلغاء التقدم المحرز على مدى العقود السابقة. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث في مدى التدني الكبير في مستويات التعليم في بلد كانت مستويات الالتحاق بالمدارس الابتدائية فيه قد بلغت(97) في المائة قبل بدء الصراع عام 2011.(3)
هذا غيضٌ من فيضِ ما يُعانيه السوريين طيلة أعوام هذه الحرب المجنونة التي أطاحت بكل مقدرات البلاد والعباد، وتركتنا مجرد أوراق متناثرة تتقاذفها رياح الحرب التي كانت طوال التاريخ مصدرا للأسئلة الأخلاقية الخطيرة. من هنا فإن دعاة السلام يعتقدون أن الحرب بطبيعتها غير أخلاقية، وأنه لا ينبغي أبداً الدخول فيها.


الهوامش:
(1) دراسة منشورة على موقع الأمم المتحدة.
(2) الأخبار اللبنانية- العدد/2152/ تاريخ 14/11/2013
(3) دراسة منشورة على موقع اليونيسيف.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لجّة الموت والدمار.. السوريون يصرخون كفى
- أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة
- ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب
- المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف
- قذائف بعيدة المدى لسوريا وأطفالها
- الطلاق أحد أهم تجليات الأزمة السورية
- المرأة العربية في الدين والمجتمع
- طلاب وتلاميذ سوريا في مهب الريح
- هل بات العنف سمة المجتمع السوري اليوم.؟
- المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات ...
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - الأزمة السورية... ويلات وكوارث لم يشهدها التاريخ.