زاهر نصرت
الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 21:42
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ان تكون الهيمنة الحضارية بُعداً سياسياً وطموحاً دولياً فذلك لا يتعدى المألوف في العالم وفي التاريخ ، فالأمة التي تصنع حضارة تستطيع فرض ثقافتها وعلمها وربما بعض اشكال او انماط حياتها الداخلية على الأمم التي تقترب منها او تحتك بها او حتى التي تصطدم معها .
هـذه هـي احـدى حقائـق التاريـخ الإنسانـي وقوانينه الجدلية ، الا ان البناء الحضاري نفسه يعد مشكلة ( فكرية ) و ( أخلاقية ) من نوع متميز او خاص . اذ ان النمو الطبيعي بالبحث والتقدم الذاتي وتراكم الإنجازات والخبرات لم يعد يفي بالغرض او يسد حاجة لدى الدول ( العظمى و الكبرى ) على نحو خاص رغم ما تحقق لكل منها من ارتقاء تحسد عليه ورخاء لا شائبة فيه ، فبدأت تستعين : راغبة و/او مرغمة : بطرائق غير مشروعة على نحو مباشر او بالواسطة ، اعني التجسس والجاسوسية . التجسس الصناعي والجاسوسية التكنولوجية ، فتسرق اسرار ( الحليف ) و ( الصديق ) و ( العدو ) على قدر المساواة المصلحية ، ثم تسرق اسرار ما فوق الأرض وما تحتها ، وما في البحار وما تحت قيعانها على قدر ما تسمح به تكنولوجيا التحسس النائي والتجسس بالاقمار الصناعية ، ثم تسرق اسرار الجيوش والأسلحة والمعدات على قدر ما يتيحه لها العنصر البشري المدرب والمتدرب على تخومها وما وراء البحار خارج الحدود . ثم تسرق اسرار الإنتاج والديموغرافية والبحث العلمي والتطلعـات الوطنيـة والقوميـة علـى قدر ما توفره لها الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية من مادة ( أولية ) وخبرة صالحة للاستقراء والتحليل والاستنباط والاستنتاج .
هكذا : ( تجسس في تجسس ) دائماً وابداً في الليل والنهار وفي الفضاء وعلى الأرض وفي البر والبحر بغية السيطرة واستغلال الدول الأخرى لابتزاز مواردها .
زاهر نصرت
#زاهر_نصرت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟