أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!














المزيد.....

طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


. فرح الاهالى لنهايه حكم المماليك.صادف ذلك فى خميس البيض.و هو احتفال كنعانى قديم فى القريه تقوم فيه الامهات و الجدات بسلق البيض مع ورق البصل لاجل تلوين البيض و تقديمه لللاطفال الفرحين بهذه المناسبه . فى ذلك الصباح تجمع اطفال حارات القريه فى الساحه قرب السنديانه العتيقه .و اخذ ابو درويش الوفى يساعدهم فى عمل الطائرات الورقيه التى سرعان ما اطلقها الاطفال فى الاعالى و غطت سماء القريه و سط فرحهم و صياحهم. وقف ابو درويش الوفى يراقب الاطفال بفرح شديد. لكن الذى اقترب منه لاحظ ان فرحه مختلط بدموع صامته تركها تنهال بحريه على وجهه
.كان ابو درويش الوفى احد رجال القريه المحبوبين و لم يكن من الصدفه ان يطلق عليه اسم ابو درويش الوفى نظرا لوفاءه المشهود له .

كان قد فقد ولده الوحيد الذى قتله عسكر المماليك على عندما كان يصطاد السمك شاطىء بحيره طبريا . .منذ ذلك الوقت توقف ابو درويش الوفى عن الكلام . هناك من قال فى القريه ان زمن ابو درويش الوفى قد توقف بعد فقدان ابنه . ظل ابو درويش الوفى ملازما بيته طيله الوقت و لا يحدث احد . و لكنه ظل يساعد من يحتاجه لانه كان يملك يدين من ذهب,كما تصفه ام جميل القراره التى لم يكن يخفى عليها سر من اسرار فى القريه.

و فى ذلك الوقت اجتمع شبان القريه حول السنديانه العتيقه , و هى سنديانة لا احد يعرف عمرها لكن معمرى القريه يقولون انها كانت موجوده منذزمن الاجداد الاوائل .و هناك من قال ان الملك الاشورى تجلات بلاسر الأول ارتاح فى ظلها اثناء تقدم قواته فى فلسطين فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد .بل هناك من قال انها وجدت منذ عهد ادم. لكن المؤكد ان لا احد يعرف عمرها على وجه الدقة.

اخذ الشبان يخبرون بعضهم البعض
قصصا طريفه حول غباء عسكر المماليك و يقلدون طريقتهم فى التحدث بالعربيه المكسره. من هذه القصص ما رواه شاب عن ان قوه من جيش المماليك جاءت لتحصل الضرائب من احد سكان القريه.
قال لهم الجيران ان صاحب البيت قد توفى.سال ضابط القوه الى اين ذهب الرجل .اشار له الجيران نحو السماء .قال الضابط كيف نصله هناك.قال الجيران اذهبوا الى ذلك الجبل البعيد و من هناك تجدون سلالم توصلكم اليه!. اعجبت شباب القريه هذه القصه و راحوا يتضاحكون بصوت عال.


كانت السنديانه العتيقه حيث يلتقى شبان القريه تقع على طريق عين القريه . و عندما كانت بنات القريه تمر من هناك فى طريقهن نحو نحو العين, كن يبطان قليلا من المشى لعلهن يسمعن بعضا من احاديث الشباب .

فى تلك الازمنه كان من الصعب لشبان القريه لقاء الفتيات الا فى مناسبات الاعراس. لانها كانت فرصه الشباب الوحيده لرؤيه الفتيات, الذين كن عاده ياتين للعرس و هن يرتدين احسن ملابسهن . و كانت الدبكه هى الفرصه الوحيده للشاب ان يضع يده فى يد البنت اثناء الدبكه. و عندما كان الشاب يختار الفتاه التى يقف بجانبها فى الدبكه كان ذلك كنايه عن حبه لها ,و ان تكرر الامر و ووقفا بجانب بعضهما اكثر من مره كان ذلك يعنى رغبته فى الزواج منها .و كان من عاده مغرد القريه ابو تين ان يلاحظ الامر فكان عندما تبدا الدبكه يقترب من الشاب و الفتاه و يستمر فى التغريد بشبابته و هو يدور حولهما بسرعه و كانه يعلن حبهما .

فى زمن لاحق عندما عاد احد شباب القريه ممن كانوا مع المماليك فى مصر, اخبر شباب القريه على طريقه تحريك العين باتجاه الصبيه الذى يحبها . صار شباب القريه يتضاحكون و هم يجربون كيف يغمز الشاب للفتاه . سمع بالامر برهوم الاهبل و و راح يغمز بعينه الاثنتين لكل امراه يراها فى القريه. و ذات مره غمز ام جميل القراره و قد غدت عجوزا و هى عائده من العين و صارت تلك الحادثه حديث الجميع فى السهرات .
فى هذه الاثناء وصلت اخبار الى القريه نقلتها قوافل القريه التجاريه ان الجيش العثمانى ضرب المماليك المتمركزين فى خان يونس و تقدمت قواته الى القاهره, و دارت هناك معركه الريدانيه حاول فيها سلطان المماليك الجديد طومان باى الاستماته فى الدفاع . لكنه فشل و فر هاربا بعد مقتل الالاف من جيشه و بذلك انتهى حكم المماليك تماما .

لكن الاحاديث لم تنقطع عن عوده ابو يوسف.كان قد مضى حوالى مائة عام على اختفاؤه. و ظل بيته الواقع على طرف كرم ابو مهنا قائما كما كان قبل رحيله.و كان الناس يتحدثون عنه و كانه لم يغب عن القريه سوى بضعه ايام . فى هذا الوقت شاع تفاؤل عام بوصوله القريب . فى البدايه راجت اشاعات ان ابو يوسف موجود فى بلاد الهند و السند للقاء اصدقاء هناك للتحدث معهم حول حكمه الدهور . لكن ساد القريه فرح كبير عندما اخبر التاجر العبد ابو سراج الذى كانت قوافله تتنقل فى امكنه عديده, انه سمع ان ابو يوسف كان فى مصر, و قد وصل مدينه غزه فى طريقه الى القريه. و انه لن يمضى سوى بضعه ايام على وصوله و على القريه ان تبدا الاستعدادات لاستقباله.(يتبع)
اوسلو فى 18.1.2014.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجدد الامل بعوده ابو يوسف الفران!
- لا بد من عصف فكرى و مراجعات جذريه لحاضرنا و مستقبلنا !
- من اخبار ازمنه الفتنه قبيل عوده ابو يوسف الفران!
- نحو حكم فيدرالى و برلمانى فى بلاد الشام
- بعض من الاخبار الغير مؤكده عن عوده ابو يوسف الفران !
- بعض من اخبار البلاد اثناء غياب ابو يوسف الفران!
- الى القوى الديموقراطيه و العلمانيه فى الاقليم العربى اتحدوا ...
- ملاحظات حول مفهوم الوطن !
- انها الحرب العربيه السوريه الثانيه!
- بعض من اخبار الزمن الذى سبق اختفاء ابو يوسف الفران
- الشرق و الغرب و صناعه خطاب التضاد! من اجل تعايش سلمى بين الش ...
- دعوه لعقلنه الاحتفالات التاريخيه!
- دعوه الى رجال الفكر و التربيه و السياسه العرب الى تبنى خيار ...
- الجذور التاريخيه المكونه لثقافه بلاد الشام الرافضه للفكر الش ...
- الاقليم العربى فى 2013
- المشرق العربى لم ينتج عبر تاريخه اسلاما سياسيا !
- ينبغى اعلان المشرق العربى منطقه كوارث حضاريه !
- نهايه سعيده
- ما روى عن التدبير الذى قام به ابو يوسف الفران فى ذلك اليوم ا ...
- حول الصراع الازلى بين المثقف و السياسه!


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - طائرات ورقيه فوق سماء القريه قبيل عوده ابو يوسف الفران!