أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قراءة في كتاب أنطقة المحَرّم للكاتب سعد محمد رحيم















المزيد.....


قراءة في كتاب أنطقة المحَرّم للكاتب سعد محمد رحيم


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 14:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يدعونا فوكو إلى التخلي عن فكرة "إن المعرفة لا يمكن أن تنتج وتتطور إلا حين تكون علاقات السلطة معلّقة , وخارج أوامرها ومتطلباتها ومصالحها , وإنهُ لا توجد علاقة سلطوية , دون تكوين متلازم لحقل معرفي ".
صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع للكاتب سعد محمد رحيم كتاب بعنوان ( أنطقة المحرّم .. المثقف وشبكة علاقات السلطة) بحجم كبير ذات 191 صفحة , طباعة جيدة لا تحتوي على الأخطاء الإملائية أو الطباعية , من خلال الكتاب الذي يحتوي على عدة مقالات يرى الكاتب إن السلطة تزداد قوة بقدر ما يتنازل الخاضعون لها عن مساحات أوسع من حرياتهم , وكلما حبس العقل نفسه في الحدود المرسومة لهُ من قبل السلطة يكون قد منح تلك السلطة قوة أكبر , لذا نرى اثر السلطة كمأسسة تعتبر غاية من الفزاعاّت تخيف المثقفين وتشل إبداعاتهم إذا دخلت نفسها في مجال المؤسسات الثقافية والأدبية , مما تنتج كائن بشري يمكن معاملته كجسدّ مُطيعّ منتجاً للسلطة.
يدعونا فوكو إلى التخلي عن فكرة "إن المعرفة لا يمكن أن تنتج وتتطور إلا حين تكون علاقات السلطة معلّقة , وخارج أوامرها ومتطلباتها ومصالحها , وإنهُ لا توجد علاقة سلطوية , دون تكوين متلازم لحقل معرفي ", لكن من المؤشرات على آراء فوكو إنه يرى على المثقف التنازل عن فكرة المعرفة الكلية أو الكونية والاكتفاء بمجال اختصاصي ما , لا التقلب بين أمكنة نوعية ونقاط أخرى فردية, لكن نرى للمثقف دور ينضج ميكانيزما السلطة ورغبتها في السيطرة على فكرة المثقف وتوظيفهُ لصالحها وسياساتها الخفية , أما المثقف ذات التوجه الوطني الحريص فتكون خطوته الأولى التمرد على تجاوزات السلطة التي تؤذي كينونة الإنسان .
يؤكد الكاتب سعد محمد رحيم في مقدمة الكتاب ص12 إن " السلطة لن تكون جديرة بتسمية سلطة من غير مقاربة أي – سلطة مضادة- تدخل معها في علاقات صراع أو تحالف أو تواطؤ", لذلك لا وجود لسلطة مطلقة في الكون الإنساني , فلكل سلطة مهما كانت متمكنة لها حد معين فتتوقف عنده, كما يطرح الكاتب سؤال مهم ص14 "هل كفّ المثقف من أداء وظيفته السابقة ؟" , من خلال السؤال نرى إن مجتمعنا العربي صعب المراس بسبب الحكومات الدكتاتورية التي مرت عليه وحكمتهُ بالقسوة والحديد والنار , لذلك نجد دور المثقف غير اعتيادي وطليعي لتخوفه من قساوة السلطة المستبدة التي وظفت كل إمكانياتها لتحديد وتحجيم فكر المثقف وتجسيده لغاياتها أو إقصاء دوره في الحياة أو اتخاذ دور الطبّال والعازف داخل الجوقّة التي تحمد وتمجّد السلطة القائمة , لذلك استغل دور المثقف في المجتمع كل من ( الإعلاميون والسياسيون ورجال الدين ) وبمساعدة التقنيات الحديثة المهيمنة على الحياة الاجتماعية , لكن يطرح الكاتب سعد محمد رحيم ص11سؤال مهم " ما هو دور المثقف الذي تحتاجه مجتمعاتنا العربية في الوضع الراهن"؟ سؤال مهم علينا التمعّن في ضرورة توظيف المثقف في الوقت الراهن كل طاقاته لخدمة المجتمع وتبيان واقع السلطة وكشف وجهها الحقيقي أمام الجماهير , لا إلى الاصطفاف معها لتحقيق مأربها والتنازل عن ما يحمل من فكر وتوظيفه لسياسات السلطة .
من السؤال أعلاه المعروض من قبل الكاتب أسأل يا ترى هل إن المثقف هو من يحذو وينتقد كل التجاذبات والأساليب الزائفة لنقل المجتمع من الدور التقليدي إلى طور التحديث ؟... وقد اخذ يرفض الاعتقاد بالايديولوجيا الشمولية لأنه حامل همّ المشروع الثقافي ؟. لكن هنالك علاقة خائفة بين المثقف والسياسة , فقد قدم المثقفين من اجل أفكارهم التضحية ص16" من أرصدة أجسادهم وأدوا ضرائب باهظة مبعدين إلى المنافي أو مسجونين في المعتقلات أو متهددين يتآكلهم القلق و الخوف , ناهيك عن أولئك الذين قضوا شهداء في سبيل حرية البشر وكرامتهم" لكن للسياسة لعبة قد أفرزت بعداً ملتبساً لإبعاد شخصية المثقف , إذ باتت تتلخص في شرح ايدولوجيتة وفكره والدفاع عن مساوغ الضربة الخاطئة والابتعاد عن الانتقادات .
يعرّف الكاتب سعد محمد رحيم المثقف بأنه ص23" وليد إشكالية علاقة الثقافة مع السلطة , باعتبار أن السلطة هي شبكة مؤسسات واستراتيجيات وممارسات ", لكن نجد المثقف في السلطة الشمولية مهمش لدواعيه لان السلطة شمولية تتمركز حول ذاتها مقصية للآخر , كما يطرح الكاتب سؤال ص14(هل كف المثقف عن أداء وظيفته السابقة؟) , لهذا نستنتج من خلال متابعتنا لما يكتب الكاتب سعد محمد رحيم إن الثقافة هي نتاج إنساني تاريخي وعلمي وأدبي وفني , أي حقيقة للوجود الإنساني , ولقد قادت بمفارقات غريبة السلطات الاستبدادية على استدراج فصائل واسعة من المثقفين ووضعهم في خندقها للدفاع عن سياساتها وجرائمها , كذلك العكس بعض المثقفين يوطئ السياسي ويدفعهُ لاتخاذ القرارات الخاطئة , أي بمعنى استعار المثقف دور السياسي في تحشيد الجماهير لاتخاذ موقف ما , مما أدى إلى أن يلوذ رجل الشارع الاعتيادي بما يقوله أولئك الذين يدَعوّن احتكار الحقيقة وتأويل النص.
في نهاية الكتاب يبين الكاتب سعد محمد رحيم واقع الأنظمة العربية بما يسمى بالربيع العربي من تآزر الأنظمة بوجه الخطر أمام المحنة لتتجاوز خلافاتها ويسند بعضها البعض , من خلال ما ظهرت في الآونة الأخيرة ثقافة ومفردات من قبيل ( حقوق الإنسان والمجتمع المدني ومبدأ المواطنة والتسامح والإصلاح السياسي والحريات المدنية ), أي ظهور جيل من الشباب العربي لصناعة التاريخ من خلال استغلال ساحات التظاهرات وبخلفية ثقافية مفعمة بإسم المحبة والطيبة والتسامح والهدف من ذلك لانتزاع الحقيقة من الطغمة الحاكمة وفضح صورة الحاكم , لكن هذه الثورات والانعطافات تحتاج إلى وقت لتحقيق غاياتها في الفوضى المستمرة , لكن وفق هذه التغيرات في واقع الحكومات العربية قد يقع احتمال أن تقفز الحركات الإصولية المتطرفة إلى سدة الحكم مثلما حصل في مصر من قبل التيارات الدينية المتشددة .
يعد الكتاب (أنطقة المحرّم .. المثقف وشبكة علاقات السلطة) من الكتب المهمة في الوقت الحالي من خلال تحليل الكاتب لدور المثقف عبر السنوات الماضية وعلاقته مع السلطة الشمولية في الوطن العربي وتعدد الثقافات والتوجهات السياسية سواء كانت للسلطة أو المثقف العربي في عصر الحداثة , من خلال توفر القنوات الإعلامية المتعددة لنقل واقع حي لصورة السلطة وطغيانها على الساحة العربية , وقد أصبحت القنوات الفضائية والإذاعات المسموعة تلعب دوراً كبيراً في ذلك بدل الكتاب والصحيفة والمجلة وهي وسيلة المثقف لقوله الكلمة الحرة.
الكتاب كان وافياً حيث شملّ دور المثقف والسياسي وفق إشكالية مفهوم الوظيفة وخطاب السلطة وخطاب الثقافة في الواقع العربي , إضافة لمحنة المثقفين وشقاؤهم مع السلطات الشمولية وشبكة العلاقات معها وفق الآليات من خلال الإقصاء والإدماج والممنوع , ودور الدولة في الإنتاج الثقافي خلال مرحلة سابقة منها هزيمة حزيران عام1967 , فنجد المثقف كان وما زال ضحية ذلك كصورة الخذلان , إضافة لرهان المثقف على واقع المرحلة الحالية وهي مرحلة العولمة واعتبار العالم أصبح قرية صغيرة , ومواجهة الفاشية العربية في النسق الثقافي حتى سقوطها بعد ما يسمى الربيع العربي من خلال ثورة الشباب.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلي عاصم عبد الأمير :الاطفال هم رسامون كبار , وقد منحون ...
- حكاية من بغداد
- شذرات من تأريخ يهود العراق
- -الحفاظ على الأرشيف اليهودي العراقي-
- الشاعر محمد كاظم .....ذوق وخيال لعالم الطفولة الجميل
- قاعة دار الود في بابل تستضيف الدكتور جواد بشارة في حوار (الص ...
- جماعة الجندول في بابل و أمسية الاحتفال بالروائي حامد الهيتيي
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها (الجزء الثالث)
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها (الجزء الثاني)
- العولمة ..تعريفها..أنواعها..نشأتها..نقدها-1-3 (الجزء الأول)
- الباحث عامر جابر تاج الدين يؤرخ لمدينة الحلة الفيحاء من النا ...
- التحولات الدستورية في العراق بين الأمس واليوم
- محطات من حياة وفكر هادي العلوي للباحث مازن لطيف
- أحد أهم قضاة العهد الملكي العراقي...القاضي داود سمرة
- بلقيس حميد حسن وهروب الموناليزا
- شاعر العرب الكبير الجواهري و ثورة 14 تموز 1958 وزعيمها عبد ا ...
- مملكة أومّا... حضارة وادي الرافدين الموغلة في القدم
- الفنان التشكيلي حزام عطية النصار...ودورة في الحركة الوطنية و ...
- العالم العراقي (جليل كريم أحمد )...أحد أهم خمسة علماء في الك ...
- يعقوب بلبول ...الأديب الذي وقف في طليعة الأدباء العراقيين ال ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نبيل عبد الأمير الربيعي - قراءة في كتاب أنطقة المحَرّم للكاتب سعد محمد رحيم