|
حول حاجة المشترك إلى مشروع سياسي/المشترك الثوري الديمقراطي هو المشروع السياسي للجماهير
صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 20:11
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تعبئة المشترك
طوني ناغري-مايكل هارت 2004
لقد حللنا على مدى هذا الفصل صعود المشترك والمتفرد أي صيرورة الأشكال المتفردة للعمل نحو المشترك وكذلك تفرد السياقات المحلية صلب أنثروبولوجيا غلوبالية ومشتركة وكذا وضعية الفقر والإنتاجية المشتركة. تلك هي، بعبارات أخرى، شروط إمكان تشكل الجماهير. لقد حللنا كذلك الشروط القوى التي لا تنفك تجبر لحم الجماهير على تشكيل جسد سياسي. وتلك التي تحول تفرداتها بمقتضى تقسيمات وتراتبيات تختزل المشترك بحكم الرقابة الغلوبالية وتسرقه في شكل ملكية خاصة. يتمخض عن كل ذلك أن الجماهير لا تأخذ شكلا سياسيا بشكل عفوي وأن لحمها يتشكل من سلسلة شروط تبقى متناقضة بما أنها تستطيع أن تقود إلى التحرر كما تستطيع خلق نظام جديد للإستغلال والرقابة. إن حاجة الجماهير إلى مشروع سياسي هي مسألة حياة أو موت. وطالما فحصنا الشروط التي تجعل الجماهير ممكنة الوجود، يتوجب علينا الآن أن نحدد نوع المشروع السياسي الذي يمكن أن يهبها الحياة. لقد رأينا كيف يتم إنتاج التضاد عبر كل علاقة استغلال وكل تقسيم هرمي للنظام الغلوبالي وكل قوة تهدف إلى مراقبة وتوجيه المشترك. ولقد أشرنا كذلك إلى أن إنتاج المشترك يعني دائما فائضا لا يستطيع رأس المال تملكه لانه يقاوم استيعابه في جسد سياسي غلوبالي. نستطيع أن نقول بعبارات فلسفية مجردة أن هذا الفائض هو ما يجعل التضاد يتحول إلى تمرد. فالحرمان يغذي الغضب والإنسخاط والمضاددة ولكن التمرد لا يتشكل إلا من الثراء أي من فوائض الذكاء والمعرفة والتجارب والرغبات. فنحن لا نجعل من الفقير التعبيرة الذاتية الباراديغماتية للعمل المعاصر لأنه لا يملك ما يقدّم ولأنه مقصي من الثروة وإنما لأن الفقراء جزء من مسالك الإنتاج وبالتالي فهم أثرياء من حيث الإمكانيات المتفوقة دوما على ما يتملكه ويراقبه رأس المال والجسد السياسي الغلوبالي. إن هذا الفائض المشترك هو الأساس الأول الذي تقوم عليه مقاومات الجماهير لهذا الجسد السياسي الغلوبالي. تعبئ التمردات المشترك بطريقتين: بتعميق قوة كل نضال وبتوسيعه إلى نضالات أخرى. فمن جهة التكثيف فيما يتعلق بداخل كل عمل نضال، تُترجَم مضاددة المشترك وثراء المستَغَلين والمنهوبين المشترك إلى أفعال وعادات وإنجازات مشتركة. فأينما تصاعد التمرد تفاجئنا بتشابه رموز الألبسة والتصرفات والعلاقات وطرائق التواصل. فلقد كان جون جونيه لاحظ أن الأسلوب هو الذي كان يميز البْلاك بانثرز، لا المصطلحات والألبسة وقصة الشعر الافريقية وحسب وإنما أيضا طريقة المشي والوقفة والحضور الجسدي. (جون جونيه، أسير الحب). وليست مكونات الأسلوب هذه إلا أعراض أحلام ورغبات وأنماط حياة وطاقة مشتركة تشحذها الحركة. وعادة ما تتشكل أنماط الحياة الجديدة في حوار مع التقاليد والعادات المحلية. ففي غابات تشاباس مثلا، يجمع جيش التحرر الوطني الزاباتستي عناصر تخص التاريخ الوطني مثل شخصية زاباتا وإرث ثورات المزارعين والميثولوجيا التزلتالية الأهلية من أجل ابداع نظام علاقات شبكي وممارسات ديمقراطية وشكل حياة مشتركة جديد يعطي هوية لهذا التنظيم. إن إثراء المشترك يعطيه كثافة جديدة. وفضلا عن ذلك، تحمل المواجهة المباشرة مع النظام هذه الكثافة إلى درجة أكثر إرتفاعا في السراء والذراء. فالرائحة الاذعة للغازات المسيلة للدموع مثلا ترفع عقرب الحواس وتصدمها في المواجهة مع البوليس مما يزيد من غليان دماء الغضب حيث تكمن الكثافة في الإنفجار. وهكذا يسم تكثيف المشترك في الأخير وقوع تحول أنثروبولوجي يشهد على ولادة انسانية جديدة من رحم النضالات. وأما من جهة الإمتداد فالمشترك ينتشر في التواصل بين النضالات المحلية. فالاتساع الجيوغرافي للحركات يأخذ تقليديا شكل سلسلة نضالات عالمية تشهد على انتشار التمردات من سياق محلي إلى آخر مثل الأمراض المعدية تحملها ممارسات ورغبات مشتركة. على هذه الشاكلة أشعلت تمردات العبيد الكاراييب في بداية القرن التاسع عشر وكذلك تمردات عمال الصناعة التي تضاعفت في أوروبا وأمريكا الشمالية في نهاية نفس القرن وبداية القرن العشرين وكذلك أيضا حرب العصابات والنضالات المضادة للكولونيالية التي شاعت في آسيا وافريقيا وأمريكا الاتينية أواسط القرن الماضي. فالمشترك المتفجر في كل هذه النضالات بطريقة امتدادية على مدار المعمورة ليس فقط عدوا مشتركا سواء تعلق الأمر بالعبودية أو برأس المال الصناعي أو بالأنظمة الكولونيالية. فهي يحيلنا كذلك على مناهج قتال مشتركة وإلى أنماط حياة مشتركة ورغبة مشتركة في عالم أفضل. لا شيئ اذن سوف يفاجئنا إذا بدا الفائض الذي يعبّر على نفسه في كل هذه النضالات وحشيا وخاصة في عيون النظام. فحكام وجنرالات التوسع الكولونيالي الانجليزي في القرنين السابع والثامن عشر على سبيل المثال، كانوا يصفون سلسلة نضالات البحارة والعبيد مستشهدين بأسطورة هرقل والهِدرة (الأفعوان) متعدد الرؤوس. ورغم كل المجهودات الهرقلية للسلطات، فكلما سُحق تمرد ولد آخر. فكل سلسلة تدمر الأجسام الاجتماعية والسياسية التقليدية لتستعيض عنها بإستحداث شاذ، بوحش. بعد 1968 والتفجر الغلوبالي لنضالات العمال والطلبة والحركات المعادية للإمبريالية، توالت العشريات دون ولادة سلسلة جديدة من النضالات. وذلك لا يعني أنه لم توجد حركات تمرد هامة خلال هذه السنوات بل كانت عديدة وفي منتهى العنفية سواء فيما تعلق بالنضال ضد الآبارتايد في جنوب افريقيا أو بالتمرد المتواصل ضد السلطة البريطانية في ايرلندا الشمالية أو بالإنتفاضة الفلسطينية أو بالحركات النسوية بستُونْوال وبحركة المثليين والمثليات كما هو حال عديد النضالات المحلية والوطنية الأقل شهرة، تلك التي خاضها العمال والفلاحون والشعوب المضطهدة. ولكن لا أحد من بين هذه التمردات تمكن من افراز سلسلة نضالات معبِّئة للمشترك على امتداد العالم. لا يتعلق الأمر بالتأكيد بتقزيم هيئات التواصل المحدود بين النضالات. يتمثل نموذج هذه الظاهرة الأكثر ابهارا اليوم في حركة الحق للبوابين وهو التنظم النقابي الأكثر تجديدا ومُنجزية في الولايات المتحدة. فالفاعلون فيه يواجهون تحديات فشلت النقابات التقليدية في انجازها. هي مجموعة شكنية متحركة مشكلة أساسا من مهاجرين حديثي العهد لا يتكلم أغلبهم الانجليزية ولا يمتلكون أي كفاءة مطلوبة في سوق الشغل. ربما يكمن أحد أسرار نجاح هذه التجربة ، في لوس أنجلس على الأقل أين حصدت الحركة انتصاراتها الأولى، في كون عديد قيادييها هم في الأصل قدماء جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني الذين قاتلوا في الحرب الأهلية ضد حكومة سالفادور. لقد حملوا رغباتهم الثورية معهم من غابات مورازن إلى ناطحات سحاب لوس أنجلس ناشرين العدوى في كل ما يعترضهم وما يحيطهم ناقلين نضالات حرب العصابات إلى مجال التنظم النقابي مقدمين مثالا واقعيا وقويا على انتشار المشترك. لقد انتظرنا حتى نهاية سنوات التسعين حتى نرى سلسلة عالمية من النضالات حول أسئلة العولمة. ولقد انطلقت حفلة بدايتها أثناء مظاهرات قمة المنظمة العالمية للتجارة في سِيارل سنة 1999. لقد دشنت هذه المظاهرات بداية سلسلة حركات احتجاج قطعت القمم التي جمعت ممثلي النظام الغلوبالي خلال السنوات الاحقة في امريكا وأوروبا وبينت أن جذور هذه السلسلة في نضالات الجنوب التي لا تحصى ضد صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والأليما وغيرها من مؤسسات البنية الغلوبالية للنظام. وكأنما فجأة شكلت المسيرات المضادة للتقشف المفروض من صندوق النقد في بلد والمظاهرات ضد مشروع البنك العالمي في بلد آخر والتعبئة ضد الألينا في بلد ثالث حلقات سلسلة مشتركة من المقاومات. وقد تعزز ذلك إلى حد ما في اللقاءات السنوية للمنتدى الاجتماعي العالمي وعدة منتديات جهوية أخرى، لقاءات كانت تجمع ناشطين ومنظمات ومفكرين لتبادل وجهات النظر حول الأشكال الحالية للعولمة وامكانيات عولمة المقاومة. إن كل منتدى اجتماعي هو احياء للمشترك الذي يسري في مختلف التعبئات وحركات التمرد التي تشكل السلسلة التي أدركت أوجها في التحركات التي تم تنسيقها انطلاقا من 15 فيفري 2003 ضد الحرب على العراق أين تظاهر ملايين البشر في مدن العالم أجمع، هذا من الناحية الكمية على الأقل. فالحرب تمثل المرحلة النهائية من السلطة الغلوبالية التي تشكلت سلسلة النضالات هذه ضدها ولقد مكنت الهياكل التنظيمية والتواصلية التي نشأت من الصراعات المذكورة من تعبئة هائلة ومنسقة للتعبيرات المشتركة المناهضة للحرب. لا بد من أن نشير مرة أخرى أن القوى المعبئة من أجل هذا الطور الغلوبالي لا يشتركون فقط في العدوّ سواء كان يسمى نيوليبيرالية أو هيمنة أمريكية أو امبراطورية غلوبالية بل يشتركون كذلك في ممارسات ولغات وسلوكات وعادات وأشكال حياة مثلما يشتركون الرغبة في حياة أفضل. ليس هذا الطور رد فعل وحسب وانما فعل وابداع. وسوف نحلل في الباب الثاني من القسم الثالث بعض تفاصيل المطالبات والاقتراحات التي تضطلع بها هذه الحركات. إن التعبئة الغلوبالية للمشترك صلب هذه السلسلة الجديدة من النضالات لا تفسد الطابع المحلي أو تفرد كل منها. بل يرفع التواصل بينها من قوتها وثراءها. يمكن هنا أن نضرب مثل التمردات التي شقت الأرجنتين أيام 19 و20 ديسمبر 2001 في قلب الأزمة الاقتصادية، ثم تعمقت بطريقة أو بالأحرى في الانتصارات وفي الهزائم. يمكن أن نفسر، إلى حد كبير، طبيعة تلك الأزمة وتلك النضالات بخصوصية الأرجنتين وبتاريخها. لقد عطلت الأزمة المؤسساتية المعممة وأزمة التمثيل التي مر بها هذا البلد والتي نتجت في جزء منها من الفساد العام والخاص عطلت وضع استراتيجات معروفة مثل التحالف الدستوري للطبقات الاجتماعية تحت هيمنة البرجوازية لإدارة تلك الأزمة. كان المتظاهرون يهتفون في وجه كل الطبقة السياسية وهم يقرعون الخوذات والطناجر: " ليرحلوا جميعا". ولكن الأزمة المالية كشفت أيضا عن علاقات الأرجنتين بالنظام العالمي وعدم استقرار الجسم السياسي الغلوبالي بسبب السياسات النيولبرالية لصندوق النقد. ومع سقوط العملة الوطنية تفاجئ الأرجنتينيون باستحالة تأمين خدمة الديْن الخارجي ووجدت الطبقات المتوسطة نفسها في وضعية شبيهة بوضعية سكان عديد البلدان الفقيرة فلقد اندثر التعويض واختفا المحافظة على مواطن الشغل وحلقت البطالة وتعطلت كل الخدمات الاجتماعية. فكان رد الفعل مدويا وابداعيا حيث رفض العمال غلق مصانعهم فسيروها بأنفسهم وتشكلت شبكات ومجالس أحياء وبلديات لخوض المعارك السياسية واتخاذ القرارات وظهرت نقود جديدة لتأمين تبادل أوتونومي وطورت حركة النتعطلين (ال التي كنا أشرنا إليها) أشكالا جديدة من الإحتجاج خلال الصدامات مع البوليس والسلطات. كان كل ذلك خاصا بوضعهم الوطني ولكنه كان أيضا مشترك كل الذين يعانون ويناضلون ضد الاستغلال والهيمنة الغلوبالية. لقد نشأ وتغذى التمرد الأرجنتيني من الإرث المشترك لسلسلة من النضالات الغلوبالية وأصبح منذ ديسمبر 2001 وجهة مناضلي العالم بأسره ومصدرا للإلهام والتجديد. تتقدم هذه السلسلة الغلوبالية من النضالات في شكل شبكة موزعة. فكل نضال محلي يشتغل على نقطة تقاطع تتواصل مع باقي النقاط عبر مركز أو عبر مدار اتجاه. ولذلك يبقى كل نضال متفردا ومرتبطا بظروفه المحلية عميقا في شبكة مشتركة في ذات الحين. ذلك هو نمط التنظم الأكثر اقترابا من التعبيرة السياسية المكتملة لمفهوم الجماهير. إنه بإمكاننا أن نقيم الفرق بين أشكال التنظم القديمة الرئيسية حتى نفهم هذا الشكل الشبكي من التنظم. ففي النصف الثاني من القرن العشرين نهلت حركات الإحتجاج والمقاومة من نمطين أساسيين. يرتكز الشكل الأول الأكثر تقليدية على الهوية المجيّشة في النضال أي تلك التي تنظم وحدتها إنطلاقا من قيادة مركزية يمكن أن تأخذ مثال الحزب. هنالك عناصر يمكن أن تحدد محاور صراعية مهمة في عيون نشطاء الحركة على غرار مكانة الأقلية ولكنها يجب أن تخضع لوحدة الصراع الرئيسي. فنحن نعثر في التاريخ السياسي للطبقة العاملة عديد الأمثلة على ذلك. وأما النموذج الثاني المختلف جذريا عن الأول فيقوم على حق كل مجموعة في التعبير عن اختلافها وأن تخوض معاركها الخاصة بطريقة أوتونومية. ولقد تطور هذا النموذج الاختلافي أساسا إنطلاقا من النضالات المحيطة بالإنتماء الإثني والنوع والجنسانية. وفي كلتا الحالتين تعبر هذه الانماط أو النماذج المهيمنة على بديل محاط بالغموض: إما الصراع الموحد بإسم الهوية المركزية وإما الصراعات المنفصلة التي تؤكد على الإختلافات. إن التنظم الشبكي للجماهير لا ينفي أنماط التنظم القديمة هذه أكثر من كونه يبعث فيها حياة ثانية مختلفة. فلقد تفاجئ أغلب الملاحظين أثناء مظاهرات سيارل 1999 كيف أن المجموعات غير المنسجمة سابقا، أعني الايكولوجيين والنقابيين والدينيين والأناركيين…إلخ أصبحوا يتحركون بإنسجام كأنما كونشرتو دون أي هيكل مركزي مسيطر أو قامع لاختلافهم. وبعبارات مفهومية، تُعَوِّض الجماهير زوج هوية/اختلاف بزوج مشترك/متفرد. كما تقدم في الممارسة نموذجا لا تُختزل فيه تفرداتنا أو تنقص بفعل التواصل والتعاون الذي ينشأ أثناء الصراع من خلال قدرتنا على ابداع المزيد من العادات والممارسات والسلوكات والرغبات المشتركة من خلال تعبئة وتوسيع المشترك، على الإختصار. سوف يبدوا هذا الحراك الغلوبالي بلا شك أكثر وحشيا في عيون الكثيرين ولسوف يزددا فيضا وتعبئة للمشترك وتهديدا للأجسام الاجتماعية والسياسية التقليدية إلى جانب ابداعه للبدائل. فلقد ساوى عديد محللي وسائل الإعلام، وخاصة أولئك الذين أحسوا أنفسهم مهددين بهذه الحركات، بين وحشية الحركات المغايرة للعولمة والهجمات الارهابية مباشرة بعد 11 سبتمبر على اعتبار لجوئهما إلى العنف من أجل النيل من البنية الغلوبالية للنظام. من البديهي ان مقارنة عنف يتمثل في تحطيم واجهات ماك دونالدز بعنف يقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص لا يعدوا أن يكون عملا عبثيا. ولكن فلنترك الآن مسألة العنف التي سوف تكون موضوع الباب الثالث من القسم الثالث. ولنكتفي بالاشارة إلى مكامن اختلاف أشكال التنظم التي نحن بصددها. من المؤكد أن السلسلة الجديدة الغلوبالية من النضالات هي عبارة عن تعبئة للمشترك الذي يأخذ شكل شبكة مفتوحة وموزعة لا رقابة عليها من طرف أي مركز وحيث تعبّر كل مكوناتها على نفسها بكل حرية. يعتبر الخبراء أن القاعدة أيضا شبكة معكوسة أي شبكة سرية تخضع لهرمية منضبطة تغطيها سلطة مركزية. ولكن الأهداف متناقضة كليا. فالقاعدة تهاجم الجسم السياسي الغلوبالي بهدف استعادة اجسام اجتماعية وسياسية خاصة واكثر قدما وتحت رقابة سلطات دينية بينما تهاجم الحركات المغايرة للعولمة نفس الجسم بهدف ابداع عالم أكثر حرية وديمقراطية. لا وحش يشبه آخر. تبرهن تعبئة المشترك في النهاية على أن الحركات التي تكوّن السلسلة الغلوبالية للنضالات ليست فقط حركات احتجاج، وإن كانت وسائل الإعلام تلح على ذلك، بل هي أيضا حركات موجبة ومبدِعة. لقد وصّفنا إلى حد الآن هذا الطابع الايجابي والابداعي بمعاني انتاج وتوسيع المشترك صلب الحركات نفسها. إلا انه يجب على هذه التعبئة (تعبئة المشترك) كمشروع سياسي لابداع الجماهير، أن تمتد إلى ما أبعد من ذلك وتشتد من خلال المجتمع بأسره. إننا نعتقد أن الديمقراطية هي الطريقة الوحيدة لتقوية حكم الجماهير وان هذه الأخيرة ذات اجتماعية ومنطق تنظيم تجعل الديمقراطية اليوم أمرا ممكن التحقيق وبصفة غير مسبوقة. إن مشروع ديمقراطية الجماهير هو قلب ثالث وآخر قسم من هذا الكتاب.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كونسرتينة
-
حكومة حل الدولتين في تونس/مجلس جواسيس سِيُوقراط مع حكومة أمر
...
-
-ابداع الحقيقة- زاباتيا ضد اعلام الغدر والعار/اعلام الرماد و
...
-
-ثورة- المرتزقة!!!/حكم المرتزقة /-المرتزق والوطني- -المرتزق
...
-
من أجل تنظيم المشترك على أنقاض يمين/ يسار رأس المال
-
لا باللّيبرالية الملونة ولا بيمين الدولة ولا بيسار الدولة وا
...
-
المجالس الثورية المواطنية/الآن أو أبدا
-
لماذا تركع أحزاب النظام بما فيها استبداد أحزاب اليسار الايدي
...
-
رأس المال الخاص هو رأس النظام الرأسمالي/ عقد الحياة والعدالة
...
-
حُمر النظام البنكي. هل تكون ثورة المستدينين/المدينين/المتداي
...
-
صناعة الخزف/الانتقال أم التأسيس/السلطة المؤسِسة أم سلطة الار
...
-
دستور غوغل ويكيبيديا أنكارتا أم دستور الشهداء/ الحركة الثوري
...
-
وما رأيت إذ رأيت
-
الإرهاب فضيحة/النضال حب
-
اذا التقى فاسدان يحذف الفرق/الفساد الثوري/الفساد اللغوي/ عند
...
-
كَيْفْمَتَيْنْ يتمكّن وأين يكمن اسقاط الكُليان الكياني للنظا
...
-
نزيف اضطراري
-
أنا سمكة سوف ترمي نفسها في البحر في السنة المقبلة
-
البيوثورة/ ما معنى الاسقاط البنيوي للنظام القائم دولة ومجتمع
...
-
كوني جميلة لتحلمي
المزيد.....
-
أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث
...
-
صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي
...
-
م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم
...
-
تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق
...
-
أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما
...
-
باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين
...
-
المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|