جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 13:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من تحتها
لو قرأت عبارة (من تحتها) دون نص و سياق لكنت تقول (من اسفلها) سواء كان المقصود بـ (ها) امرأة او انهار و لكن لو قرأتها في نص قرآني يراودك الشك في المعنى فمثلا في سورة مريم:
فناداها من (تحتها) الا تحزني قد جعل ربك (تحتك) سريا: لا نعرف من هو الذي يناديها و تحت من او ماذا و من اين؟ فاذا كان جبريل فلا يمكن ان يكون الرجل تحت مريم بل كما يعتقد من (اسفل الوادي) رغم ان النص القرآني غامض لا يذكر الا (من تحتها) وفي الشق الثاني (تحتك سريا) لا نعرف هل (السري) نهر صغير ام جدول كاستعارة من السريانية؟ و لو كان جدول او نهر صغير كما في (جنات تجري من تحتها الانهار) لا نعلم اين الانهار؟ هل هي تحت الجنات ام المقصود ينابيع فقط؟ فاين اللسان العربي المبين اذن؟
ليس هناك شيء مزعج و مشوش و غامض اكثرمن المصادر العربية لانها تأخذ اسلوب مختلف القصص الخرافية مثل: حدثني فلان بن فلان بن علان عن محمد يقول و كانما هذه السلسلات الطويلة من النقل الشفوي لا تتعرض الى التحريف اطلاقا و نحن نعرف ان النقل الشفوي يتعرض حتى في يوم النقل الى تحريف بعد الناقل الثالث ناهيك عن سلسلة طويلة من الرجال تمر بعدة مراحل زمنية تستطيع ان تجرب بنفسك لترى. علاوة على ذلك لا نعرف اية رواية من الرويات الكثيرة المختلفة هي الصحيحة.
لو كان المولود الجديد عيسى هو الذي يناديها من تحتها فلا يمكن ان يكون الرضيع تحت مريم و لكن البعض يعتبر السري عيسى ايضا. فلو كان فعلا عيسى ينادي والدته قبل الولادة او بعد الولادة مباشرة فهذا يعني:
اولا لربما كان معنى (تحت) في زمن محمد يختلف عن معنى اليوم (الاسفل) يجب اعتباره استعارة من النبطية بمعنى (بطن) او (رحم) و لكن ليست لهذه الاستعارة النبطية كما يقول Arthur Jeffry في كتابه (الكلمات الدخلية في القرآن) شيئا يساندها لان معنى (تحت) في اللغات السامية الاخرى كالارامية هو نفس معنى اليوم.
ثانيا لابد ان محمد سمع عن اساطير تقول ان عيسى الرضيع تكلم مع والدته مباشرة بعد الولادة و صدقها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟