أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مفاتيح لفهم الوجود والحياة .















المزيد.....


مفاتيح لفهم الوجود والحياة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 2014 / 1 / 16 - 18:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفاتيح لفهم الوجود والحياة .
نحو فهم للوجود والحياة والإنسان (7) .

لفهم الوجود والحياة والإنسان يلزم أن نتعامل مع مفاتيح لتقتح وتكشف لغزها وأسرارها ولوغاريتماتها , كثيرون تتوه عنهم المفاتيح أو ليس لديهم مفاتيح أو بحوذتهم مفاتيح يتصورون أن بها يستطيعون فتح مغارة على بابا .
تأملاتى وخواطرى ورؤيتى هى مفاتيحى للوجود والحياة والإنسان آملا أن تفتح بوابة الألغاز معتمداً على فهم الوجود كما هو بدون إضافات ليست فيه ,ومتحرراً من "أنا" تتوهم أن خيالاتها تمتلك مفاتيح .

- الوجود مثل الدائرة لا يوجد له نقطة بداية .. مشكلتنا فى فهم الوجود أننا تعسفنا وحددنا نقطة بداية فخلقنا الميثولوجيا والخرافات لأننا نجهل أنها بمثابة دائرة ونحن نقطة على محيطها لنتوهم أن الوجود على شكل خط مستقيم لها نقطة بداية ونهاية .

- إشكالية أيهما أولا البيضة أم الدجاجة ,هى درس رائع لفهم الوجود لتفضح فهمنا المغلوط وقصة المشهد الأول الذى يتعامل ببدايات ليس قبلها بداية ونهايات ليست بعدها نهاية .. فعندما نسأل فى حيرة أيهما أسبق فى الوجود البيضة أم الدجاجة فقد وقعنا فى إشكالية كبيرة أننا تصورنا أن هناك وجود من لا شئ أى بداية لم تكن قبلها بداية لنسأل عن البدايات الأولى أكانت للبيضة أم الدجاجة بينما الأمور لا تخرج عن عملية تحولات وتمظهرات مختلفة للمادة لا نستطيع ان نسأل ماهى البداية بل يمكن فقط ان نمسك فى جزئية من تاريخ المادة.
لعل فكرة أن المادة لا تخلق من عدم ولا تفنى إلى العدم تؤكد نظرية الدائرة فما نشهده هى حالة من تغيرات صور المادة عند نقطة على الدائرة فمن الخطأ تصور بدايات.

- لفهم الوجود فهماً صحيحاً لابد من إدراك أنه لا يوجد فصل بين السبب والنتيجة , فالسبب سيكون نتيجة والنتيجة ستكون سبباً فى جدلية لا تنفصم ولا تنكسر دائرتها .. الأمطار نتيجة للسحب التى ما تلبث ان تسقط على البحار والأنهار لتتبخر وتتكون ثانية .

- لغز الوجود أننا بمحدوديتنا تقاطعنا مع مستقيم لا نهائى , فإذا كانت الرياضيات تسمح لنا بفكرة اللامحدود واللانهائى , فلا يمكن مثلاً الحصول على رقم أولى ورقم نهائى ,ورغم ذلك فالعقل لا يتحمل اللانهائية فلا يتخيل الأشياء بدون أطراف وبدايات ونهايات .. فكرة الله عملية تزاوج فكري فى أدمغتنا بين المحدود واللامحدود لتحتوى على المحدود فى كل سطر من الميثولوجيا وليضيف لها اللوجوس واصحاب اللاهوت فكرة اللامحدود.

- الطبيعة المادية تلقى لنا بمشاهدها غير مصحوبة بكتالوج فنحن من نضع الكتالوج على الصور يما يتراءى لنا من إنطباعات و أفكار ومعانى .من الطبيعة تعلمنا الجمال وفق الصور التى نثرتها لنا فهى ليست جميلة ولا قبيحة بل نحن من صنفناها وفق إنطباعاتنا المحددة بدوائر اللذة والألم – نحن أحببنا الطبيعة وكرهناها ,أحببنا فيها وجودنا وكرهنا فيها الموت وبقاءها هى فى صيرورة فإخترعنا الخلود كمحاكاة للطبيعة وتحدى لها.

- يقولون أن الحى لا يأتى من جماد , لتفضح البذرة هذا الزعم , فالبذرة يمكنها أن تبقى في حالة رقود لفترة طويلة قد تصل للآف السنين بدون أن يتحرك فيها ساكن طالما الظروف لا تسمح لها بالنمو ,أما فى اللحظة التي تتغير فيها البيئة وتصبح هنالك الرطوبة أو الحرارة الكافية أو غيرها من العوامل ذات الصلة فإنها تنبت وتظهر عليها كل مظاهر الحياة من نمو وتكاثر وغيرها مثلها مثل سائر مظاهر وأنواع الحياة التي نألفها.

- مشكلة الإنسان فى فهم الوجود أنه ينظر للأشياء فى تمام صنعها حاملة نفس صفاتها وهيئتها منفصلة عما حولها بذاتها ,فالاشياء التامة الصنع تبهره لينسى بدايات تكوينها وتجميعها إما جهلاً أو عدم مواكبة تطورها وتغيرها ليتغافل عن أن هذا المعقد الرائع جاء من البسيط ,,ثم يأتى الخطأ الثانى فى تصور أن هذا التام الصنع لا يعتريه التغيير والتطور والحركة الدائمة .

- الغموض الذى يكتنفنا فى فهم سر الحياة والوجود هو أننا ادركنا الحركة وتوهمنا السكون ,وعندما نقول الحركة فيعنى كل تغير ,فالحياة أشكال مختلفة من الحركة لنرى أمامنا حركة فاعلة ونتصور وهماً أن هناك سكون .
الإشكالية الرئيسية فى وعينا إننا نتصور دوماً وجود محرك للأشياء فكما نتحرك نحن ككيانات عاقلة ونحرك الأشياء فهناك محرك للأشياء خارج نطاقنا بينما الحركة طبيعة المادة فى ذاتها وكينونتها فلا تستطيع أن تنزع الحركة من المادة وإلا ما أصبحت مادة لذا فهى ليست بحاجة لمحرك .

- نحن نتصور الأشياء بلا حركة أو بحركات فجائية لأننا لا نرصد الشئ فى كل لحظة فيبدو أمامنا ساكن لا يتغير بينما الشئ فى حالة حركة وتغير دائم فلا توجد لحظة وجودية تتطابق مع لحظة وجودية اخرى ففى كل لحظة يكتسب الشئ ذرات ويفقد ذرات .

- نحن لا نرصد التطور والتغيير إلا بعد حدوثه كوننا فى داخل الحركة وجزء منه ولكن المشهد التطورى حادث بغض النظر عن عدم قدرتنا على رصده سواء كوننا نعيش فى داخله أو بفعل عامل زمن طويل وبطئ لم ندركه .

- نحن كيان واعى يرصد الحركة وهو داخل الحركة لذا لدينا فهم مغلوط عن الحركة فنتصور ان الحركة واردة على المادة تحتاج من يحركها فندرك الحركة كفهم ميكانيكى يتم بواسطة قوى خارجية منفصلة عنها بينما المادة حركة فى داخلها والحركة مادة ولا وجود بدون حركة .الحركة الميكانيكية هو الشكل الساذج أو قل المعلوم من اشكال الحركة .

- من منطلق أن المادة حركة والحركة ليست منتظمة بالضرورة يستحيل أن تتطابق ليكون هنا التطور شئ حتمى , فلا حياة بلا تطور بغض النظر عن المنتج الناشئ وتقييمنا له.

- متعة الحياة أننا نعيش الحركة ونتحسسها ونأمل فى لحظة قادمة مُفعمة بالحركة ,وكلما كانت الحركة متغيرة متدفقة متجددة نلنا المتعة , لذا نستمتع بالفنون والبحار والطبيعة النشطة ولتضايقنا الحركة المنتظمة كسقوط قطرة ماء من صنبور أو طرق مطرقة على سندان لنحس بالركود ولكن تبقى أفضل من حالة السكون الصامت .
نكره الموت لأنه يلغى مشهد الحركة المتدفق , فالحركة هى الحياة لذا خلقنا الأوهام والخرافة لتعطى لنا أمل فى حركة مستقبلية للجسد الميت ينعم ويتلذذ ويتألم فى حركة خالدة سرمدية .

- العقل هو إدراك الحركة والقدرة على إيجاد ملاحظات وإنطباعات ,ثم إيجاد صياغات للحركة يحفظها فى نسق تفكيره ليكون العقل الذكى هو القادر على إستيعاب وملاحظة جوانب كثيرة من الفعل الحركى – لا أعنى بالحركة إنتقال من النقطة أ إلى النقطة ب بل إدراك التغير فى الأشياء لذا نعشق الفن والرسم والموسيقى لأن كلها مفعمة بالحركة .

- الإنسان الكائن الوحيد الذى يحس بالجمال ,ولكن مهلاً فليس الجمال موجود والإنسان من يكتشفه , بل الجمال هو تقييم وإنطباع وعلاقة الإنسان مع الأشياء .

-هل نعيش الحياة من خلال ممارسة عملية الحياة؟ أم إن الحياة هي التي تُمارس وجودها باستهلاكها لنا؟! .ولتقريب هذا السؤال نسأل هل الوقود يَستعمِل النار ليُمارس عملية احتراقه؟ أم إن النار تعيش بِحرقها للوقود؟.. فهل الكائنات الحية بالنسبة للحياة كالوقود بالنسبة للنار!
من الأهمية بمكان تأمل هذا المشهد ,فالحياة البشرية في جوهرها ليست سِوى قيمة افتراضية، خلق منها الإنسان أفكاره وخيالاته وسط فضاءات معدومة المعالم مجهولة الاتجاهات والنهايات لنبحث عن معنى لوقود يحترق .!

- جميلة الحياة عندما نستطيع تعليل الأشياء أو قل أن الحياة لا تكون حياة بدون تعليل صورها حتى ولو كانت خاطئة .. فلذتها وجمالها فى التفتيش عن عللها وتأمل خطوط وألوان صورها بعمق ,لذا بئس الحياة عندما نهيم على وجهوهنا نلمح مئات الصور بدون أن تتحرك فينا الرغبة فى البحث عن عللها فحينها نكون كائنات بيولوجية , ويبقى الأكثر سوءاً أيضاً أن نحتفظ بتعليل أشياء لم نختبرها لنعتمد على رؤية الآخرين فى التعليل .

- الإنسان يولد كصفحة بيضاء بدون مواقف مسبقة لتخط الطبيعة والآخرون خطوط وألوان على صفحتها لتكون محصلة الظروف المادية المحيطة هى المحددة للافكار والسلوكيات , فلا تتصور أننا نريد ان نكون صالحين أو فاسدين .فنحن نعيش الحياة كنتاج محصلات قوى عديدة ضاغطة ومؤثرة ومتغلغلة فى داخلنا تتعاطى مع غرائزنا وإحتياجاتنا وخوفنا ومدى قدرتنا على الصمود أو الإنهيار أمامها ليكون سلوكنا محصلة لكافة القوى الأكثر فعلاً وقوة .

- أخلاق الإنسان وسلوكه ونظرته للوجود تكمن فى انحيازه لتناقض على تناقض , فالحياة والوجود لا يتواجدا إلا بوجود الضدين لنجد أنفسنا قد إخترنا الإنحياز لضد وإعتبرناه مثالياً ليكون الضد الآخر قبيحاً أى نحن نُقيم ونختار أحد الضدين كالجمال والقبح ,الخير والشر ,فهذه الأشياء ليست بناموس ساقط من السماء او خارج من جوف الارض بل تقييمنا الذى غفونا عن كونه إنتاجنا كمحصلة تفاعل قوى الطبيعة فينا لنمنح تفاعلنا هذا لكيانات وهمية .

- يخطأ من يقول أننا نصنع التاريخ بل الظروف الموضوعية ودرجة تفاعلها وقوتها وصراعها هى التى تصنع المشهد التاريخى ,فلا يوجد نبى صنع رسالة ولا فيلسوف أنتج فلسفة ولا صاحب خرافة أنتج خرافته متفرداً , فالظروف الموضوعية أنتجت النبى والفيلسوف والمخرف والعالم ,فهى أتاحت لهم كل ميادين وفرص الخلق من معطياتها .. نحن حظوظ من واقع مادى إستطاع إستيعاب كل المعطيات ليخلق منها حدث تاريخى ولو لم تتجمع ماكان هناك حدث حتى لو إفترضنا العبقرية ,بل العبقرية ذاتها هى نتاج فعل وجود مادى .

- الحياة صوت ولون فى أبدية الصمت فلا يهم ما طبيعة الصوت واللون ففى النهاية هى الحياة .. يكون الرسم والموسيقى فن جميل لصياغة علاقة ناعمة مع الطبيعة لنجد بعض المتخلفين يرفضونها بغباء , ولكنها كينونة الحياة ومحاولة منا أن نتناغم معها وفيها .. قاسية وعبثية تلك الحياة بلا صوت ولا لون .
يخربش عقلى فيتصور الله منفرداً قبل خلقه لأى كائنات بلا أصوات ولا ألوان فكيف له أن يعيش فى هكذا صمت رهيب .. ياااه ما أقسى حياته ووجوده .!!

- الذى نعرفه أن الهيدرجين هو الأصل بإعتبار أن الوجود كان هيدروجين فى البدايات ,وأقول أن الألوان هى أصل الحياة وبدون الألوان ماكانت هناك حياة ولا وعى – نحن ندرك الحياة من الألوان والخطوط والضوء الساقط على الأشياء فلا وعى للحياة بدون ذلك – حاول ان تتخيل حياة من لون واحد بدون ضوء فلن يكون هناك شئ .
من الألوان يتكون الوعى ويكون خطئنا فى فهم الحياة أننا نتصور الخطوط والألوان مستقلة وذات موضوع ليتماهى البعض ليتوهم بأن هناك من يمسك قلم ليخطط به بينما الخط نتاج تواجد لونين .

- كل حياتنا كيمياء .. كل مشاعرنا وأحاسيسنا المنفعلة والمتوهجة كيمياء .. نحب ونكره ونغضب كيمياء .. طعامنا كيمياء .. نتناسل كيمياء .. الأدوية والمخدرات تتعامل مع كيمياء الجسد من خلال لغته وشفرته ..علينا أن نغنى ونحتفى بالكيمياء .. فحياتنا كلها كيمياء وكل تمظهراتها كيمياء. ليكون وعينا هو تمييز أنواع الكيمياء ووضع معنى لكل نوع من الكيمياء التى تعترينا .
لو إمتلكنا السيطرة على كل كيمياء الجسد والتحكم والسيطرة عليها فلا تقتصر على الأمراض والإختلالات العضوية بل العوامل النفسية فحينها ستنهار افكار وفلسفات وثوابت وخرافات ولن نكون بحاجة لفكرة الروح والآلهة .
عندما نعالج الحب والكراهية والغضب والفرح والسعادة والشقاء بكيمياء سنكون فى وضعية إنسان آخر ,ولكنى أحس ان الحياة ستكون سخيفة وبائسة ولكن عذراً فالبؤس والسخافة هو تقييمنا نحن للأشياء .

- لو إفترضنا جدلا أن الوجود يتكون من مليون جزئ من تكوينات مختلفة فهذا يعنى أن هذا المليون جزئ لا يزيد ولا ينقص لتتمحور كل أشكال الحياة لتنتج مركبات من المليون جزئ ما تلبث ان تنحل لتكون جزيئات لمركبات أخرى من المليون جزئ .. وهذا يعنى ان مكونات اجسادنا أزلية أبدية وليسا ملكاً لنا وليتبدد على أثر ذلك وهم حياة أخرى فأنا وأنت نستعير من المليون جزئ ونرده ثانية .

-عندما نقول أن المادة تسبق الوعى فلا تكون وجهة نظر إفتراضية بل الحقيقة الملموسة والمعاينة فلن يوجد وعى وفكرة جاء سابقا للمادة ,فالأفكار تتشكل من محتوى مادى . ويأتى إثارة قانون حفظ المادة والطاقة كون المادة لا تخلق ولا تفنى ولا تستحدث يثبت بما لا يدع مجال للشك أسبقية المادة على الوعى .

هذه الحقيقة من الأهمية بمكان فهى تنسف الفكر الميتافزيقى وتَعدل نظرتنا للوجود بدلاً من وضعها المقلوب ,فكون المادة تسبق الوعى لتشكل وتخلق مفردات الفكرة فهذا يعنى ان ماهية الإله لن تخرج عن كونها فكرة إستمدت مكوناتها من الوجود المادى ,فالإله إذا كان موجوداً فلن يخرج من كونه وجود أو فكرة ,فلو كان ذو وجود فهذا يعنى أن العقل سيدركه بأدواته المادية وطالما هذا غير متحقق فلن يزيد عن فكرة فلا وجود آخر غير المادة والفكرة ,,ليقول قائل ليس كل ما لا نراه غير موجود ,وهذا قول حق يراد به باطل ,فحقا ليس كل ما لا نراه ولم نكتشفه يعنى عدم وجوده ولكن هذا يسرى على الوجود المادى فقط والإله حسب ما يروجون له وجود غير مادى فيلزم لإحتمالية وجوده ان يكون مادة وإذا كان مادة فلن يكون إله فهو ضمن وجودنا المادى غير مفارق له.

- نحن لن نكون وعينا إلا من صور المادة التى تسقط على مرآة الوعى وسقوطها على الدماغ لنتولى بعدها صياغتها ليس بشكل ميكانيكى بل وفق حاجات نفسية وإشباعية أى تتحرك مدارات الصور فيما يخدم حاجة إشباع ووجود يطلب الأمان للحصول على حاجاته ووفقا لحجم الخبرات التى إكتسبناها من المشاهدة والرصد والمراقبة لنجد اقرب تجميع يقترب من الإشباع ليتكون لنا وحدة معرفية تكون حجر بناء فى وعينا.

- الوجود والحياة صراع ضدين فطبيعة الأشياء هو وجود الشئ ونقيضه ويستحيل أن يتواجد شئ بلا نقيضه ليلتحم معه فى وحدة لا تنفصم ليتبادلا الصراع . الحياة والموت -النمو والهدم - السخونة والبرودة .ولنجد أن كل أطراف التناقض مادية بالضرورة .
تكون الفكرة الإلهية دائماً بمثابة قراءة وتعريف خاطئ لضد أو ضدين متواجدين نجهل مفرادتهما المادية .

-الصراع بين الأضداد هو جدلية الحياة وتعريفها وكينونتها فلا وجود بدون صراع الأضداد سواء أدركنا فعله أو لم ندرك .. سواء مارسنا الصراع بوعى أو بدون وعى .
يرتقى الإنسان عندما يمارس صراع الأضداد بحيوية وفعالية لتمنح الحياة تطورها وثراءها .. هناك أيدلوجيات تروج لعدم وجود صراع الأضداد فالأمور محسوبة ومستقرة بالرغم أن مفردات ثقافتها بُنيت على صراع الأضداد حتى ولو تم تسويقها بصورة خيالية .. هم يمارسون محاولات لتجميد الصراع.. قد ينجحون فى إبطاء الصراع ولكن العصا الموضوعة داخل العجلة ستنكسر حتما .

- الجدلية تنظر إلى الأشياء والمعاني في ترابطها بعضها بالبعض وما يقوم بينها من علاقة متبادلة، وتأثير كل قطب في الآخر وما ينتج عن ذلك من تغيير .. كما تتعامل الرؤية الجدلية مع المادة فى ولادتها ونموها وانحطاطها لتتعارض الجدلية في ذلك مع الهذيان الميتافيزيقى.
الجدلية لا تقبل أي فصل بين مختلف جوانب الواقع ,فترى في السكون جانبا نسبيا من الواقع بينما الحركة مطلقة , فكل فصل أو تمييز هو نسبي لأن كل شيء يحدث في الواقع بطريقة أو أخرى و كل شيء يؤثر في الآخر بالضرورة حتى لو جهلنا هذا التأثير ليتسلل من هذا الجهل الفكر الميتافزيقى .

- " لا تستطيع أن تضع رجلك فى نفس ماء النهر مرتين " مقولة فى منتهى العمق والوعى بالوجود .. ياليتنا نفهمها ونعيها جيدا لندرك أن الأفكار نتاج لحظة وجودية محددة لا نستطيع أن نتوسم أنها قابلة للدوام والثبات وعدم التغيير فهذا يعنى اننا نقف ضد منهج الوجود فالمشاهد الوجودية تتغير دوما ولا تتطابق .. قد تتشابه فقط لذلك يجب ان تكون أفكارنا مرنة قابلة للتطوير .. نعيش لحظات الجمود والشرنقة من عدم إدراكنا أن الماء لا يجرى فى النهر مرتين .

- الوجود هو مجموعة شخبطات عشوائية بلا معنى أنتج الإنسان من تشابك هذه الشخبطات معنى لتكون مسيرة الإنسان إسقاط معانى على الشخبطات والإتفاق على مدلولات لها .. اللغة والموسيقى والرسم نماذج قوية تقرب الصورة لكيفية تكوين معنى من اللامعنى من شخبطات عشوائية .

- مشكلتنا فى فهم الوجود عدم قدرتنا على رصد القيم الصغيرة التى تقترب من الصفر لنتوهم انها ليست بذات قيمة وغير موجودة بينما هى فاعل بدئى ونهائى فى تفسير الحدث فهناك قشة قصمت ظهر البعير وتأثير لجزئ الماء فى نحر الصخور وفراشة ترفرف فى الأمازون تساهم فى إعصار نيويورك
القشة التى قسمت ظهر البعير مقولة عبقرية حقيقية تحمل فى أحشائها فهم للوجود فلا تكتفى بمغزى ومعنى وكناية فهى حقيقة وجودية .فإذا تصورنا بعير أو أى شئ ينهار عند حمل 50 كجم فهذا يعنى أن49,99999999 كجم لم يتحقق عنده الإنهيار وأن إضافة 00000001ر حقق الإنهيار فماذا يعنى هذا .

- لا يوجد فى الوجود الصفر الرياضى والقيمة الصفرية ,فالتغير والتطور لا يحتاج لقوة جبارة لإحداثها فيكفى إضافة جزيئ إلى التحولات الوجودية كقشة تضاف فتقصم ظهر البعير وكذلك الثورات ف"بوعزيزى" نموذج .
لا نفطن ان القشة هى التى قصمت ظهر البعير لضعف قدرتنا على الرصد الدقيق – لا ندرك التطور بقوة لعدم قدرتنا على رصده بدقة إما لعامل الزمن أو عدم القدرة على رصد الجزئ المضاف .
من الصعوبات التى تواجهنا لفهم الوجود لتدفعنا تبنى أفكار متعسفة هو عدم قدرتنا على رصد القيم الصغيرة الشديدة الضآلة ومدى تأثيرها على وجودنا .. هذا هو المربع الصغير المتبقى لتختبئ فيه خرافة الإله .

- من الأهمية بمكان إدراك أنه لا يوجد شئ اسمه صفر قيمة فى الوجود فهو لا يزيد عن فرضية رياضية , فالواقع الوجودى لا يعترف بالصفر ولا الوصول للصفر ولا الإنطلاق من الصفر فلا وجود لقيمة وجودية تصل للصفر ... الصفر يلغى الخلق من العدم وكل هذا الهراء .!

- القمر يؤثر على البحار بظاهرة المد والجزر بالرغم أنه يبعد عنا بآلاف الكيلومترات ولكنه يؤثر على جزيئات الماء البسيطة فهذا مثال آخر لا يهمل تأثير الفراشة ونعتبره غير ذى قيمة.
تأثير القمرعلى البحار والمحيطات يعطى لنا فكرة ان هناك وحدة الوجود وتأثير المواد على بعضها البعض , وعليه إذا كانت اجسادنا تحتوى على جزيئات ماء فهى جزيئات تتأثر بالقمر , كذلك الإشعاعات النووية البعيدة الغير محسوسة ولا الملموسة تؤثر على الإنسان وتتعامل مع خلاياه الداخلية .لذا يمكن القول أن هناك حزمة من الأشياء المادية الغير مدركة والغير ملموسة حسياً تؤثر علينا دون أن ندرى و من هنا يمكن إيجاد تفسير علمى مادى يفسر تأثير النجوم والأبراج على الانسان بدلا من هذا الهذيان المبنى على مزيج من الملاحظة المتسرعة و التخيل والإيحاء.

- نعرف سبب تساوى منسوب الماء فى نظرية الأوانى المستطرقة ولكننا عندما نسأل أسئلتنا المعتادة من الذى جعل الماء متساويا لتلاحظ أن سؤالنا بدأ ب "من " وليس ب "ما" فطرح السؤال خاطئ لأنه يحدد الإجابة فى سياقه ليأتى الفهم الخاطئ للوجود والحياة.
العلم يقول الضغط الجوى هو المسئول عن تساوى إرتفاعات الماء فى الأوانى المختلفة ولتلاحظ أن الضغط الجوى قوى غير عاقلة ولا مريدة فهكذا الحياة افعال غير مريدة ولا عاقلة تخضع فقط لظرفها المادى ,,ولتلاحظ أيضاً أن ما نعتبره نظام فى قانون هو ملاحظتنا نحن للحالة وتقييمنا له , كما لاحظ أن القانون فى طبيعة المادة وحالها وليس شئ وارد عليها ,وأخيراً لاحظ أن لولا وجود هواء وماء ماكان هناك قانون للأوانى المستطرقة.

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك أمل فى إسلام متصالح مع العصر-قضية للنقاش.
- فى المعنى والغاية والقيمة-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى و ...
- فى العشوائية والنظام-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ-;- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ –الدين ...
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-الأديان بشرية الفكر والهوى والهو ...
- ثقافة -إنت مال أهلك- المفقودة-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فى المعنى والقيمة والغاية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
- قضية للنقاش–الإسلام جانى أم مجنى عليه.
- قضية للنقاش-الإسلام الوسطى أكذوبة أم خالق توازن أم منسق أدوا ...
- سأكتب لكم خطاياكم-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- القبح ليس سلوك شخصى بل ثقافة –الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- تنبيط –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.
- وهم العدالة والرحمة الإلهية-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- شرعنة النفاق والإنتهازية والوصولية والزيف-الدين عندما ينتهك ...
- نحو فهم للوجود والحياة والإنسان-ماهية العقل والفكر.
- إيمان وثقافة مُدمرة–الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (45).
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان–تصحيح مفاهيم مغلوطة.
- هوا مفيش عقل خالص- هوان العقل الدينى(2)
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان بعيداً عن الخرافة- المادة وا ...


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مفاتيح لفهم الوجود والحياة .