ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 13:54
المحور:
الادب والفن
على متنِ الرملِ
مذكرة احتجاجِ آخر العصافير
ابراهيم زهوري
" أَكلّما وقفت غيمة على حائط
تطايرت إليها جبهتي كالنافذة المكسورة
ونسيت أني مرصود بالنسيان "
محمود درويش
دون وجه
يعود
ولا يتذكر
إِشارات التهلكة
حُجرة الثياب
شقوقُ أَذرع الضلالة
مذياع البرّية الشاسعة
قرنفلة الغياب ...
حمامة النّاي في الخطى الناقصة
شرفة الرياح
رغيف التفاصيل المهملة
خوف دالية الظهيرة
صوت الآذان
وشاح القرى الغريبة
قارعة الأَشواك
وكروم التلال ...
عصافير رذاذ التعب
عناقيد ما توهج من أَجنحة
بيت أُمي
يتهدل جنون الإِنفعال
مخبأُ قامتي عند الفجر
مخاوف إِخوتي
عندما تشتبك الأَكفان
كتاب المنفى حين يحتضر
ظل خيمة البدايات
ونكهة عباءة الخريف
رجلٌ ملثم يعبر النهر
ويوزع أَناشيد البيان الأَول
لا الماء أُنثاه
ولا صدر المرايا كانت له غزالة
ثمالة الرؤى
أَنواء آلة تصوير
تحتسي جوع الحواس
كرنفال خيل المكان ,
زعتر الليل
حين يرسم قوس الجهات
أَعضاؤه الممهورة بسراج الوحي
نَزْفُ الرماح
قصائد حانة
عند بابٍ لا يكتمل ,
تفترق فناجين الشعر
والأَرض
لعاب وحش
زمنٌ يباع
أُسطورة دفء
ربما تطاردها حمحمة حصان
لم تروِّض بعد
جحيم تماثيلها عند حافة البحر
تتلوى جيوب العدم
والرُّخام منذ عشية
يتنهد أثاث الزوال
والسماء
مهرة يأس الولاء
كرسم زيتي
خفيفاً
تتزوجه الفتيات ,
وهذا أنا
تباطؤشظايا البلاد
خجل سحر الأَصدقاء
والشوارع كانت ثرثرة محاصيل
هدوء القبلات
سعادة الناجين من المذبحة
تتنازع مستنقع الفراغ
هرم الجرائد الخامدة
بطالة الأَشباح ,
كانت الأبجدية
خفة يديه ...
أَدوات الإستفهام
وثْبَة البيادر في الهواء الطلق
وكانت طفولته
وحدها
أَصابع موسيقى
دعاء جَدَلْ
لغة النار البابلية ,
وأَنا غليون الأَقاصي
الذاهل أَبداً
أَملأُ
في عربات الفوضى
فِرار سفحٍ
من قميص الذكريات
أَسرار الضحك
مراسم اللحظة الراهنة
حيرة الأسماء ...
حنجرة نُذر البدويّات
أَصداء عرس السلالات
سنبلة كنعان
قباب مقدمة العمر
قرص الندى
وَجْدُ الأيام المبعثرة
خارطة فحولة التجوال ,
وحدها كانت
ضفافٌ مبللة
أَشلاء ما تناثر من ملكوت الوقت ,
هو في الصخب أَول العابرين
سليماً معافى
يجمعُ النمل الأَخضر
في سلّةِ المهملات
ينتزع مومياء آلهته
رئة أَهداب
شلاّل ضجرْ ,
وأَنا في الداخل
صدى ما أَوشكت
في القفص
شفقُ زيتونة
رصيف وداعْ
لا بيت لي
ولا ... عند بعض أَصدّافي
خانتني أَول أُحجية
ولا في العلن توجّني
نوم المراثي
هزيعُ اللامعنى
أَوثان حجرْ .
مخَّيم النيرب / حلب
13 / 11 / 2013
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟