أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الناصري - حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف















المزيد.....

حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


من أجل جبهة ثقافية مناهضة للإحتلال تدافع عن الأنسان والوطن والإبداع .
أطلق الشاعر سعدي يوسف ، مبادرة ثقافية إبداعية خلاقة ومكثفة ، لتكوين جبهة ثقافية لمناهضة الإحتلال والدفاع عن الإنسان والوطن و الإبداع ، والوقوف بوجه طوفان التخريب الثقافي الخارجي والداخلي ، من غزو ثقافي وأمركه وتسطيح وتشيؤ، وأفكار قادمة تحت حماية السلاح ومؤسساته المتنوعة والحديثة بأساليبها وأموالها المسالة بسخاء لاينتهي ولا يتوقف ، وأفكار طائفية وعشائرية وقومية ومناطقية ضيقة تقدمها مؤسسات متخصصة ، وأخلاط من مثقفين تابعين للسلطة السابقة ، وآخرون من أتباع الأحزاب الدينية المنغلقة ، والتي لاتدرك ولا تستجيب للمفاهيم الحديثة ، أوالأحزاب المصنعة في الخارج ، والتي لاتستند الى قيّم وطنية وإنسانية غير التسلع والصفقات والكسب السريع في كل شيء ، والإستعراض الفاشل أمام العدسات الحديثة.
تأتي هذه المبادرة الهامة والجديدة ، ضمن سلسلة المبادرات التي أطلقها الشاعر ، منذ سنوات لتكريس حرية الإبداع والتفكير بإعتبارها قضية أولى ومقدسة ، قداسة الإنسان وعقله ، حيث لا إبداع حقيقي وراقي من دون حرية ثابتة ورصينة ، لعقل المبدع وخصوصياته وحياته أولاً . ولسعدي مبادرات كثيرة ومتنوعة بدءها من بغداد ، ومدن المنافي الشاسعة والمديدة ، وكانت له نشاطات ثقافية في الجزائر وعدن وبيروت وساهم بنشاط في تشكيل رابطة المثقفين العراقيين في الخارج أبان الثمانينات ، كما اطلق مشروع تكوين جبهة ثقافية لمناهضة الفاشية والإستبداد والحرب والإحتلال ، ونشط ولايزال في مواجهة الحرب ونتائجها المريعة في الإحتلال والتدمير الشامل الذي تعرض له ووطننا المستباح ، كما ساهم في الترجمات الجميلة والضرورية ، وبعضها ترجمات مقصية ومنسية ، للمساهمة في توضيح وإجلاء الموقف والتصور الماركسي مثلاً ، وهوالقارئ المثقف الدؤوب ، ومن ثم المترجم المبدع الذي يلتقط النفائس ، وعادة ما تكون النفائس نادرة وصعبة الإدراك والوصول .
الوضع الثقافي العربي بشكل عام ، والثقافة العراقية خاصة ، يمران بفترة خاصة من الإرتباك والتشوش ، تشبه الى حد كبير حالة ما بعد هزيمة 1967 وأفرازاتها الرهيبة ، وأرهاصاتها السلبية المدمرة ، وفوائدها المتمثلة في إدراك أسباب ومعاني الأزمة الطاحنة ، في ذلك المفترق العاصف ، تكونت أسئلة هامة ، وبدأت مراجعات نقدية جادة وهامة ، ونشاطات وتحولات كثيرة ، تتلمس دروب الحلول الطويلة ، لكنها في النهاية لم تتراكم كما هي عادة المنطقة الى الآن ، ولم تتحول الى وعي إجتماعي منجز ، بمعنى إنها لم تنجزأسس المشروع النهضوي ، الفكرية والثقافية والإجتماعية والدولتية ، وتطبيقاته المتنوعة والمترابطة والمتصاعدة . في تلك اللحظة جاءت موجات المدد القادم من أموال البترو دولار ، والتي إستفادت منها جميع الأنظمة الإستبداية المتخلفة ، الملكية والجمهورية ، التي تتلفع بأردية وشعارات قومية ملفقة وأخرى تقدمية زائفة ، وتلاعبت وتصرفت بها كما تشاء ، كأنها ملكية شخصية موروثة أو مؤكدة ، من دون حسيب أو رقيب ، صاحب هذا التحول النوعي الخطير في موارد الإستبداد ، ضياع بوصلة الحركات الإجتماعية التغيرية ، نتيجة عوامل كثيرة من بينها القمع الوحشي المنظم ، والذي أستند الى المال المتدفق والأجهزة القمعية الشرسة والإعلام الديماغوجي الصاخب ، مع غياب العقل النقدي الإجتماعي ، و تغيب تام للناس أو الجمهور ، وإنحياز أعداد متزايدة من المفكرين والمثقفين الى تحالف سلطة الإستبداد والمال ، المدعوم من الخارج الأمريكي عموماً . في هذه اللحظة حصلت الكارثة الجديدة ، وبدء التراجع الشامل على جميع الجبهات ، وإنزلقت المنطقة في أتونها الجديد الراهن .
في تجربتنا العراقية ، خربت الفاشية المتخلفة هواء الثقافة ، وأرادت إستبدال الذاكرة الثقافية الجمعية ، وقد إستندت وراهنت على أكثر الأساليب وحشية ودناءة وبدائية ، لتحطيم كل شيء جميل يتعارض مع وعيها وذوقها القروي البليد ، وهذا ما خططت له الفاشية منذ عام 68 ، إن لم يكن قبل وصولها الى السلطة ، ليشمل الفكر والتعليم والجامعات والشعر والتشكيل والقصة والمسرح ، بإعتبارها مواقع يجب إقتحامها والإستيلاء عليها فوراً ودون أي تأخير أو تساهل ، وذلك بإستخدام أكثر الأساليب دموية وإنحطاطاً ، ثم كانت النتائج مرعبة وسريعة ، بعد ذلك جاءت الحروب العبثية المتصلة والطويلة ، لتشوه كل شيء في حياة الإنسان المبدع والعادي ، ليتلقفنا الحصار الرهيب ، ويكمل بناء الجدار العازل الذي طوق الناس وأحاط بهم ليمنع الهواء والدواء والغذاء والشمس ، فكيف بالثقافة والكتب والعلوم والإتصالات ، التي أصبحت ترفاً وبطراً لايجوز التفكير به ، أمام شراسة غول الجوع ، وإفتراس الأجساد الصغيرة اللينة والمهتوكة في قوافل الأمراض الطاحنة ، المبثوثة في بيئتنا وأجواءنا وحياتنا ، بعدها أيضاً جاءتنا الحرب الأخيرة التي دمرت كل شيء ( تقريباً ) ، أو لم يبق هناك شيء يعتد به ( تقريباً أيضاً ) ، ثم سقط الوطن تحت مقصلة الإحتلال والأحداث الرهيبة الجارية اليوم . ماذا نفعل أمام هذه الطوفانات المدمرة ؟؟ ماذا نفعل أزاء هذه الإجتياحات المتلاحقة ؟؟ ماذا نفعل أمام هذا التهديد الفعلي والحقيقي أمام وجودنا كبشر ، أو كنوع بشري له خصائصه المتعينة الراقية والمحددة ؟؟ ماذا نفعل أزاء مصادرة حرية ووجود وطن جميل مثل وطننا ؟؟
ما دام الوطن قد سقط عسكرياً تحت الأحتلال الإستعماري الأمريكي، بعد إن سقط لزمن أسود تحت قبضة الفاشية والإستبداد والحروب والتخلف والجوع والإنتهاك لكل شيء ، فمن هنا بالضبط تأتي أهمية الجبهة الثقافية ، التي ربما تصبح درئية خاصة ، تدرء عنا إستمرار الكارثة ، وتمنع أو تعرقل عملية إزاحتنا من الوجود ، ويمكن لنا أن نجعل من الثقافة رافعة خاصة لمواجهة مايجري ز أعرف إن الحديث عن الثقافة ذو شجون ، وتفاصيله لا تنتهي ، والركام القذر التي تركته الفاشية ، لم يعالج أو يفكك بعد ، بسبب عقلية وخطط الإحتلال وأتباعه اللذين أضافوا مشاكل جديدة ، للمشاكل القديمة الطافحة على مستنقعات العفن والتخريب .
في هذه اللحظة تأتي مبادرة سعدي يوسف على هذا الطريق تماماً ، وهي مبادرة ثقافية وطنية واضحة ومكثفة ، من أجل تحريك الأوضاع ، وتجميع الجهود المبعثرة ، وفتح كوة في الجدار الصلب الذي يقيمه الإحتلال للحجر على كل أشياءنا الجميلة ، يساعده رهط منتفع ، يلفق ويسوق التبريرات الثقافية والسياسية الباهتة . من جديد يقول سعدي يوسف كلمته ، ولا يمشي ، بل يسعى بإصرار كبير على فتح الباب نحو تحرك جديد ، يسير بنا نحو وطن أجمل ، وثقافة أرقى .
لابد أن تثير المبادرة نقاشات وجدالات متنوعة ، منها الموضوعي والرصين ، ومنها المنفعل والسريع ، وهذا من طبيعة الأشياء ، ومن طبيعة المنطق نفسه ، وعلينا مناقشة ونقد ومراجعة كل الأفكار الواردة فيها ، وأعرف تماماً إن سعدي مترفع عن المديح والمجاملات ، كما إنه غير مكترث بالحملات الشعواء والهوجاء والمنظمة التي قادها البعض ضده ، بعد إن اعلن موقفه الخاص والواضح ، من وطنه وشعبة ، ومن الثقافة الوطنية المطلوبة ، وساهم بنشاط ملفت في كل ذلك .
أنها خطوة هامة ، تحتاج الى خطوات مستمرة ومتلاحقة ، وصولاً الى جبهة ثقافية ضد الإحتلال ، ودفاعاً عن الإنسان والعقل والأوطان والأبداع ، دفاعاً عن الحياة .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
- رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية
- حول تأسيس الحركة الشيوعية العراقية / ملاحظات نقدية
- عرض لبيان المبادرة الديمقراطية العراقية
- منتصر لن تموت .. منتصر بيننا أبداً !!
- عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة
- بطاقة الى المرأة
- الإنتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس .- القسم الثالث والأخير
- الانتفاضة ..التجربة والدروس - القسم الثاني
- الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس
- توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005
- مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .
- بطاقة للناس والوطن
- الشهيدان الخالدان سحر أمين منشد وصباح طارش ( ثائر ) . نجمان ...


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الناصري - حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف