سامي حرك
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 21:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في صيف 1975 إلتقطني كشافة الأخوان مع حوالي 15 من أقراني الشباب, كنا جميعًا في سنوات الدراسة الثانوية, وكنا نصلي في مسجد المرسي سعفان بمدينة بلقاس!
قرأنا وجوّدنا معهم أجزاء القرآن الكريم, وتفاسيره, ثم إنتقلوا بنا إلى حديث الثلاثاء ومعالم في الطريق, وما أن إلتحقنا بالجامعة وإنتظمنا في أسر الأخوان سنة أو سنتين, إلا وإنفرطنا وتسربنا من بين أيديهم واحدًا بعد الآخر, ولم يبق معهم حتى الآن منا إلا واحدًا فقط, أصبح الآن ذا شأن كبير بينهم, هذا الواحد منا هو من إرتبط بهم بمصالح مادية وتداخل معهم منذ البداية في مصالح خاصة وعلاقات تجارية!
اليوم وقد جرت في نهر الحياة مياه كثيرة, ومر على تركي لفكر جماعات الإسلام السياسي أكثر من ثلاثين عامًا, أتساءل عن منهج الأخوان, هل مسلكهم ذلك هو منهج مشابه لما تفعله حقًا الأحزاب والجماعات السياسية؟
لماذا تركتهم مبكرًا وكذلك جميع من كانوا معي, ولم يصمد ويستمر بينهم إلا واحدًا إرتبط بهم بمصالح وعلاقات مالية؟
هذا المقال, وبالأدق هذه الخواطر, ليست تحليل للأخوان, لم أقصد ذلك, وخارج دائرة إهتمامي بعلم المصريات لم أعتد الكتابة عنهم أو غيرهم, لولا أن الأمر يتعلق بشهادة!
لقد كان سلوك الأخوان في تجنيدنا, ثم في نشاطنا معهم بين شباب الجامعة والنقابات المهنية, بعيد عن سلوك الأحزاب السياسية, من حيث وضوح أو تحديد الهدف!
ضلالات عديدة تم تسويقها للأعضاء الجدد من الشباب الواعد, وكأن فيها قفزًا على واقعهم الإجتماعي وتعجيلاً ببرامج طموحاتهم الشخصية!
ما علاقة ذلك بحزب سياسي؟
لذلك فإن مئات المجندين في الأخوان كانوا يتسربون منهم سنويًا, إذ بمجرد تمتع الضحايا ببعض النضج والخبرة الذاتية, يتنبهون إلى ما في تلك الضلالات من مبالغات وزيف!
نعم لم يظل بالإخوان من أصدقاء الطفولة والشباب الخمسة عشر, إلا واحد!
إذا لم تكن طريقة الحزب السياسي في التجنيد والنشاط, هي مسلك الأخوان, فإلى أي فئة تنتمي طريقتهم تلك؟
أزعم أنها أقرب لطريقة تُجار الممنوعات (الحشيش والبانجو والأفيون ... إلخ)!
تتبعوا طرق مروجي المخدرات في توريط المتعاطين, وفي نشاطهم بين الشباب!
اليوم وأنا في طابور الإستفتاء على الدستور, وقد إختفى الأخوان, كانت هذه الذكريات تدور في خاطري بينما أتصفح ملامح الثقة والفرح في وجوه المصريين, فقد زال الكابوس وكنا نظن أن لن يزولا!
#سامي_حرك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟