أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب الروح؟؟؟















المزيد.....

قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب الروح؟؟؟


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود
قطعة الجليد التي تطفئ لهيب الروح؟؟؟

بقلم : علي المسعود

لست شاعرا ولست منظّرا للشعر ولا ينبغي لي ذلك، ولكني قارئ مهتم, و الكلام صعب و الكلام على الكلام اصعب كما أشار التوحيدي – فكيف إذا كان الكلام شعرا وتطلب الأمر منك الكلام عن الشعر ؟ .
لا شك أن صعوبة المهمة ستتضاعف. ولكني قارئ مهتم، وعندما أتناول هذا النص المنتقى من مجموعة الشاعر ماجد مطرود الثانية ( لاشئ ..هناك ) وهو شاعر عراقي( مقيم في بلجيكا) أحسّ أن فيها شيئا من صدق العاطفة ومن تلك الموسيقى الخفية التي ليست تماما الموسيقى التي يتحدث عنها لمنظري قصيدة التفعيلة التي كثر الكلام بشأنها وازدادت غموضا مع كل حديث عنها إلى درجة الإبهام مثل الكثير من النصوص التي كتبت في هذا الباب .
الشعر رؤية لا تتحقق إلا في وجدان المتلقي إذا صفى مصباح روحه ،وفي قصيدة ( الحب ) التي جعل الشاعر مدخلها مقولة جبران خليل( للعظيم قلبان , قلبٌ يتألم وقلبٌ يتأمل) هذه الرؤية الجبرانية تتفق تماماً مع أنصار الشعر للشعر، إن قضية الشعر للشعر ليس يقصد أصحابها أن يستخدم الشاعر براعته في النظم كي يمدح أو يذم ، أو يرفع أو يضع، أو ليساير من يشاء متى شاء له هواه ومطامعه، فيمدح اليوم ما ذمه امس، ليظهر براعته في اللغة، أو ليصل لإغراضه الخاصة به.. فهذا ينافي التجربة وصدقها، وينافي رسالة الشعر الوجداني من سبر أغوار القلب الإنساني والتعرف على أدق خلجاته، وكل ما يعد مقوماً من مقومات حياته وسعادته في الأرض وقد جاء اختيار الشاعر ماجد مطرود لهذا المدخل (مدخل جبران) لانه يتفق مع جبران على أن الشعر مصدره الإلهام وفي رأيه " الشعر الحق". وبهذا الخصوص يقول جبران: " الشعر في الروح فكيف يباح بالكلام؟ والشعر ادراك الكليات فكيف نظهره لمن لا يدرك سوى الجزئيات؟ والشعر لهيب في القلب أما ألادراك و ألاحساس به قطعة من الجليد التي تطفئ هذ اللهيب !!!, فمن يا ترى يوفق بين لهيب وثلج؟ و الشاعر ماجد مطرود يجسد ذالك حين يصف الحب في قصيدته :
الحبّ هو الله , أرادته وحكمته
الحبّ هو الشيطان
أقصد المكان والزمان والحيوان والانسان
الحبّ هو القلب ولوعته , العقل ومأتمه
وهو القرآن والتوراة والانجيل
الشاعر ماجد مطرود شاعر غزير الثقافة ذو امتدادات عميقة ووارث لحضارة عميقة و عظيمة وله ألمام في ثقافات الامم وذكي في تطويع اللغة و قادر أن يفجر مفردات اللغة لتصوير افكاره ويرتكز على فلسفة عميقة غنية تخرجه من القول الضحل الفاني الى القول العميق الخالد وبالتالي فالشعر عنده ليس كما نريده أو نريد له، فهو فيض تلقائي للمشاعر القويَّةِ يَأْخذُ أصلَه مِنْ العاطفة المتأملة ولكنه ليس غارقاً في طين اليأس والعتمة والشهوة إلى حدود فقدان الرجاء من انطلاقة متألقة له بل مجموعة متناقضات فهو ( أنتصار وأنكسار وهو النار.. و الهواء و الماء و التراب) !!!! , فالشعر هنا حياة تجدّد فينا الرغبة في الحياة، وتدفعنا في تيار الحب إلى مزيد من الحب و أني أرى الشاعر ماجد مطرود قد نجح في ذالك من خلال قصيدة ( الحب ) حين يقول "
بعضهم قال من السماء جاء معلقاً في قلب آدم , خافقاً في ضلع حواء
بعضهم قال من روح الله تسلل خلسةً في لحظة الخلق والماء
بعدها يضعنا الشاعر امام تعريف للحب بشكل شفاف و حس مرهف و تناسق بديع في المعنى
ألحبّ .. هو العين والاذن والفم واللسان
الحبّ هو القلب والعقل والكفر والايمان
هو الانكسار والانتصاروالبوح والنشوة وسرّ الأسرار
الحبُّ .. هو النار والهواء والتراب والماء
الحب هو الجزء والكلّ والفنون والجنون .
إذن الشاعر لا يعمل على أفكار وتوجهات و شعارات كانت موجودة ليأتي هو ويطبقها دون العمل على اعادة خلقها من جديد وبالتالي عليه أن يخلق مفاهيمه الخاصة من خلال تفكيره الخاص وتوليده للأفكار والإبداع . وفي النهاية ارى ان المتلقي في حيرة من أمره أمام هذا التشكيل المنزاح عن معهوده في لغة الاستخدام من قبل الشاعر ( وهذه الملاحظة تندرج على جميع قصائد ديوانه الشعري - لاشئ هناك ) ، وليست الحيرة هي وحدها ما يشعر به المتلقي بل يشعر أيضا بإعجاب واندهاش لهذا النظم المبتدع الذي يتحدث عن مواطن حساسة من تجربة الإنسان لا يتم تداول الحديث عنها كثيرا في الخطابات العملية الأخرى وتلك المواطن تضم الحب والثورة والحزن والأمل والحنين والذكرى والخيبة و الانكسار ..وغيرها من الموضوعات التي تمس الوجدان وتشغل التفكير .من هنا ينال الشاعر ماجد مطرود رضا المتلقي والجمهورويكسب تصفيقهم عند سماع شعره وقراءته ،
يعتمد الشاعر ماجد مطرود على لغة متأملة واضحة وعميقة بالرغم من بساطتها
لكنها تؤكد على عمق الرؤية وتضعنا أمام أفق التأويل والتحليل من خلال تجاوز المعنى المباشر. لاختزالها للكثير من المعاني, لقد كان موفقا في اختيار اللغة وطرح القضايا واختيار شخصيات خصبة ومليئة بالحيوية و الدلالات.

علي المسعود
كاتب عراقي مقيم في
المملكة المتحدة

نص قصيدة ( الحب )
الحب
للشاعر – ماجد مطرود -
(للعظيم قلبان, قلبٌ يتألم وقلبٌ يتأمل)
جبران خليل جبران

انتَ تدري لأنّكَ ترى وتتذوّق وتشمّ وتسمع وتلمس
وانت لا تدري لأنك تشعر وتحلم وتنتصر وتنكسر وتحاول ..
فتبكي وتعوي وتزأر وتصرخ .. الحبّ كينونة الكائن ونجواه
البحر وضجيجه , هدوء النهر ومجراه
الحبّ هو الله , أرادته وحكمته
الحبّ هو الشيطان
أقصد المكان والزمان والحيوان والانسان
الحبّ هو القلب ولوعته , العقل ومأتمه
وهو القرآن والتوراة والانجيل
ظهر الحبّ أول مرةٍ في دلمون وآخر مرّة في بابل واليوم يئنّ في الأرخبيل
يسمونه العلماء والتاريخيون والجغرافيون والفلكيون (بالحب الكبير)
دائماً يخفق الاثريون والمؤرخون في تحديد تاريخه الطويل
بعضهم قال من السماء جاء معلقاً في قلب آدم , خافقاً في ضلع حواء
بعضهم قال من روح الله تسلل خلسةً في لحظة الخلق والماء
) المراهقون بألوانِهم السود والبيض والحمر والصفر يسمونه (الحب المستحيل
المراهقات يسمينّه (الغرام )
خطباء المساجد يسمونه (الهيام بالجنة )
عامة الناس يسمونه (النار)
السياسيون والاقتصاديون والمفكرون يسمونه (الانتصار )
بينما الفلاسفة والادباء والفنانون يسمونه (الهوى والفنون )
الحبّ .. هو العين والاذن والفم واللسان
الحبّ هو القلب والعقل والكفر والايمان
هو الانكسار والانتصاروالبوح والنشوة وسرّ الأسرار
الحبُّ .. هو النار والهواء والتراب والماء
الحب هو الجزء والكلّ والفنون والجنون.



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...
- - في باطن الجحيم - رواية تمجد الانسان في نضاله وتدين فاشية ا ...
- - محمد الحرز - ناقد يزرع في حقل الشعر ( سياج أقصر من الرغبات ...
- قلب اللقلق - خطاب المثقف للقارئ سواء أكان عراقيأ أو عربيا أو ...
- أبحار.... مع تجربة الشاعر ( أبراهيم البهرزي)
- !!!! -تحت سقف المرآة - قصائد مترعة بالحياة و نشيد يمس القلب
- الشاعر -رياض محمد - شاعر الدهشة و الجمال ..!!!
- قراءة لرواية - همس الغرام - للكاتب لميس كاظم .
- رواية - سيدات زحل - صورة عن مواجهة الجمال مع القبح..!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب الروح؟؟؟