أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد ليلو كريم - يجب أن يحارب














المزيد.....

يجب أن يحارب


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 10:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجب أن نحارب.... قاعدة العيش في العراق تتمحور حول إمكانية حملك للسلاح , وحتى الجندي غير المسلح يؤمر احياناً بحمل السلاح, فيشتكي المعاق غير المسلح لإجباره على حمل السلاح, ويأتيه التبرير: ( أنت ستحمل السلاح في الواجبات الخاصة بالحراسة فقط, ولا دخل لك بأي معركة), ولكن , سرعان ما يجد نفسه داخلاً في قواعد الاشتباك, وأتونها, ويتعرض إلى إعاقة إضافية, ويُزود بتقرير طبي يُصنفه كغير صالح لحمل السلاح, وبعد فترة , يتعرض للابتزاز من قبل مسؤول يجبره على حمل السلاح, لأغراض الحراسة فقط , مجرد واجب بسيط ستتخلص منه قريباً, ( فلمَ الامتعاض), وعند ساعة ليلية حالكة يهجم مجموعة من الباحثين عن أي نقطة وثغرة مُعاقة, ويا سبحان الله , فإنهم يجدوها محروسة بصاحبنا غير المسلح , فينقضون عليه , ويُطرزون جسده بالرصاص, وتشاء الأقدار أن لا يموت , وبعد مكوث في المستشفى لوقت معين , يصدر التقرير الطبي مصنفاً إياه كجندي لا يصلح لحمل السلاح, فيصير غير مسلح , للمرة العاشرة , ويعود لوحدته العسكرية بعد انقضاء الإجازة , فيجد أن كثيرا من المقاتلين قد تبرعوا بشيء من مال الله ليسدوا رمق الضباط المساكين, فيؤمر بحمل السلاح والمرابطة في نقطة حراسة, مجرد ساعات من الحراسة, يسد غياب إخوته من المتمتعين بإجازة الدفع المسبق, والى حين عودتهم يضل مرابطاً في حراسته, ولا شأن له بالقتال والاشتباكات والهجمات, ولكن العدو لا يعترف بتعهدات السيد الضابط المرتشي, فتحدث الهجمة المباغتة, ويتعرض صاحبنا لوابل من الرصاصات, ولا يموت, ويُنقل إلى المستشفى, ويمكث فيها لحين إنقاذ حياته, ويخرج ليكمل علاجه ونقاهته في البيت, وبعد شهور من الألم والعذابات والشفاء البطيء المرير يعود إلى وحدته, ولا يختلف الأمر, فالجنود ما زالوا يشترون الإجازة مقابل الفلوس, وهو المرشح الوحيد لسد ثغرة غيابهم, فيحمل السلاح ويرابط في نقطة للحراسة, ويداهمه عدو جديد, وقد لا يموت, مجرد إصابات مؤلمة, وعطب في جسده, ومستشفى, وبيت, وفترة شفاء وعناء, وعودة, وحراسة, وهجمة مباغتة, و ....... ولكم أن تُعيدوا القصة ألف مرة, فالذي نتحدث حوله لم يعد مواطناً حتى, إنه جندي, لا غير, لا أكثر ولا أقل, جندي و "بس", جندي مستعد لتقبل أن يُفرغ فيه كل الأعداء, والفرقاء, والشركاء, جام غضبهم, ونار صراعهم, وتقلب أمزجتهم, ليشعروا بعدها بالراحة والهدوء وبرودة الأعصاب, وهو سيشعر بشيء من الألم, ويقضي بعض الوقت على فراش المستشفى والبيت, فهو جندي, صبور, تحمل الكثير, ومستعد للمزيد, فالوطن يستحق, وأصنام الوطن تستحق, وعاهرات الوطن تستحق, والسراق والنهابون والسفلة والمتواطئون والمتخاذلون والمرتشون والخائنون, كلهم يستحقون, ويضل هو البطل المقاتل الباسل الغيور مشروعا للتضحية ما دام في رئتيه هواء الدنيا, سيضحي حتى للغرباء, الدخلاء, المحتلين والإرهابيين، وسيأتي يوم يؤمر بالذهاب إلى قندهار ليقاتل, والى جنوب السودان, وسيواجه الجيش الايرلندي, ومنظمة أيتا الانفصالية, وجيش كوريا الشمالية, والمهربين المتسللين الى أراضي الولايات المتحدة من حدود المكسيك, ولا بأس أن اعترض نيزكاً متجها صوب كرتنا الأرضية الحبيبة.
سيعود بعد كل الحروب والمواجهات ليجد نفسه بلا معيل, و بلا أجر يقضي به آخر العمر, إن صاحبنا الجندي سيُرمى إلى المجهول, ويُنسى , وادعو الله أن يمكنه من القدرة على التسول, وهو السميع الرحيم, فإن تمكن من التسول, سيُرابط في نقطة حراسة جديدة واجبه فيها أن يصرخ باستمرار : لله يا محسنين , لله يا محسنين , ساعدوني يرحمكم الله ......
جندي الأمس , متسول المستقبل , ضحية الوطن والأناشيد الوطنية وحروب الوطنيين , فيا عراق, اسمعني وأنا أردد:
أبا الأحرار لا عجباً فإنا نؤدي فدية الوطن العجيب



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم الفاصل (الجزء الاول)
- ديمقراطية بلا تعقل
- الديمقراطية الأميركية.. والديمقراطية العراقية الاميركية مقار ...
- ثلاثة أصناف
- تديننا.. أضاعنا عشرة اعوام يا ليلى
- كابوس المعادلات العراقية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد ليلو كريم - يجب أن يحارب