سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلادنا تعيش على وقع مخاضات كبيره تشبه تلك التى كانت قبيل الحرب العالميه الاولى. فى تلك المرحله تم فيها تمرير مشاريع سياسيه فرضت على بلادنا و منعتنا من تقرير حق المصير و تم فيها تمرير المشروع الصهيونى الذيم ما زلنا ندفع ثمن فرضه بالقوه حتى الان.
المطلوب الان من الوطنين الحقيقين و النخب السياسيه و الثقافيه المتنوره فى بلادنا ان يكون لهم دور حاسم فى هذه الظروف الصعبه.انها الفرصه التاريخيه لكى نقوم بقطيعه مع الماضى العثمانى و المملوكى و السلطانى لاجل بناء دول مواطنه حقيقيه.
.و حتى و ان كنا لم نزل نؤكد ان المعركه الام هى مع المشروع الصهيونى. الا انه لم يعد من الممكن تجاهل حقيقه ان المعركه مع القوى الظلاميه و الهمجيه باتت جزءا من المعركه ضد الكيان الصهيونى.
.و مساله استفاده الصهاينه ان لم نقل دعمهم لهذه القوى باتت معروفه للجميع .و ما كان من الممكن لنتياهو ان يطرح على سبيل المثال فكره تجنيد المسيحيين الفلسطينين فى الجيش الصهيونى لولا مناخات الفتنه التى نعيشها الان.
هذا الامر يقتضى مراجعة حقيقيه و جذريه لمنظومه الفكر و الثقافه السياسيه التى تربينا عليها.لا بد من اعاده تعريف من نحن و ماذا نريد و الى اين نمضى .لا بد من اعاده تعريف لبلادنا و لحقوقنا لكى لا يستمر التخبط.الاسلام السياسى و ما يرافقه من همجيبه مولود هجين على بلادنا و ثقافتنا . و العنف و التطرف و ثقافه الاقصاء ثقافة لا بد من الوقوف فى وجهها لانها تدمر بلادنا و يدفع ثمنها اولادنا و احفادنا .و الحقيقه التى لا يمكن التنكر لها انه ما كان من الممكن لللاسلام السياسى ان ينفذ لبلادنا و مجتمعاتنا, لو نجحت نخبنا السياسيه الحاكمه فى اقامه انظمه سياسيه فيها الحد المعقول من الحريه و الكرامه الانسانيه .
فالقوى القوميه التى وصلت الى الحكم لم تنجح فى احداث قطيعه سياسيه مع الثقافه القبليه التى تمثل البيئه و الحاضنه الطبيعتين لفكر الاسلام السياسى , الذى تمكن بسرعه شديده من بناء وجود له .و لذا لا بد لللاحزاب و القوى القوميه ذات التوجه العلمانى من مراجعات فكريه عميقه سواء على مستوى الفكر النظرى او على مستوى تجربتها السياسيه .
هذا طبعا بدون ان لا ننسى دور المؤامرات الخارجيه التى تتقاطع فيها المصالح السياسيه لدول مثل قطر مع امريكا و اسرائيل التى تسعى كل لغايته لتخريب بلادنا .ان بلادنا تعيش مرحله تاريخيه حاسمه لا بد للقوى العلمانيه و الديموقراطيه ان تتوحد فى مشروع سياسى تنويرى مضاد .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟