أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في كراهية بشار الأسد














المزيد.....


في كراهية بشار الأسد


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نفس يوم وفاة والده، الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، تجمهرت مجموعة من ’الهتيفة‘ لا تتجاوز البضع عشرات حول نفس كاميرات التلفزيون التي لا تزال تنقل مراسم تشييع جثمان لم يدفن بعد يهتفون باسمه وريثاً شرعياً لأبيه الراحل في رئاسة دولة ينص دستورها على كون نظامها السياسي ’جمهوري‘. هذا المشهد العبثي قبل نحو ثلاثة عشر عاماً لم أنساه قط، ومن ساعتها وأنا أكره هذا الرجل حتى من قبل أن أعرف عن سيرته الشخصية أو المهنية أي شيء. هذا الشاب بفعله هذا، في اعتقادي ساعتها، كان قد سن سنة قبيحة أقصى القبح قد تقتدي بها فيما بعد دول عربية عدة كانت قد ولدت من رحم ثورات تحرر باهظة الكلفة ضد الاستعمار التركي وبعده الغربي، ثم أحلام التقدم والاشتراكية والوحدة العربية فيما بعد. هذا الشاب الغر، حتى لو كانت نواياه حسنة، بقبوله هذا العبث قد أهال التراب فوق كل هذه التضحيات العربية حتى من قبل أن يهيله فوق جثمان والده الذي لم يبرد في كفنه بعد.

ثم مضت الأيام وحاولت أن أعطي أذني قليلاً لهذا الرئيس الشاب وسط زعماء عرب عواجيز مفلسين ومتكلسين في كل شيء، لعله يخيب ظني ويكون ممثلاً لتطلعات الشباب العربي من جيله وبدل أن يكون ’سابقة وكسة‘ للنظم الجمهورية يصبح ’انطلاقة نهضة‘ تعم المنطقة بالنشاط والحيوية، حتى لو كان الثمن التضحية بالجمهورية والعودة إلى النظم الوراثية الماضية. في النهاية، الشعوب العربية تطمح إلى الحياة الكريمة والحرية، أكثر من التعلق بتسميات وشكليات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.

ليته ما نطق، وليتني ما استمعت إليه أصلاً. اكتشفت، لدهشتي ورغم ما قيل عن تعليمه المدني ودراسته في لندن، أنه أكثر إفلاساً وتكلساً حتى من كل الرؤساء العرب مجتمعين. كلام مجعلظ وسفسطة ووعود جوفاء بالإصلاح والحرية وحجج جدلية لا يعرف المتخصص لها بداية من نهاية. النتائج على الأرض كارثية، وهي الأصدق دائماً حتى لو كان لسانه يسقط عسلاً.

كان والده ديكتاتوراً بحق، وزعيماً سياسياً بحق أيضاً عرف كيف يصون وحده أرضه وشعبه رغم كل التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي عاصرها. بخلاف براعته في حفظ التوازنات الداخلية الحساسة ولو بالقبضة الحديدية أحياناً، الأسد الأب عرف أيضاً كيف يحفظ توازناً دقيقاً مع جواره العربي حتى في أثناء تحالفه مع إيران في حربها ضد جارته العراق؛ ورغم عدائه الواضح ضد الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، عرف كيف يعيد قراءة المشهد جيداً أثناء حرب الخليج الأولى حين تحالف مع مصر والسعودية وقوات التحالف الغربي بقيادة أمريكية لطرد قوات صدام حسين من الكويت. في كل مرة، كان يعرف جيداً طريق النجاة بنفسه وبلده. للأسف، ابن الوز لم يكن عواماً أبداً، وفي النهاية أغرق نفسه وبلده.

انكشفت لي أولى حماقات الأسد الابن عندما بدأ يلعب كالطفل الأبله في أوتار الموازين الداخلية اللبنانية، لينتهي الأمر بخروج جيشه من هناك طريداً ذليلاً على نحو ما كان يتوقعه أحد. لم ينتهي الأمر عند ذلك الحد، إنما أخذ بمرور الوقت يميل إلى الارتماء في الأحضان الإيرانية بالكامل، ليختل التوازن الإقليمي من حوله أيضاً كما اختل داخل لبنان من قبل. علاوة على ذلك، كان ماهراً في إشعال الحرائق لقوات الاحتلال الأمريكية بالعراق، ليس في مؤازرة مخلصة للمقاومة العراقية آنذاك أو تحقيقاً لمصالح وطنية سورية أو لتجنيب المنطقة مخاطر التدخل العسكري الأمريكي المباشرة كما حدث في العراق وأفغانستان إنما تحقيقاً لأجندة إيرانية خالصة، حتى لو كان على جثة المنطقة كلها، بما فيها سوريا بالطبع. الرجل لم يعد سوى بيدق بيد إيران تحركه على رقعة الجغرافيا السياسية العربية كيفما تشاء، وفقاً لمقتضيات مصالحها الخاصة.

لأنه منذ تولى الحكم لم يتقن سوى اللعب بالكبريت السياسي في كل مكان، كان متوقعاً أن يشتعل الحريق في بيته نفسه في أي لحظة. وقد كان. الرجل قد بلغ به الجنون إلى أن يضرب شعبه بالطائرات والبراميل الحارقة والأسلحة الثقيلة. ربما لم يفعلها حاكم قبله قط لا في المنطقة ولا في العالم على مر التاريخ. لكن ها هو بشار الأسد فعلها، ولا زال في جعبته المزيد.

في اتساق مع حماقاته السابقة وولعه بالنيران، أقدم بشار مؤخراً على عقد تحالفات سرية وعلنية مع جميع المجانين أمثاله حتى يهدد بالحرائق المنطقة كلها. الأسد الابن يستقدم مقاتلين من تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني لكي يساعدوه في قتال ’الجماعات الإرهابية المتطرفة‘ كما يسميها، وهو يعلم تمام العلم أن ذلك سوف يؤدي حتماً إلى تجميع هذه التنظيمات والجماعات الإسلامية السنية المتطرفة من كل مكان لكي تقاتل في سوريا إن لم يكن ضد بشار نفسه، ضد هذا التنظيم الشيعي المسلح تحديداً. في الحقيقة، بشار الأسد لديه من العتاد والأفراد وقوة النيران ما يكفي لتدمير سوريا كلها عدة مرات وليس بحاجة أبداً لهذه العناصر من حزب الله على هذا الصعيد. الغرض الخبيث الحقيقي الذي يريده بشار من وراء تدخل حزب الله في الصراع الداخلي السوري هو استدعاء جميع المتطرفين الإسلاميين السنة من حول العالم العربي إلى داخل المحرقة السورية لكي يضرب بهم عصفورين دفعة واحدة: (1) أن يسوق للعالم الخارجي صراعاً سياسياً داخلياً بالأساس على السلطة في صورة حرب يخوضها النظام ضد الإرهاب والتطرف الإسلامي، (2) أن يبتز دول الجوار بإرجاع هؤلاء المتطرفين بجذوة من الحريق السوري إلى بلدانهم الأصلية إذا لم ينصاع قادتها ويتوقفوا عن دعم المتمردين السوريين ضد حكم نظامه. بشار الأسد يهدد المنطقة العربية كلها بالحرق تماماً كما يحرق بلده.

أنا أكره هذا الرجل من أول ظهوره في المشهد السياسي العربي، وقد زاد كرهي له اليوم أكثر ليس بسبب موقفه من انتفاضة قسم من الشعب الثوري، لكن لأني أراه أحد أغبي السياسيين الذين قد مروا على هذه المنطقة طوال تاريخها، ولا أشك في أنه أعظمهم جنوناً وتدميراً.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.
- ثورة دي، ولا انقلاب؟!
- رثاء


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في كراهية بشار الأسد