بيتر إسحق إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:07
المحور:
الادب والفن
عندما كنت طفلاً كنت أخشى الظلمة
لكني لم أعد أخشاها.
تلك الدائرة, تدور وتدور وتدور بلا توقف, الدائرة مفرغة, تتساوى بها جميع الأمكنة على اختلاف المواقع, الأمكنة مفرغة أيضاً
يضيق عالمي رغم اتساع مداه, ومازالت الدائرة تدور.
عندما كنت في الرابعة عشر من عمري كنت أخشى الظلمة
لكني لم أعد أخشاها.
مازال الشتاء ينخر العظام, قيل أنه شتاء لم ينزل منذ مائة وعشرين عاماً, سريري وثلاث طبقات من الأغطية الثقيلة, وخطر لي أن أتلحف بالكامل فلا أترك منفذاً لعبور الهواء البارد منه إلي, وحين فعلت كانت الظلمة التامة, وكانت لحظة إنجلاء الحقيقة, ذلك أني أدركت أن الظلمة أكثر رحابة من الضوء, فيتسع عالمك رغم ضيقه, تتلاشى جميع الحدود, وتتلاشى الدائرة, وتمنيت لو أن أصحو من غفوتي لأجد أن طبقات الغطاء الثلاثة قد تلاشت لكني مازلت غارقاً في عالم الظلام اللامحدود.
عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمري رأيت أن الظلمة أكثر رحابة من الضوء
ولم أعد أخشى الظلمة.
قلت لتكن ظلمة فكانت ظلمة, ورأيت أن الظلمة حسنة.
#بيتر_إسحق_إبراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟