صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1234 - 2005 / 6 / 20 - 06:09
المحور:
الادب والفن
17
حضارةُ الإنسان تجنحُ
رويداً .. رويداً نحوَ الظَّلامِ
آهٍ .. ظلمةٌ ظالمة
تغمرُ جبينَ الصَّباحِ
حروبٌ منشطرة
من قبّةِ الأبراجِ
تهرسُ أغصانَ الحياة
في مقتبلِ العمرِ
في ميعةِ الصِّبا
في ريعانِ الشَّبابِ
حروبٌ على مشارفِ الكهولةِ
متاخمة للشيخوخةِ
لحافّاتِ القبورِ
حروبٌ مدمِّرة لأبجدياتِ العمرِ
تنبتُ معَ الإنسانِ
وتمتدُّ حتّى ما بعدَ الموتِ
تفرشُ شراراتَها المسمومة
فوقَ قبورِ الموتى
تتسرّبُ إلى عظامِهم
تفتِّتُ مفاصلهم
تثيرُ الرُّعبَ في عتمةِ القبورِ
تخيفُ دبيبَ اللَّيلِ الزَّاحفِ
على غيرِ هدى
حروبٌ من لونِ المراراتِ
مركِّزةٌ بوارجها المختلّة عقليّاً
على عقلاءِ هذا العالم
هلْ انقرضَ الحكماءُ من هذا العالم؟
ايُّها العقلاء الحكماء
لماذا تختبئون في شقوقِ اللَّيل؟
اخرجوا من شقوقِكم
ها قد آنَ الأوان!
نفوذٌ عقيمٌ يتفشَّى
في وادي الغرائزِ
تاريخٌ كالحٌ بالدمِ
خروجٌ تامّ عن شهقاتِ الخيِر
عن نسغِ الحياةِ
الإنسانُ تاريخٌ مؤكسدٌ بالاسفلتِ
تاريخٌ مبرقعٌ بالسَّوادِ
سوادٌ لا يضاهيه سواد
تآمرٌ على جمالِ النَّباتِ
على روعةِ البحارِ
على هدوءِ اللَّيلِ
على شفافيّةِ الرُّوح!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟