|
حوار مع د/عبد الرزّاق بلعقروز باحث جزائري في الفكر الفلسفي المعاصر (حاوره: أسماء حديد/باحثة)
أسماء حديد
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 19:18
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع الدكتور عبد الرزاق بلعقروز باحث جزائري في الفكر الفلسفي المعاصر حاورته: أسماء حديد(باحثة)
س: أولا وقبل أن نعرّج على عوالمكم المعرفية، بودّي لو أتعّرف إليكم وكل القرّاء، عبر إطلالة على سيرتكم وأعمالكم البحثيّة...؟ ج: رئيس قسم الفلسفة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة فرحات عباس. الجزائر. من 21 نوفمبر 2010 إلى 19 ديسمبر 2012، رئيس فرع الفلسفة، جامعة سطيف 2. من 07 جانفي 2013 إلى يومنا هذا، مساعد رئيس قسم علوم الإعلام والاتصال مكلّف بما بعد التدرّج والبحث العلمي، جامعة سطيف 2. عضو المجلس العلمي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، من 03/11/2012. مسؤول تخصُّص ماستر " فلسفة القيم"، فرع الفلسفة، جامعة سطيف2. الموسم الجامعي :2013/2014. عضو مخبر " المجتمع الجزائري المعاصر ". رئيس فرقة بحث : الحداثة وانعكاساتها على منظومة القيم: رهانات التجديد التربوي. معتمد من الوزارة 10- نشاطات أخرى: عضو مؤسّس: الجمعية الجزائرية للدّراسات الفلسفية". 25 جوان 2012. رئيس المكتب الولائي للجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، فرع ولاية سطيف، الجزائر. من 26/03/2013. رئيس اللّجنة التّنظيمية للملتقى الدولي حول: " الفلسفة والحدث: تحديات الواقع ورهانات المستقبل"، فرع الفلسفة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة سطيف 2 الذي انعقد يومي25/26أفريل 2012. عبد الرزاق بلعقروز Mr : abderrezak belagrouz دكتوراه في فلسفة القيم Doctorat en Philosophie des valeurs أستاذ محاضر Maître de conférence قسم الفلسفة Département de philosophie كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، جامعة سطيف-2، الجزائر وصدر لي: 1 المعرفة والارتياب (المُساءلة الارتيابية لقيمة المعرفة وامتداداتها في الفكر الفلسفي المعاصر)، منتدى المعارف، بيروت، 2013. 2 أزمة الحداثة ورهانات الخطاب الإسلامي: منتدى المعارف، بيروت، 2013. 3 نيتشه ومهمّة الفلسفة (قلب تراتبيّة القيم والتأويل الجمالي للحياة)، منشورات الاختلاف/مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم/الدار العربية للعلوم، الجزائر/الإمارات العربية المتحدة/بيروت، 2010. 4 السؤال الفلسفي ومسارات الانفتاح (تأولات الفكر العربي للحداثة وما بعد الحداثة)، منشورات الاختلاف/الدار العربية للعلوم، الجزائر/بيروت، 2010. 5 المساءلة النقديّة للحداثة والعولمة في مشروع طه عبد الرحمن الفلسفي، منشورات جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، مخبر الدراسات العقدية ومقارنة الأديان، 2010. 6 تحولات الفكر الفلسفي المعاصر (أسئلة المفهوم والمعنى والتواصل)، منشورات الاختلاف/الدار العربية للعلوم ناشرون، الجزائر/بيروت، 2009. ولي مؤلفات بالاشتراك مع: 1 نيتشه والجابري أو في الاستفادة من ورثة نيتشه من أجل نقد نيتشه، ضمن كتاب:(التراث والحداثة في المشروع الفكري لمحمد عابد الجابري)، إشراف: محمّد الدّاهي، المغرب، منشورات دار التوحيدي، 2012. 2 يورغن هابرماس، العقلانية التواصلية في ظل الرهان الاتيقي في نقد العلموي والديني والسياسي، إشراف: علي عبود المحمداوي، 2012.
3 ثيودور أدورنو من النقد إلى الاستيطيقا، إشراف: كمال بومنير، منشورات الاختلاف، الدار العربية للعلوم، 2011. 4 قراءات في فكر وفلسفة علي حرب، النقد الحقيقة والتأويل، إشراف: محمد شوقي الزين، الاختلاف/الدار العربية للعلوم، 2010. 5 العولمة والهويّة الثقافية، فضيل دليو، منشورات مخبر علم الاجتماع والاتصال للبحث والترجمة، جامعة منتوري، قسنطينة، 2010. 6 الاستشراق وأثره في الثقافة العربية، إشراف: محمد بوهلال، منشورات جامعة سوسة، 2010. 7 عبد القادر بوعرفة وآخرون: التسامح الفعل والمعنى، منشورات دار القدس، وهران، 2009. 8 أدب الطفل بين الواقع والطموح، منشورات مديرية الثقافة، سطيف، 2009. س: فتحية تقدير لجهودكم. وسنبدأ إن شاء الله من التعريف بالإطار المعرفي العام لأبحاثكم وأهم الإشكاليات المطروقة فما هو هذا الإطار؟ وما هي أهم الإشكاليات؟ ج: شكرا لك الأستاذة صاحبة الرُّوح الفلسفية "أسماء حديد"، على الاهتمام بما يجول في فكرنا، وتجلّى فيما بعد في مكتوباتنا. فمدار إشكالاتنا موزعة بين الفكر الغربي أو المعرفة الغربية، بخاصة في مجال المناهج والقيم، ومناهج مساءلة القيم. ويتقابل مع هذه الاهتمامات أيضا: المعرفة الإسلامية، و بخاصة في دائرة (الأخلاق والقيم ) بعامة، لأنني على يقين بأن العطاء المبدع و التَّجديد الفكري، لا يأتي من داخل نسق معرفي خاص فقط، كأن يكون منحصرا في التراث المعرفي الغربي أو غيره، وإنَّما يكون بالاستيعاب الذّكي و العميق لكلا الفكرين، لأن الزَّوجين يثمران ما لا يتوفر في أحدهما، وهذا ما دفعنا إلى الكتابة عن الفيلسوف الألماني "نيتشه "، وأيضا التراث المعرفي( الإسلامي). من هنا، فإنه يجوز القول، أن القصد مما أكتب وأفكر هو :البحث عن المنهجية السَّليمة، التي تجعلنا نحقّق القراءة(التَّكاملية) بمفردات الوجود و المعرفة و القيم؛ وبين المحاور الكبرى التي عليها مدار التَّجديد في فكرنا وثقافتنا أقصد. _ فصل المقال فيما يتعلق بالرؤية إلى العالم وما يلزم عنها من نظام معرفي ومنهجية متوازنة. _ مناهج التعاطي مع الأصول - الوعي بالأصول؛ التراث الحضاري الإسلامي، ومنهج قراءته . _ الوعي بأصول التراث الغربي وجوانب الاستفادة منها -الوعي بمناهج التعامل مع الواقع : العياني والقيمي، أو الكائن وما ينبغي أن يكون. نسعى من خلال هذه المفردات المركزية والنّاظمة لروح ثقافتنا، إلى استخراج أو تطوير منهجية نصفها بالتكاملية بين هذه المفردات، لأن مشكلتنا فيما أرى، منهجية بشكل مخصوص، أي أن مكمن المشكلة هو، أننا لم نُطوّر منهجيات لكيفية الاشتغال على الفكر الغربي، فضلا عن التراث المعرفي الإسلامي، مشكلتنا منهجية في جوهرها؛ مع حمل مفردة المنهج بأوسع معانيها، لا في التّشاغل بالمعرفة النّظرية فحسب؛ وإنما في إطار العقل العملي أيضا . س: ما ألحظه دكتور، أن إشكاليتكم الفكرية الرئيسة، معرفية أساسا، إنها إشكالية المنهج في المعرفة والعلم، بوجهيها النّظري/العمليّ. وهي –إذن- في المحصّلة، مُعضلة قراءة: قراءة التراث الإسلامي، والتراث الأوروبي، في آن. يدور في خاطري تساؤل: برأيكم، هل يمكن القول إنّ التّراث الإسلامي قد قُرأ؟ وهل يمكن القول إن العقل العربي اليوم يملك منهجا، في قراءة التراث الأوروبي، والإسلامي على حدّ سواء؟ ج:إن تطوير منهجية لمساءلة التراث الإسلامي لا تحتاج إلى تنبيه أو لفت انتباه، وإنما هي من صميم التّفكير، فمن دون تطوير منهجية مخصوصة في مساءلة تراثنا، لا يمكن أن نفهم هذا التراث ولا أن نستلهم منه. فالمناهج الغربية متنوعة وذات وصف صيروري، بمعنى أنها لا تثبُت على حال ولا تُقيم على أسس معيّنة، و السبب هو أنها فاقدة للرؤية إلى العالم باعتبارها (التّمثُّل الموحَّد عن العالم)، فاقدة لمعيارية متعالية تكون هي قيمة القيم أو معنى المعنى. والكثير من المشتغلين في حقول المعرفة العربية المعاصرة، ينظرون إلى المناهج والأفكار الغربية على أنها جديدة وتجاوزية، وهو كلام صحيح تماما، لكنه تجاوز غير مؤسس، لا يتأطّر على ناظم كلي منهجي يبيّن القيم أو المقاصد العليا التي يتجه نحوها التفكير. من هنا، فنحن أمام واجب منهجي دقيق خطير، لأن جبهة العمل ثنائية : -;- تطوير منهجية كلية داخلية يتم بها قراءة الموروث الحضاري على محك القيم العليا الحاكمة أو قيمة القيم أو مبدأ المعيارية الكلي، لأنه من دون تطوير هذه المنهجية الدّاخلية المبنية على رؤيتنا إلى العالم وبنيتها المكونة من : تصوراتنا على الموجودات في العالم، وأسلوبنا في المعرفة وقيمنا المجتمعية ، فإما أن نقع أسرى الجهود المعرفية الأولى، وإمّا أن ننخرط في تجربة الحداثة الغربية وننسى استمدادها من تراث مخصوص أو رؤية إلى العالم مخصوصة أيضا. -;- تطوير منهجية كلية داخلية أيضا من أجل تقويم الموروث الغربي المشبع برؤية أصحابه إلى العالم، كي نتبيّن منها ما هو صالح وما انتهت صلاحيته، وذلك على ضوء تلك الرؤية الدّاخلية، ويستلزم هذا، إعادة تصنيف المعارف من جديد، وتسميتها بأجهزتنا الاصطلاحية وما تحمله من مضامين .
س: فيما يخص قضية تطوير المناهج، والتي نوّهتم بها في كثير من المواضع، هل ترون أن إمكانية تطوير المنهج مشروطة بالاستلهام من فكر الآخر؟ أم أن العقل العربي راهنا، قادر على الانفصال عن هذا الآخر، منهجيا، وإنشاء المعرفة إبتداء، علما أن فعل التجديد عربيا قد تفيّأ ظلال الآخر منذ بداياته...؟ ج: لا أرى إطلاقا أن الإبداع يكون بالاستلهام من الآخر ابتداء، إن المعرفة كي تكون إبداعية ومنتجة من الأقوم لها البناء على رؤيتها المعرفية أو روح ثقافتها، لأن الاستلهام من الآخر مآله تكرار إبداعات الآخرين، ومع ما تطالعنا به أبحاث علوم الإناسة من أن أنظمة الثقافة متعددة ومفاهيمها للعالم والأشياء أيضا متعددة، فإن فكرة معيارية الثقافة الغربية في تأويلها لمفردات الثقافة كالدين والعقل و الحياة والمعنى، انطفأت شعلتها وصارت لا تصمد للنّقد، مشكلتنا دائما أننا حولنا الغرب إلى معيار في المعرفة وليس مصدرا من مصادرها، وتسرّبت إلينا مشكلاته ظانّين أنّها مشكلات العلم الحقيقية، فاندفعنا نحو مسالكها متبعين لها. إن الغرب اليوم في أزمة عميقة، وأعتقد أنه هو بحاجة إلينا لكي نقدّم مبرّرات الوجود، إن الأسماء التي تحوّلت دينيا في الغرب كرجاء غارودي ومراد هوفمان ومحمد أسد وجيفري لانغ تدل على حاجتهم العميقة إلى فهم جديد إلى العالم، وإلى معنى للحياة لم يجدوه في غير الإسلام كنظام في الاعتقاد ونظام في المعرفة ونظام في القيم. من هنا نجدهم في كتبهم يوجهون الفكر و الفلسفة نحو إيجاد معنى للحياة وملئها بالقيم، بعد أن ملئت عدمية وضياعا. ونجدهم -مثل مراد هوفمان مثلا- لا يكتفي بالحديث عن إسلامه، وإنما يطالعنا بالأسس الزائفة للحداثة الغربية وبضرورة إعادة تفعيل أخلاقية الإنسان التي ضيعتها مذاهب اللَّذة و المنفعة. أما الانفصال المنهجي عن الغرب بالمعنى الذي نريده، فهو كما قلت دائما؛ أهمية فرز المناهج الغربية المتغيّرة والذّائبة في رمال النّسبية، فرزها وتصنيف النَّافع منها و الضَّار بالنّسبة إلى منظومة قيمنا الوجودية و المعرفية و القيمية. س: كيف يتحقق هذا المسعى النّقدي، المؤسس على الذّاتي، في رأيكم...؟ ج: إن فلاسفتنا القدامى عندما وفدت إلى دارهم العلوم الفلسفية اليونانية، صنفوها تصنيفا ذاتيا، فأيّة فلسفة يكتشفون فيها أثر القداسة أو الموروث الدّيني (التوحيدي) يسمونها بالفلسفة الإلهية. ويجدون لها موضعا ضمن نظام الحقيقة الإسلامي، وغيّروا في تسميات هذه العلوم، فأضحى المنطق (معيار العلم)، و(القسطاس المستقيم)، وجهود أبو حامد الغزالي وابن حزم الأندلسي ليست بخافية. إن الغرب اليوم قد فتحت لنا وسائل الإعلام الجديدة أفق التواصل معه، وهي فرصة للتواصل التعارفي مع أغلب شرائح المجتمع. وبهذا فإنني أتصور أننا ملزمون بتأسيس علم المنهجية، ليس كإجراءات في البحث أو خطوات في التفكير، وإنما المنهجية كناظم كلي موصول برؤيتنا للعالم، وهذا من أجل أن يحصل الاتساق بين نظرتنا إلى العالم وبين فهمنا للعلم ووظيفة المعرفة ودور المناهج، ومن دون التكامل بين رؤيتنا إلى العالم وبين مناهجنا فلن يحصل الاتساق ولن يتحرّك السلوك و الفعل، والسبب الذي جعل جهودنا مشتتة ولا تثمر معرفة إبداعية و لا سلوكا منتجا هذا اللاّتساق بين رؤيتنا إلى العالم أو منظورنا المعرفي أو فلسفتنا وبين كافة أنشطتنا العلمية في دوائر البحث. إنه بدلا من مساءلة قيمة المناهج المأخوذة من المعرفة الغربية، فإن الحاجة هي تأسيس علم المنهجية، بما هو علم العلم أو معنى المعنى أو معيار المعايير . س: في رأيكم، ما مدى شرعية تسمية المفكر أو الفيلسوف في الثقافة العربية الراهنة، في ظل المعطيات الواقعية للخطاب الفكري العربي الحديث...واقع العلاقة النقلية مع الآخر الأوروبي؟ ج: أعتقد أن الغالب ليس هو التقليد في الثقافة العربية الراهنة، وإنما ثمة اجتهادات فلسفية تسعى لكي تجترح خطاب معرفيا مخصوصا أي إبداعيا، كمشروع طه عبد الرحمن وأبو يعرب المرزوقي وسيّد حسين نصر الذي جرى تصنيفه مؤخرا في أمريكا على أنه فيلسوف عالمي وكتب عن فكره كتاب من الف صفحة بالإنجليزية، وعبد الوهاب المسيري، وثمة دائما مشكلة في التسمية (مفكر )أو( فيلسوف )؟ ففي منظوري أن من يشتغل على قضايا واقعه ويسعى لكي يطور خطابا مفهوميا استدلاليا وله روح في الحياة الثقافية، هو فيلسوف أو مفكر، لأن الفلسفة أو التفكير توهمنا أنه مطابق للنمط الفلسفي الغربي، ومن يجترح طريقا آخر، يوصف باللّافلسفة أو اللاّتفكير، فالتسمية علينا أن نحررها من الصور النمطية للفيلسوف، فكيف مثلا يمكن أن نقبل شذرات هيرقليطس بوصفها حكمة فلسفية، ولا يتم وصف حكم ابن عطاء الله السكندي المليئة بالدّلالة و المعنى، بالوصف نفسه، ثمة إذن من يفرض وصف الفلسفة على نمط مخصوص من التفكير، ويرادف بينه وبين الفلسفة الغربية. إلا أن مجمل قراءاتي قد دفعتني إلى مراجعة تاريخ المعرفة الموصوفة بالفلسفة؛ فوجدت أن داخل هذا الركام المعرفي ترقد إرادة الفصل بين المعرفة والقداسة، فصرت أقبل بتصنيف الفيلسوف، بوصفه ذلك الذي يفكر منقطعا عن القداسة والتعاليم الإلهية، والفلسفة هي المعرفة منفصلة عن القداسة والحقيقة والقيمة، والكلمة التي بت أتقبلها واشتغل عليها وأحلل بها منظومات الفكر؛ هي كلمة الحكمة، والحكمة هي المعرفة الملتحمة بالقداسة وبالتعاليم الإلهية، والدليل على هذا أن فلاسفتنا القدامى أو فلاسفة الإسلام كانوا يميّزون بين المعرفة الفلسفية المنكرة للشرائع والمكتفية بالعقل النّظري كالسفسطائية، وبين المعرفة التي يبصرون فيها آثار التعاليم الإلهية وعناصر القداسة الدّينية، فسموا أفلاطون بالإلهي، واستثمروا حكم الفيثاغورية والنزعات الروحية اليونانية التي جرى طمسها بمنهجية تاريخية متحيّزة. إن تاريخ الفلسفة هو تاريخ نزع القداسة عن المعرفة، والحكمة هي اللحمة بين المعرفة والقداسة، ومن هنا فإننا لسنا ملزمون بالاستظلال تحت مفهوم الفلسفة، وإنما نحن ننتمي إلى الحكمة أصلا وقصدا، ومُستلزم هذا الإقرار هو الاتجاه نحو جغرافية فكرية لا تقطع مع الحكمة، وإنما تقطع مع الفلسفة المنفصلة، وتنتج خطابا آخر، لا يجد ذاته بنفيها، وإنما يجد ذاته بإثباتها ووصلها بالفعل، فالفعل هو الذي يفتح للعقل الآفاق الإدراكية الجديدة . في الأخير أرفع الشكر إلى الأستاذة الفاضلة الباحثة اللامعة أسماء حديد على أسئلتها التي تعكس وعيا فكريا راقيا، ولغة بهيّة النّسيج والتكوين وعلى جودة ذهنها وثقابة رأيها ودقة أسئلتها ونتمنى أن نتواصل دائما من أجل الحقيقة والقيم. دمت أستاذة بكل نشاط وجدية. ختاما: شكرا لكم أستاذنا الفاضل، بلعقروز، على ما تفيّاناه من ظلال معرفية أمتعتنا وساحت بنا في عوالم ما بين الفلسفة والحكمة. ونسأل الله أن تمتدّ حواراتنا معكم إلى أمد أبعد، بقدر امتداد أفقكم المعرفي مستقبلا...وأن يوفقكم الله تعالى في تجديد الوعي والفهم وإبداع مشروع الحكمة الحامل لكائن الأخلاق والفضيلة بديلا عن كائن الشهوة والمنفعة الآنية. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
#أسماء_حديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاورات مع المفكر المصري محمود السماسيري (أجرى الحوار: أسماء
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|