أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو عبد الرحمن - الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات















المزيد.....

الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 15:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الذين رفضوا المشاركة في الاستفتاء علي الدستور بحجة أن الفلول مشاركين ومؤيدين ومهللين بـ"نعم"، هم تماما كمن يرفضون مبدأ "الوحدة الوطنية"، علي أساس أن كلاَ من شيخ الأزهر أو البابا، قام بتعيينهما رئيس مخلوع أو معزول، ومن ثمَّ فإن اتفاقهما - أي البابا وشيخ الأزهر - علي حماية روابط الأخوة التاريخية في الوطن بين مسلميه وأقباطه، هو اتفاق مُغرض ومشبوه ومن ثمَّ فهو مرفوض (!!).

الذين أعلنوا رفضهم للدستور من الأساس، بناءً علي اعتراضهم علي مادة "المحاكمات العسكرية"، لا فرق بينهم في ذلك وبين أنصار الجماعة الإرهابية، الذين لم يروا في كامل المسودة الدستورية سوي أن المادة رقم (219) المفسرة لتطبيق الشريعة علي هواهم، قد تم حذفها وهو ما يعني - من وجهة نظر الطائفيين بامتياز - محو الهوية الإسلامية لمصر (!!).

هؤلاء جميعا، الذين رفضوا الدستور والمشاركة في الاستفتاء عليه، كيف تجاهلوا أن هذا الدستور قد اتفق علي صلاحيته وبنسبة قد تصل إلي 90 %، الغالبية العظمي من الفقهاء الدستوريين والقانونيين، ووممثلي العمال والفلاحين، ومنظمات حقوق الإنسان الرئيسية، ومن قبل كل هؤلاء كلٌ من شيخ الأزهر والبابا، ما يعني قبوله من جانب رافدي المجتمع، مسلمين ومسيحيين، ثم كانت كلمة الفصل في الأمر برمته، بنزول الملايين من المصريين كافة، لكي يعلنوا موافقتهم علي دستور، باتت مصر في أمس الحاجة إليه، كي تعبر سريعا هذه المرحلة الخطيرة، التي يترقب العالم كله، الأعداء قبل الأصدقاء، ما إن كانت مصر ستنجح أم لا في الوصول إلي بر الأمان.

إن الذين شاهدوا آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم - الكبار - جنبا إلي جنب والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يزحفون في الشوارع ويهبون لنجدة مصر، وإنقاذها من مخاطر السقوط في مستنقع سيولة الدولة، ما يعرضها للتحول إلي دولة مارقة وبلا شرعية في نظر العالم، مفضلين الاسترخاء أمام "لاباتهم" وصفحات فيسبوك وتويتر، يسبون ويلعنون، ويسخرون ويتعالون ويتكبرون، واصفين الذين نزلوا للتصويت علي استفتاء الدستور، تارة بإنهم الفلول، وتارة بأنهم العبيد، إلخ........

لقد أغفلتم أمرا هاما هو أنكم بقراركم هذا أصبحتم أنتم الفلول لكل نظام فاسد حكم مصر، تمترستم في عهده في خنادق المعارضة، وهكذا تريدون أن تظلوا إلي الأبد، "معارضين" لكل شيئ، ساخطين علي كل نظام، مع أن الذي يزعم أن هناك في مصر الآن نظام - أي نظام - هو غير مدرك إطلاقا، لحقيقة بسيطة، ألا وهي أنه حتي الآن لا توجد في مصر دولة من الأصل، فكيف يكون فيها نظام؟؟؟

إنكم تضيعون علي أنفسكم الفرصة لتفعيل أحلامكم الكبيرة لمصر، بدلا من الانزواء في الغرف المظلمة، تدخنون الماريجوانا، وتخططون للمظاهرة القادمة.

والأخطر أنكم تخرجون بأرجلكم من التاريخ، مصحوبين بدعوات مصر الأم، عليكم، وليس لكم، لأنكم تخليتم عنها في أحرج اللحظات.

والأسوأ أنكم لا زلتم مُصرين علي إنكار فشلنا كثوار، والآن تفشلون كسياسيين، وستضيعون علي أنفسكم فرصة تعويض ما فاتكم بالامتناع عن الانخراط في حلف مصري جبهوي شامل وغير مسبوق في تاريخها، ربما منذ عهد المصريين القدماء.......

إنه حلف أسس له رجل اسمه "عبد الفتاح السيسي" لا يمكن إنكار نجاحه في المصالحة بين الجيش والشعب، ثم مصالحة أدق وأهم، بين الجيش والشرطة، قاتلاً بذلك بذرة الشقاق بين جناحي الأمن في مصر، التي غرسها حكام مصر السابقين كلهم بلا استثناء، بعلم أو بغير علم، بجهل أو بعمد، لكي يسهل لهم حكم مصر علي أساس مبدأ "فرق تسد".

إن من لا يدرك قيمة هذا التحالف بين جيش وشعب وشرطة، لا زال ولا شك في سنة أولي سياسة، تماما كما هو لازال يحبو في فناء حضانة الثورة، ناسيا أو متناسيا القيمة الثورية الكبري: (الثائر الحق هو الذي يُوحد لا الذي يفرق).

هذه الوحدة الشعبية العسكرية الأمنية السياسية، هي الأساس الوحيد الذي يمكن عليه بناء مصر القوية القاهرة، وهي حقيقة أخري بسيطة، أدركها "الوعي الجمعي" للشعب المصريين، وهو الوعي الذي فاق وتفوق علي أي وعي سياسي أو ثوري فردي لأيِ ممن قادوا ثورة يناير، والآن يتراجعون عن تصحيحها باستكمال ثورة يونيو.

نسوا أن الشعب الذي لولاه ما قامت لثورة يناير قائمة، هو نفسه الذي نزل في يونيو، بعد أن هجرهم وهجر الميدان، عندما وجد أن القيادات في حقيقتها - إلا قليلا - مجرد أقزام، وبلا قائد واحد قادر علي أن يلتف حوله الملايين.

لقد تصلبوا علي الحياة في مرحلة "يسقط حكم العسكر"، حتي بعد أن أيقنوا بأنفسهم أن الذين وضعوا هذه الكلمة علي ألسنتهم هم أعداء مصر وجيشها وشعبها وكل شيئ فيها، والمستفيدون الوحيدون - هم وأعوانهم في الكيان الصهيوأميركي - من إسقاط جيش مصر كله وليس فقط قياداته.

تغافلوا عن أهم ما في الدستور، وهو أنه لا يصنع فراعنة، بل سياسيين أو حتي عسكريين في مناصب الرؤساء، رأسهم برأس أي حكومة وأي برلمان.

ثم تراهم يهزلون في موضع الجد ويصممون علي العيش في الماضي، وكأنهم قد أصيبوا بـ"فوبيا" العسكر ....... أو بحالة نفسية يمكن إطلاق عليها اسم "الكاكي - سايكوبات" .. فتراهم كمن يستيقظون فجأة في أنصاف الليالي مهلوسين: يسقط يسقط حكم العسكر....(!!).

يا من ضمنا ميدان واحد، ثرنا فيه (ببراءة) علي الظلم والفساد والطفيان، لننضم مجددا وجميعا إلي حلف تقوده مصر، ومن هذا الحلف نستمد قوتنا في مواجهة أعدائنا وأعدائها، من فلول مبارك وإرهاب الإخوان والفاسدين من كل ملةِ ودين، وأزعم أني أعدكم بأننا - إذا توحدنا بحق ونوايانا خالصة لله، فسننتصر عليهم جميعا - بإذن الله.

لنبقي ثائرين متحالفين يداً بيد علي قلب رجل واحد، مع شعبنا وجيشنا، وحتي شرطتنا التي لا يعني محاسبتها - الآن - سوي نتيجة واحدة، هي شق الصف وضرب المصالحة التاريخية بينها وبين الشعب في مقتل.

إن ضابط الشرطة الذي صوب سلاحه لصدور الثوار، فسقط منهم من سقط شهيداً، لم ينزل من بيته ليقتلهم في الشوارع هكذا، دون أوامر من قيادات، هم بدورهم كانوا "عبد المأمور"، لا يستطيعون عصيان أوامره.

ولندرك أن الطريق الوحيد لإصلاح الشرطة - علي المدي العاجل وحيث لا وقت لإعادة التأهيل وفقا لمعايير حقوق الإنسان - هو باحتوائها وإعادة برمجتها علي أن الشعب هو حبيبها وليس "العادلي".

يا شركاء الثورة والنضال، لم يبق أمامنا سوي أن نكون جنودا في جيش الوطن، وإنه بحق جيش مصر وجيشنا، وليس جيش الفلاني أو العلاني ... فلا تضيعوا هذا الشرف العظيم.. كونوا جنودا - الآن - استعدادا للمشاركة في معركة مشتعلة بالفعل وأخري قادمة لا محالة، أكثر شراسة ضدنا جميعا كمصريين... فهل نستحق حقا أن نكون مصريين؟

أم ترفضوا القتال جنودا في جيش مصر، بدعوي أن قائده تم تعيينه في عهد معزول أو مخلوع، مفضلين أن تتحولوا دون أن تدرون، إلي "أسلحة فاسدة" في أيدي أعداء الوطن؟؟؟

أترك الإجابة لضمائركم.



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الإخوان في حق المسلمين لا تسقط بالتقادم
- صعود الحكومة العالمية الماسونية علي أنقاض الاقتصاد الأميركي
- إنه البيرامي وليس الهرم الأكبر كما يزعم الماسون اليهود!
- مصر تخوض معركة إسقاط النظام العالمي الجديد
- هرمجدون وإخوان الماسون
- حدث ذات يوم في الأزهر -الشريف-
- الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات
- الْمَمْلَكَةْ وأَمِيرْكَا: إِلَي مَتَي تَبْقَي الْشَاةُ فِي ...
- من الشعب المصري إلي الجميع: انتهي الدرس يا أغبياء
- الفزاعة والدراويش، والثور والماتادور
- هل تصمد الإسكندرية أمام ضربة التسونامي بسلاح ال-H A A R P- ا ...
- عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه ال ...
- ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
- بين أبجدية الأخلاق وأخلاقية المجتمع


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمرو عبد الرحمن - الأسلحة الفاسدة .. والكاكي سايكوبات