لقد تشابه البقر .....؟؟؟

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

لايسعني سوى تقديم الشكر والتقدير للكاتبة المصرية الكبيرة السيدة هويدا طه على مقالها في العدد الفائت تحت عنوان ( كفاية تتعولم ) وطرحها في بدايته : يا شعوب العالم اتحدوا . شرحت فيه تضامن شعب كوريا الجنوبية مع نضال الشعب المصري المضطهد ضد نظام مبارك البلطجي اللصوصي الذي دمر البلاد وأذل العباد
وجاءت تظاهرة سيوْول الصاخبة التي نظمتها ( حركة العمال ضد الحرب والرأسمالية ) أمام السفارة المصرية في سيوْول وهي تحمل لافتات كتب عليها- لالقمع الحركة الديمقراطية المصرية .. لا لمبارك .. النصر للشعب المصري - 24 عاما كفاية - .. ورفعوا شعارات كفاية وغيرها من القوى المناضلة في الشارع بصدق واخلاص كما طالبوا بمحاكمة المسوْولين عن القمع وهتك الأعراض في الشارع كما انضم لحملة التضامن هذه مع الشعب المصري المناضل عشرات الكتاب والصحفيين في مختلف العواصم الأوروبية .. في نفس الوقت لم يجد رفعت السعيد زعيم حزب التجمع والخادم الأمين مع سيده خالد محيي الدين لنظام القتلة واللصوص في دمشق .. لم يجد سوى الهزء بانتفاضة كفاية والشارع المصري ضد الديكتاتورية الفاشية واتهامها بأنها : لعب عيال _ أما هو فيحق له لعب الكشاتبين مع نظام مبارك الأجير والسمسار المرخص لأمريكا وإسرائيل ويلعب دور عرّاب النظام الأسدي السافر
نظام مبارك هذا هو الماركة المسجلة لسلام الإستسلام يسر النظام الأسدي وفق إرشاداته وقد أوصى الطاغية مبارك برعاية الوريث والتركة الضخمة بعد وفاته.... لكن تجمع مصر العتيد هذا لايختلف كثيرا عن تجمع سورية فكلاهما يثق بأريحية ( السيد الرئيس ) ويرجوه الإيفاء بوعوده سواء في خطاب القسم الذي جعلته هذه المعارضة اللفظية عنوان نضالها وسقف اّمالها ..
زعم هذا ( المبارك) مثلا بأنه لن يلغي حالة الطوارئ والأحكام العرفية حرصاّ على أمن الدولة والمواطن _ ردد حافظالأسد ليصرح بتاريخ 8-3 - 1990 نفس العبارة مضافا لها إن سورية مازالت في حالة حرب مع اسرائيل وجاء موْتمر التفليسة الأسدية العاشر منذ أسبوع فقط ليردد نفس الأكذوبة . وكذلك في التوصيات اللأخرى المتعلقة بالحريات العامة وتعديل الدستور مع فوارق بسيطة
وفي نفس الوقت يتم التعتيم الحزبي حول نضال الشعوب ضد جلاّديها حيث لم يصدر بيان أو نشاط عملى لتأييد نضال الشعب المصري بجميع شرائحه من الطبقة العاملة إلى القضاة والمحامين والمنظمات النسائية الرائدة في النضال الوطني في مصر إلى الأدباء والأديبات والصحفيين والصحفيات وطلاب وطالبات الجامعات وصولا إلى الريف المصري العريق بالنضال ...كل هذه الإنتفاضة الشعبية لاتستحق أن تصدر المعارضة السورية التعيسة بيانا لتأييدها أو التجمع أمام السفارة المصرية لإستنكار جرائم النظام ... بينما كان الشارع العربي في الخمسينات والستينات موحدا إذا اعتقل طالب في أقصى المغرب خرجت تظاهرات الإستنكار في المشرق العربي كله ماذا جرى لشعبنا بعد عقود طويلة من القمع والإرهاب بل وماذاجرى لأدعياء المعارضة الذين يستجدون الإصلاح من الطغاة فماذا نسمي هوْلاء وبينهم أحزاب تبيعنا وحدوية وقومجية وتقدمية وتلعن ( سايكس بيكو ) صبحا ومساء وتنشد : بلاد العرب أوطاني - ألا يحق لنا بعد تشابه الأنظمة الفاشية اللصوصية والمعارضات اللفظية أو الصوتية أن نقول : لقد تشابه البقر ....؟؟
تحية إكبار واحترام لنضال الشعب المصري الشقيق لتكنيس نظام القمع واللصوص والعمالة ..لا لالإصلاحه ...

#جريس_الهامس (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات