حنين الى سنة 2011

ايت عمر رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 20:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كلما سمعنا سنة 2011 إلا وشعرنا بحنين شديد إليها ،كيف لا وهي السنة التي أعادت إلينا شيأ من العز المفقود ،بفضل الثورات التي عرفتها و التي أطاحت بكبار الديكتاتوريين ،في وقت كان يخيل إلينا إن تسلطهم على العباد أمر واقع لابد من الاستسلام له.
غير أن الدماء الغالية التي سالت في خضم تلك الثورات المجيدة كتب لها أن تستغل استغلال بشعا من طرف جماعة من الانتهازيين سمو بقوى الإسلام السياسي ،هدا التيار الاسلاموي الذي عقدت عليه الجماهير الشعبية أمالا كبيرة فاختارته من بين تيارات سياسية عديدة ،غير انه تبين ألان وبالملموس مدى الفاجعة التي حلت بنا من جراء هدا الاختيار غير الرشيد.
وانأ ابحث عن تفسير لهذه الفاجعة التي حلت بنا بسبب سياسات الاسلامويين تذكرت المثال الشعبي الذي يقول ( تايديروها الصغار اوتايحصلوفيها الكبار ) ،فالصغار هنا شبهتهم بطبقة العامة في المنطقة العربية ،هذه الطبقة التي تظم فئة الأميين وأشباه المثقفين ،الذين لايعرفون عن السياسة و الأحزاب السياسة سوى مكانة أصحابها ,لذلك نجدهم يصوتون على الوجوه لا على البرامج السياسية للأحزاب فيظلوا و يظلوا ،أما الكبار فقد شبهتهم بالطبقة المثقفة حقا ،هذه الطبقة هي الحاملة لهم البلاد و العباد ،تعمل ليل نهار من اجل الرقي بالأوطان في نكران تام للذات.
من خلال هدا التحليل البسيط ،يتبين أن الطبقة الأولى (أي طبقة العامة و أشباه المثقفين) هي السبب في الفاجعة التي حلت بنا ، فكل من حفظ القران عند أصحاب هذه الطبقة فقيها وكل من ألقى درسا في المسجد عالما وكل من إلتحى إخوانيا إذا ترشح في الانتخابات يجب التصويت عليه ، أما المثقفون الجهابذة فهم علمانيون ومفسدون.... يجب إقبارهم. وبما أن الطبقة الأولى تشكل السواد الأعظم في المجتمعات العربية فكلمتها هي التي تسود بينما كلمة المثقفين تذوب وتتلاشى.
من هنا أقول إن تعريف الديمقراطية يجب أن يخضع للتعديل حسب طبيعة المجتمعات ,فادا كانت الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة هي حكم الأغلبية , فيجب أن تتغير إلى حكم الأقلية في مجتمعاتنا العربية المتخلفة.
ومن تم وجب علينا تجديد الربيع العربي حتى نعيد الديمقراطية التي ثارت من أجلها الجماهير إلى مسارها الصحيح.

#ايت_عمر_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات