انقذوا النخلة البصرية يا اهل البصرة

مراد حميد العبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 03:32
المحور: المجتمع المدني
    

لقد كان العراق البلد الأول في زراعة نخيل التمر في العالم بعدما فاقت أعداد نخيله المليون نخلة في حقبة السبعينيات، فضلاً عن كون العراق المـُصدِّر الأول لشتى أنواع التمور وأجودها في ذلك الوقت، فقد امتازت مناطق جنوب العراق بكثرة زراعتها وذلك كونها تتميز بمناخها الحار الملائم لزراعة النخيل على ضفتي نهري دجلة والفرات التي امتازت بكثافة بساتينها الممتدة على طولهما، في حين كان للبصرة خصوصية لبساتين النخيل فيها عبر التاريخ إذ سميت آنذاك بأرض السواد وذلك لكثرة بساتين النخيل وكثافتها حتى وصل الأمر الى وجوب زراعة نخلة في كل بيت بصري ليصبح التقليد السائد فيها، ناهيك عن جودة أصنافها ونوعياته التي تميزت بعدم وجود مثيل لها في باقي دول المنطقة، وأهم هذه الأنواع هي: "تمر البرحي، والحلاوي والساير والخضراوي والزهدي..." وغيرها أنواع كثيرة.
بعد الحروب التي خاضها النظام البعثي السابق والتي أحرقت بساتين النخيل في البصرة بشكل كامل والتي تحولت إلى جبهات قتال خصوصاً في مناطق الفاو والسيبة وشط العرب "التنومة" ونهر جاسم وأجزاء من أبي الخصيب، هذا فضلاً عن البساتين المنتشرة على طول ضفاف شط العرب منذ دخوله البصرة في شمالها والى أقصى الجنوب عند مصبه في الخليج، إذ تحولت هذه بساتين جميعها إلى أراض جرداء بعد أن تم تجريفها المتعمد بتأثير الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات، من ثم الحصار الاقتصادي الذي أنهك الفلاح العراقي لينتج عنه عدم وضع خطط بديلة من شأنها أن تعالج هذا الدمار، ثم جاءت الحرب الأخيرة وسقط الحكم الشمولي الديكتاتوري ليحل محله النظام الفوضوي والحرب اللامباشرة التي امتدت يدها إلى هذه البساتين لتعلن في نهاية الأمر وفاة هذه البساتين بالكامل عبر تجريف المتبقي منها وتقطيعه وتحويله إلى مناطق سكنية أخذت يد العمران تمتد إليها ليبدأ العراق بعصر إستيراد التمر بدلاً من تصديره! هذا فضلاً عن صمت الحكومات المحلية المتعاقبة والمتعمد وعدم وضع عقوبات رادعة حقيقية، ليجد الفلاح نفسه أمام امتحان صعب يواجه به عدم توفير الحماية اللازمة من الآفات الزراعية التي تصيب النخيل، إضافة إلى ذلك عدم توفير الدعم اللازم للفلاح وللنخلة ليجد الفلاح نفسه مستسلماً أمام كل هذه العوامل ليكون عامل مساعد في قتل النخلة العراقية والبصرية خصوصاً وقد ساهم في تقطيع البساتين إلى أوصال وأشتات بعد أن تحولت ارض السواد إلى ارض جرداء صحراء.
أناشد السيد محافظ البصرة الدكتور النصيراوي بالتعاون الجاد والحقيقي مع مركز أبحاث النخيل التابع لجامعة البصرة ليأخذ على عاتقه إيجاد حلول سريعة وناجعة من أجل البدء بحملة وطنية لأعادة إحياء زراعة النخيل من جديد عبر تسخير كل الإمكانات في مديرية الزراعة ونقابة الزراعيين وكل من له صلة بهذا الأمر والبدء الفوري بوضع خطة سريعة عبر توفير فسائل النخيل ذات الأنواع الجيدة والمباشرة الفورية بزراعتها مع وجود رقابة صارمة على الفلاح ومنحه في الوقت نفسه حوافز تشجيعية من عائدات البترودولار فلتكن مكافاة مالية قدرها 50الف دينار مقابل غرس فسيلة لنخيل التمر ولنبدأ من ميزانية العام المقبل، وأقول لك أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فلو نجحنا في زراعة الألف فسيلة في الشهر فقد ساهمنا في إعادة احياء النخلة العراقية من جديد، فحين بحثت عن تجارب الدول الأخرى وجدت أن دولة ماليزيا كانت لها تجربة ناجحة والتي أصبحت اليوم من الدول الأولى المنتجة والمصدرة في زراعة النخيل المنتج لزيت الطعام، لذلك اتمنى أن تولي الاهتمام اللازم بهذا الأمر والذي يحتاج إلى التخطيط الصحيح لإنجاح الحملة وإعادة إحياء النخلة العراقية والبصرية خصوصا ًمن جديد.

#مراد_حميد_العبد_الله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات