طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 20:52
المحور:
الادب والفن
كنا قد اعتدنا على رصاص السيمينوف والبرنو والكلاشنكوف! وأحيانا تنفلق بيننا قنابر الهاون .. أضاف المساعد؛ أما تلك التي حصدتنا فقد كانت قنابل مدفع 175 الامريكي والذي لا تمتلكه سوى ايران!!
كان الرصد دقيقا جدا.. تحطمت مدرعاتنا واشتعلت فيها النيران.. أغلق الكلي بآليات لوائنا المحطمة وتطايرت الجثث كأنها بالونات مدينة الألعاب،، ماتبقى من جنودنا قامت باصطيادهم بنادق القناصين الذين عطست بهم الشكوفتات العالية في نواخين و كورك!!
كانت أقسى هزيمة يتعرض لها جيشنا في تأريخ معاركه العبثية في الشمال..
لم يعد من ذلك اللواء سوى أعداد قليلة ممن حالفه الحظ وكتب له أن يبقى حيا وقد كنت واحدا منهم.. فاحت رائحة العرق وملأت جو العربة حين أخذ المساعد جرعة طويلة من القنينة انتابته بعدها حالة سعال مبحوح طويلة كادت أن تخنقه!!
كان السائق يصارع المطر وانعدام الرؤية ومقاومة الإنزلاق نحو الهاوية..
- لا أدري كيف تجرأت القيادة حين قررت فتح طريقا يتسلق جبل كورك بعد أن أصبح اجتياز كلي علي بك مستحيلا!!
كانت خطوة مستحيلة ، فهم البيشمركه نية الجيش فوجهوا كل جهدهم وأسلحتهم نحو الكتف الجنوبي الوعر لجبل كورك .. اشتد قصف المدفعية الإيرانية وهي تنطلق من حاج عمران وراوندوز نحو ذلك الكتف، تحطمت عشرات الآليات بل المئات، استشهد الكثير وجرح الآلاف من الجنود، وكان العبور...! انزلقت ثلاث دبابات وسقطت في أعماق الوادي السحيق بطواقمها، لكن الدبابة الاولى اعتلت قمة كورك بعد أن شق لها طريقا تألف من تسعا وتسعين التوائة (لوفه)!!! وتبعتها الدبابات وانكشف الشمال للمرة الأولى أمام الجيش في أكبر عملية اقتحام للدروع في تاريخ الحروب بعد الحرب العالمية الثانية حين اجتاز الجنرال (باتون) خطوط الألمان !!
دشداشه صبغ النيل كومي كومي ابطركها!!والكذله ست طيات انا مندل مندل فركها!!
صرخ بكل صوته وهو يحاول أن ينسى ويكبح رغبته بالبكاء لكنه حين وصل المقطع الأخير بكى بحرقة وألم...
- اااااه.. ليتك تعرفت على محسن، ملازم محسن ،، أضاف وهو يطلق حسرة وأنة طويلة:
أصدق قولا سمعته واختصر حروب الشمال المتكررة ومنذ اندلاعها هو:
تبدأ الحرب وتنتهي والذي يدفع ثمنها كاكا حمه وابن الخايبه امحيسن!!
يتبع
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟