فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 10:40
المحور:
مقابلات و حوارات
ذرائعيات في قهر المرأة، حوار مع الأديبة الناشطة مريم نجمه في بؤرة ضوء.. الجزء الأول
قالت:
حضنتُ الأممية في قلبي , لملمتُ الشالات الحمراء , والكثير من اللوحات والأسماء الكبيرة
غوركي في المقدمة , بوشكين أين اختبأتَ ؟
هل نسيتم تولستوي ؟
الأم - في حقيبتي
خبأتُ البولشوي , وبحيرة البجع سافرت في خيالي , تقيم عروض الجمال قبل أن تنهار المسارح , رقصت جولييت وروميو رقصة الموت قبل أن يطعن عطيل نفسه !
ما أروع السياسة في خط مستقيم...!*1
سأصطحبكم وبرفقتي أنفاس السيدة التي تمسكت بالجذور وعانقت التاريخ , وبدايات المدن , وعرّجت على البادية وانحنت أمام زنوبيا , وصلت في أديرة الحيرة , وركعت في كنيسة حنانيا والجامع الأموي عند قبر يوحنا المعمدان !
القريبة من القلب المفكرة "مريم نجمه" معكم فكريا وإنسانيا في حوارنا عن " الذرائعيات في قهر المرأة " ..
* *
يقول "أناتول فرانس" : المرأة هي مكونة المجتمع، فلها عليه تمام السلطة . . لا يعمل فيه شيء إلا بها، ولأجلها . .
ويقول أحدهم : حينما عَلّق على موضوع كتبته عن التمييز والعنف ضد المرأة (....) :
" إن موضوع العنف غريب على مجتمعاتنا ، هو موضوع مشاع في المجتمعات الغربية ، والتكلم عنه طبيعي ، لأنهم قليلو القيّم فلا يهمهم علاقات بناتهم العاطفية، أما بالنسبة لنا العنف الاسري فهو لايشكل معنا أي ظاهرة وكذلك العنف ضد الزوجة ، فلا يجب التركيز عليه فلدينا الكثير من القضايا أهم بكثير من ضرب امرأة لتأديبها أو سبها أو معاقبة الخادمة .."
- وفي عُرفه ( كأنها شيء هلامي لم تحدد ماهيته أو هويته، وأنها وجدت فقط لرفاهيته وضمان راحته وتأمين متطلباته)، فقد فصلها عن وحدة المجتمع وأسقط حقها في كرامتها المهانة وفي أساسيات حياتها .
1. فإلى ماذا توعزين ذلك؟ .ما نظرة المجتمع للعنف الواقع عليها و الذي أسقط حقها كإنسانة منه ؟ وتأثير ذاك العنف على نفسية الطفل ؟
الجواب:
*نعم الطفل هو الضحية في هكذا تفكير ومنطق وعقلية غير ناضجة إجتماعياً وثقافياً –
هذا الإنسان يعيش في الأوهام مع الأسف , أو منافق لا يريد الإعتراف بالحقيقة وينطبق عليه المثل القائل : يرش على العبودية عطر , وعلى الموت سكر " ! ليخدع نفسه أولاً ويخدع الاّخرين . إن الواقع يكذّب كل حرف قاله – حقيقة نتألم عندما نرى المرأة هنا تعيش وطفلها واسرتها أيضاً , في جنات الحقوق والضمان والعلم والتثقيف والإعتناء والمراقبة في كل الفصول , بينما المرأة في بلادنا مُستعبدة ومفموعة وتعامل كالجارية .
لنتساءل , هل هذه الإنسانة التي تركت بيت أهلها لتعيش مع شريك حياتها ألم تكن بنت الناس عزيزة على قلوبكم , فهي التي كانت " مغنّجة " ومدلّلة في بيت ذويها ومحترمة فلا يجوز أن تتدنى كرامتها وينخفض مقامها عندما تزفّ إلى بيت زوجها . فبنت الناس ليست خادمة لكي تنظف الثياب وتعد الطعام وترتب البيت وتحرسه , إبنة الناس هي الفتاة الأميرة التي انفصلت عن أهلها من أجل زوجها وحبيبها وشريكها في الكرامة والعزة لتصير هي وزوجها واحدا كل العمر !؟
عندما نقرّ بتعدد الزوجات ونمنح للرجل حق الطلاق وحده ونفرض عليها عادة جريمة الختان – في بعض البلدان العربية - والحجاب والبيت ونمنع زواجها ممن تحب بصرف النظر عن الدين والمذهب ورفض بناء مؤسسة الزواج المدني كبقية الشعوب المتقدمة وفصل الدين عن الدولة ,, إذا لم ينظر بكل هذه الأمور الحياتية اليوم قبل الغد التي تهدم أسرتنا ومجتمعاتنا وتلغَى القوانين المجحفة بحقها وتطعّم بفوانين جديدة ديمقراطية صارمة وسريعة لننقذ مجتمعاتنا من أمراضها المزمنة نتيجة الأنظمة الإقطاعية والإستبدادية الدينية والوراثية والبرجوازية العفنة , فسنبقى نجتر الماضي وننوح على ماّسينا وتخلفنا .
لنخطو الخطوة الجريئة التي لا بد منها , لنعلي الصرخة وننقد أمراضنا الإجتماعية القانونية والسياسية والإقتصادية ونسلّط الضوء عليها وما هذا الحوار سوى مساهمة للنهوض بالتغيير كنساء وكاتبات وعاملات في الحقل الإجتماعي والثقافي وهو نقطة في بحر العمل الجاد . ليكون لنا بصمة في خلق وتهيئة المناخ الصحي لحياة سليمة هادئة للطفل والأم , والمرأة معاً , وبناء أسرة دعائمها الحب والتفاهم والإحترام والمساواة العادلة دون عقد ودونية وتعنيف .
*
*
2. متى يتم القضاء على النعرات وإلغاء جميع الممارسات، العرفية وغير العرفية، القائمة على فكرة نقص المرأة.؟
الجواب:
• أولاً , يجب أن يلغى الزواج العرفي بوضع قانون عصري للزواج المدني , وقضاء مستقل , وبناء نظام ديمقراطي .
• عندما يتحرر المجتمع من التقاليد والأفكار الرجعية التي تعامل المرأة بدونية وتمييز يتم القضاء على النعرات وانتهاك حقوق المرأة والمتاجرة بجسدها واحتقار عقلها وإرادتها .
الزواج العرفي يُلغى ببإصدار قانون عصري للزواج المدني كبقية شعوب العالم الحرة – ك تونس مثلاً فيها كان الزواج مدني – بناء مؤسسة الزواج المدني وحرية الإختيار وبناء الأسرة على أساس الحب والتفاهم والإحترام المتبادل بعيداً عن التسلط والفوقية والتجارة .
إصدار تشريعات قانونية لهذه الحماية ومساعدة المنظمات الحكومية والأهلية ودور الأحزاب والمدارس في التوعية ومراقبة تنفيذها, وبناء الأسرة المتحابة مع وجوب الحرية والديمقراطية وتنمية الوعي والثقافة القانونية.
*
*
3. متى ستستطيع المرأة أن تلجأ إلى القانون ليحميها من العنف الواقع عليها دون خوف أو وجل ؟
الجواب:
قول المثل : " البيت للمرأة . المرأة , سلطانة البيت " .
-
مهم جداً الوضع النفسي والعاطفي للمرأة .
تستطيع المرأة أن تعيش مطمئنة و دون خوف أو وجل من المستقبل , بوجود القانون العصري والقضاء المستقل والنظام الديمقراطي . حينها تلجأ إلى القانون في الدولة الديمقراطية ليحميها عبر موسسة الزواج المدني , والمؤسسات التابعة لها التي تساوي بين المرأة والرجل , وتسلحها بالثقة , وتؤمن لها العمل والمورد الإقتصادي , لتجعلها تشعر بقيمتها كإنسانة لها كرامتها وكيانها المستقل .
ليس غيره الحاضن لحقوقها واحترام كيانها وقيمتها الإنسانية , فلا يمكن أن تكون المرأة أقل كرامة من الرجل . ولا يمكن الفصل بين الحقوق والواجبات .
الموضوع طويل صديقتي الباحثة والناقدة فاطمة ولا يمكن إختصاره بهذه العجالة
إنما بإختصار أشرت إلى الأسباب وجذور الواقع الذي تعيشه الأسرة العربية وعلى رأسها المرأة ووضع الحلول .
__________________
*1من موضوع :" قطرة دمع , رشة عطر , كمشة زهر - 6"- الأديبة مريم نجمة
انتظرونا والمفكرة الناشطة مريم نجمه في الجزء الثاني عند ناصية السؤال " كيف السبيل الى منع الأسر المعنفة من التستر أو التغاضي عما يحدث فيها من تجاوزات حد اللا إخلاقية؟
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟